سياسة

السيسي لـ”الاسوشيتد برس”: أنا متفائل ومستعد للإفراج عن صحفيين آخرين (الحوار كاملا)

السيسي: سوريا لا يجب أن تسقط.. ويجب تعزيز الجيش المصري لمواجهة الإرهابيين.. والسلام مع إسرائيل يجب أن يشمل دولا عربية أكثر

أسوشيتد برس – إيديث ليديريه – جون دانيفسكي – ترجمة: محمد الصباغ

قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال مقابلة مع وكالة “اسوشيتدبرس” إن منطقة الشرق الأوسط في حاجة إلى التعاون من أجل القضاء على التهديد الإرهابي المتفاقم الذي أدي إلى ”حرب شرسة“ في مصر، وجعل بعض الدول في خطر أن تكون ”دولا فاشلة“.

وقال السيسي أيضاً، خلال المقابلة التي أجربت مساء أمس السبت، إن سوريا لا يجب أن تقسمها الحرب الأهلية، وإن الجيش المصري يحتاج إلى ”تعزيز“ من أجل هزيمة الإرهابيين في سيناء والصحراء الغربية، وأضاف أنه يجب تجديد الجهود من أجل حل القضية الفلسطينية وتمديد فترة السلام مع إسرائيل التي وصلت إلى 40 عاماً، وأن تشمل دولا عربية أكثر.

وقال إن حل المسألة الفلسطينية قد ”يغير وجه المنطقة  ويجلب تحسناً هائلاً في الموقف… أنا بطبيعتي متفائل وأقول أن هناك فرصة كبيرة“.

كان حديث القائد العسكري السابق، الذي ترشح للرئاسة ووصل للسلطة في 2014 عقب إطاحة الجيش بالرئيس السابق محمد مرسي في العام الذي سبق ذلك، بأحد فنادق نيويورك عقب إلقاء خطابه في قمة الأمم المتحدة والذي تبنى أهداف تنموية جديدة خلال الـ 15 عاماً القادمة. سوف يحضر أيضاً الاجتماع الوزاري السنوي للجمعية العامة بمقر الأمم المتحدة والذي يبدأ الاثنين.

وفي الحوار الذي جاء بعد إصداره قرارا بالعفو عن اثنين من صحفيي الجزيرة الإنجليزية بالقاهرة وإطلاق سراحهم، قال السيسي إنه على استعداد للعفو عن صحفيين آخرين ممن تمت محاكمتهم وأدينوا غيابياً. لكنه أكد أنه يتصرف فقط وفقاً لسلطاته كرئيس للجمهورية، ويحترم أيضاً اختصاصات القضاء المصري.

وأضاف: ”لتطمئنوا أننا حريصون على تصنيف القضايا والمشاكل، وخصوصاً التي تتعلق بالصحفيين والإعلاميين“.

وقال السيسي الذي حضر معه مترجم إن أمن المنطقة في ”أحد أضعف حالاته“.

وأضاف: ”لنكتفي بالنظر إلى الخريطة ونحدد الدول التي تعاني من الفشل. هناك ازدياد في الجماعات المتطرفة. هناك مشكلة اللاجئين الذين يتدفقون إلى أوروبا. مع كل ذلك، نستطيع أن نشعر بصعوبة وتعقيد التحدي”. وأضاف: ”لا أقول أننا قد تأخرنا في فعل ما وجب علينا فعله، لكن (القضاء على التهديد يتطلب) الكثير من الجهود، وليس فقط ذلك بل في الواقع يتطلب كما كبيرا من التفهم والتعاون من جميع الدول… من أجل استعادة الدول التي تدور الآن في دوامة مفرغة من الفشل“.

في هذا السياق، أشار القائد المصري إلى ما أسماه ”التحسن“ في العلاقة مع الولايات المتحدة. وقال إنها ”استراتيجية ومستقرة“.

كانت فترة مضطربة في مصر عندما أطيح بالرئيس الذي استمر لفترة طويلة حسني مبارك عام 2011 خلال انتفاضة الربيع العربي التي أدت إلى وصول محمد مرسي المنتمي للإخوان المسلمين إلى الرئاسة كأول رئيس منتخب شعبياً، ثم أطاح به الجيش وسط انتفاضة شعبية أخرى.

وقال السيسي: ”كان العامان الأخيران اختباراً لمدى قوة“ العلاقات مع الولايات المتحدة. منذ ذلك الحين، تحارب مصر تمرد مجموعات مسلحة متمركزة في سيناء أعلنت ولائها لتنظيم الدولة الإسلامية وقاموا بتفجيرات وإطلاق نار ضد الشرطة والجيش في القاهرة ومدن أخرى.

اتخذت قوات الأمن إجراءات للتضييق بشدة على جماعة الإخوان المسلمين المصرية والإسلاميين الآخريين. قتل مئات الإسلاميين وألقي القبض على الآلاف، وحكم على مرسي وبعض القيادات الأخرى بالإخوان المسلمين بالإعدام في محاكمات عديدة. تسببت تلك المحاكمات والتضييقات الأمنية في انتقادات واسعة من مجموعات حقوق الإنسان. تدّعي حكومة السيسي أن جماعة الإخوان المسلمين متورطة في أعمال عنف، وهو زعم نفته الجماعة وقالت إن السلطات تريد سحقها كمعارضة سياسية.

وأكد السيسي ”مشكلة الإخوان المسلمين ليست  مع الحكومة المصرية. المشكلة الحقيقية للإخوان مع الشعب المصري“. وقال إن الإخوان المسلمين أعطوا ”انطباعاً سيئاً جداً“ والمصريين ”غير قادرين على الصفح والنسيان“.

وقال أيضاً إن الجيش المصري ”كان دائماً عاملاً في الاستقرار“ ويجب أن يتم تقويته في مواجهة ”الحرب الشرسة ضد الإرهاب والتطرف … زيادة قدرة الجيش المصري تعني أنه يمكن الوصول لتوازن استراتيجي في المنطقة. وفي إشارة إلى الحرب الأهلية التي مزقت سوريا، قال السيسي ”نحن حريصون جداً على بقاء سوريا كأمة ودولة وألا يتم تقسيمها إلى دولة أصغر“.

وحذر من أن سقوط سوريا يعني أن كل الأسلحة والمعدات قد تسقط في أيدي ”الإرهابيين“. وأضاف أنه لو حدث ذلك، لن يضر الخطر بسوريا فقط بل سيمتد إلى الجوار و”سيمثل تهديداً حقيقياً لبقية المنطقة، وهذا ما نخشاه“.

وعند سؤاله حول شلّ حركة المتطرفين، لم يعرض حلاً فورياً، قال ”هذا بالضبط المأزق الذي نتحدث عنه“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى