أخبارثقافة و فن

أحمد القرملاوي لـ”زحمة”: فاتتني قراءة “العرّاب” ولا أنشغل بالشهرة

حوار مع الروائي المصري الفائز بجائزة الشيخ زايد للكتاب 2018

 

حوار- غادة قدري

محاولات كثيرة للكتابة لم تكلل بالنجاح، تخللها الفشل مرة والأمل مرات، لكن الدأب على القراءة ومواصلة الكتابة والدراسة كان الطريق نحو النجاح حتى اكتمل بالحصول على جائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع المؤلف الشاب عن رواية “أمطار صيفية”، تلك هي رحلة الكاتب الشاب أحمد القرملاوي  أحد أبناء جيل الكتاب الشباب المعاصرين، والذي تخرج من الهندسة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وبدأ في احتراف الكتابة منذ سبع سنوات وبدأ بمجموعة قصصية بعنوان “أول عباس” عام 2012.

حول نجاحه وحصده جائزة أدبية وعربية رفيعة ومهمة لم يُخف القرملاوي في الحوار الذي أجراه معه “زحمة” فرحته، معتبرها ثمرة العمل الجاد، والتأني، وقال إن فوزه لحظة استثنائية، لن تتكرر كثيرًا، لذا يصعب التعبير عنها الآن.

مفارقة الفوز ورحيل العرّاب

أما عن مفارقة إعلان فوزه صبيحة رحيل الكاتب أحمد خالد توفيق، قال القرملاوي لـ”زحمة”: لم أكن محظوظًا مثل أبناء جيلي ولم يتسن لي قراءته منذ كنت صغيرًا، حيث عشت في الخليج مع والدي ولم تكن تصلنا إصداراته.

وأضاف: عوضًا عن ذلك لجأت إلى مكتبة أبي الكلاسيكية، وعندما عدت إلى مصر كنت حريصًا على مطالعته واقتنيت “يوتوبيا” وهي أول ما قرأت للعرّاب”، ومنذ تلك اللحظة حرصت على متابعته لأنه قادر على خلق حالة من الجذب والسلاسة والتشويق.

وتابع: مؤخرًا قرأت للدكتور أحمد خالد توفيق “لغز ما وراء السطور” وهو عن مطبخ الكتابة وما وراءها، ووقتها اقترحت على صديقي الروائي حسن كمال تنظيم ندوة لمناقشة الكتاب، وأعتبره كتاب صادق كتب بيد إنسان غير متعال وغير مدع..

وأردف.. تأثرت به على المستوى الإنساني كثيرًا.

ويقول القرملاوي الذي تخرج في كلية هندسة التشييد في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، أحببت الكتابة منذ كنت صغيرًا، لكني لم أكن كاتب، مجرد شخص يتذوق الفنون.

وأوضح: “طوال الوقت كنت مشتتًا بين عشق الفنون الجميلة والرسم، والموسيقى، وبين القراءة والكتابة”، وشبّه القرملاوي نفسه في تلك الفترة بـ”النحلة” التي تتنقل بين الزهور.

أما عن البداية الحقيقية، ذكر أن شغفه بالقراءة قاده لكتابة خواطر وأفكار مبعثرة، وقصص قصيرة غير مكتملة، لكنه نجح في كتابة مسرحية قام بتمثيلها في الجامعة، ثم خاض كتابة سيناريو الفيلم القصير.

الكتابة بتركيز

حافظ القرملاوي على عادة القراءة التي كان قد أهملها فترة، ومن ثم بدأ في الانتظام بشكل يومي على الكتابة، وخطرت له تجربة النشر لأول مرة لكنه فشل، حتى أصدر أول مجموعه قصصية بعنوان “أول عباس”  عام 2012 بعد رحلة عمل مضن واجتهاد.

ولأن رحلة الشقاء لابد وأن يتبعها نجاح قُدّر له أن تترشح روايته الأخيرة “أمطار صيفية” لجائزة الشيخ زايد للكتاب، وعن ذلك يقول القرملاوي:

“التريند”

لست من كتّاب “البيست سيلر”، ولا يشغلني “التريند”، هكذا قال القرملاوي الذي حصل أيضًا  على درجة الماجستير في إدارة الأعمال (MBA) من جامعة إدنبرا، باسكتلندا.  وأوضح ذلك بقوله: “لو بحثت عن ما يريده الناس لن أنجح، سأشعر بأنني مدّع، سيشبه الأمر محاولة غير حقيقية للخلق، وأنا لا أعوّل على هذا”.

ومع ذلك لم يخف أمنيته: طبعًا أحب أن أكون مشهورًا، ولكن أفضّل أن تأتي الشهرة في موعدها ولست منشغلا بها الآن.

وعندما سألناه عن روشتة سريعة للنجاح يقدمها للكتّاب الشباب قال:

“لا تقلدوا ولا تبحثوا عن نجاح سريع، النجاح تراكم”  مضيفًا: “عليكم  بمواصلة القراءة وبالكتابة الجادة كل يوم” وختم حديثه قائلًا:

انصتوا لأنفسكم وركزوا بداخلكم وتأسسوا بالقراءة…

يذكر أن جائزة الشيخ زايد للكتاب أعلنت يوم الأربعاء أسماء الفائزين في دورتها الثانية عشرة والتي ذهبت في فرع الأدب للكاتب السوري خليل صويلح عن رواية “اختبار الندم” فيما ذهبت في فرع أدب الطفل والناشئة للإماراتية حصة المهيري عن كتابها “الدينوراف”.

وفاز بالجائزة في فرع المؤلف الشاب الكاتب المصري أحمد القرملاوي عن رواية “أمطار صيفية” فيما ذهبت الجائزة في فرع الترجمة للتونسي ناجي العونلي عن كتاب”نظرية استطيقية” الذي نقله من الألمانية إلى العربية.

وفي فرع الفنون والدراسات النقدية ذهبت الجائزة للباحث المغربي محمد المختار مشبال عن كتاب “في بلاغة الحجاج: نحو مقاربة بلاغية حجاجية لتحليل الخطاب” كما فاز الباحث الألماني داج نيكولاوس هاس بالجائزة في فرع الثقافة العربية في اللغات الأخرى عن كتاب “الشيوع والإنكار: العلوم والفلسفة العربية في عصر النهضة الأوروبية” الصادر باللغة الإنجليزية.

وذهبت جائزة النشر والتقنيات الثقافية إلى دار التنوير للطباعة والنشر “بيروت/القاهرة/تونس”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى