ثقافة و فن

ممالك النار| هل قتل السلطان العثماني سليم الأول أباه بايزيد الثاني؟

لا سبيل أمامنا سوى مراجعة التاريخ

 

 

لا حديث لمتابعي وسائل التواصل الاجتماعي هذه الأيام، سوى عن مسلسل ممالك النار الذي استحوذ على نسبة مشاهدة عالية، المسلسل الذي كتبه محمد سليمان عبد الملك  تدور أحداثه عن نهاية عصر المماليك، على يد السلطان العثماني سليم الأول الذي تذكره المراجع التاريخية بالقسوة وحبه الشديد للحرب.

في الحلقة الثامنة من مسلسل ممالك النار استطاع سليم الأول أن يصبح سلطان العثمانيين خلفا لوالد بايزيد الثاني، الذي تنازل له عن الحكم، لكن المشاهد الأخيرة في الحلقة لم توضح هل قتل سليم والده قاصدا؟

لقد طُرحت أسئلة كثيرة حول تلك الواقعة وإن كان المشهد في المسلسل تُرك مفتوحا بحسب ما يتصوره المشاهد، وذلك لأن المؤرخين أنفسهم لم يحسموا الجدل حول تلك الواقعة.

وسمح هذا المسلسل التاريخي للمشاهدين أن يعودوا إلى كتب التاريخ للتأكد من الحقيقة بأنفسهم، ولحسم الجدل حول قتل سليم الأول لوالده لا سبيل أمامنا سوى لمراجعة التاريخ.

فكل من يهتم بتاريخ الدولة العثمانية يعلم أن السلطان سليم الأول أعتلى عرش السلطنة في  24 أبريل 1512، وقام بتوديع والده  السلطان بايزيد الثاني الذي رغب في إكمال حياته في راحة في “ديماطوقه”،  وقد سار السلطان سليم بجوار فرس والده مترجلًا، وأبدى كل مظاهر الاحترام لوالده أثناء توديعه.

وبناء على هذا المشهد ، قد يصعب تصور أن يقوم صاحبه بتسميم والده، ولكن ما هي الآراء المطروحة حول هذا الموضوع؟

1- ورد في بعض المصادر العثمانية أن السلطان بايزيد مرض بشدة وهو في طريقه إلى “ديماطوكيا” وتوفى، وتقول مصادر أخرى أن تقدمه في السن والمشاكل الشائعات والفتن والدسائس الكثيرة التي عاشها أوهنته كثيرًا، فلم يستطع تحمل المزيد وقد بلغ من العُمر 67 عامًا، فتوفى.

2- قال بعض المؤرخين العثمانيين مثل “هزارفن حسين أفندي”، و “كاتب چلبي” أن السلطان “استُشهد”، ولكن دون تعيين وتوضيح سبب هذه الشهادة

3- قال مؤرخون آخرون أمثال: “منعم باشي”، أن السلطان بايزيد مات مسمومًا، دون أن يحددوا أو ينفوا ضلوع السلطان سليم في الأمر

4- بعض المؤرخين من أمثال: “بجوي”، و “شمعداني زاده” رووا بأن السلطان سليم خاف أن يرجع والده إلى السلطنة مرة أخرى، لذا أمر بدس السم له،

المرجع:  ‘الدولة العثمانية المجهولة، 303 سؤال وجواب توضح حقائق غائبة عن الدولة العثمانية، أحمد آق گوندوز، سعيد أوزتورك، وقف البحوث العثمانية، 2008′

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى