سياسة

“السترة الصفراء لن يختفي أثرها سريعًا”.. ما تريد أن تعرفه عن احتجاجات الشانزليزيه

ما الذي يجعل هذه الاحتجاجات مختلفة؟

 

المصدر: Times now news

ترجمة: رنا ياسر

تصدرت حركة “السترة الصفراء”الغاضبة في فرنسا عناوين الصحف في مطلع الأسبوع عندما اجتاحت مظاهرات عنيفة “الشانزليزية بالغاز المُسيل للدموع  إلى جانب تصاعد الدخان خلف المتاريس.

ماذا عن  احتجاجات “السترة الصفراء” في فرنسا؟

نشأت “السترة الصفراء” الشهر الماضي طواعية، احتجاجًا على ارتفاع الضرائب ووقود السيارات، بدعم من أنصارها الذين يرتدون سرتات السلامة المُضيئة التي تحملها جميع السيارات الفرنسية، وبدعم من الناس في البلدات الصغيرة والريف. تدفق أنصار الحركة حتى وصلوا إلى المدن الثرية والكبيرة مُعترضين على سياسة تحيز ماكرون تجاههم.

وبعد إغلاق الطرق على مستوى البلاد التي أدت إلى مقتل شخصين في حوادث، أوضحت مظاهرات العنف في عطلة نهاية الأسبوع الماضي إلى وجود فجوة بين النخب الحضرية ومقاطعات فرنسا.

فقد يشكو الكثيرون من أنهم بالكاد يحصلون على الخدمات العامة الضئيلة في مقابل دفع أعلى معدل ضرائب في أوروبا.

يريد البعض  إلغاء  مانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي، لسياسة التخفيضات الضريبية للأغنياء، ويرغب آخرون في المزيد من التدابير لمساعدة أفقر الناس، ومن ثمّ يدعونه إلى الاستقالة.

ما الذي يجعل هذه المظاهرات مختلفة؟


فرنسا لديها تاريخ طويل من الحركات الاحتجاجية التي اشتعلت ومن ثم تلاشت، في المعارضة بداية من معارضة فرض ضرائب على الوقود حتى الزواج المثلي، ويقول المحللون إن ما يجعل حركة “السترات الصفراء” غير عادية، هي الطريقة التي تجمعت بها بدون قادة، إلى جانب التنظيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

جاء أنصار  السترة الصفراء من خلفيات اجتماعية وسياسية متنوعة، كطائفة واسعة، بخلاف حركة أخرى انتشرت في  أرجاء فرنسا في عام 2014  تُدعى “Nuit Debout”

 

هل  يمكن أن تستمر؟

في الوقت الحالي، تتمتع حركة “السترات الصفراء” بدعم  عام واسع، فقد أظهر استطلاع للرأي خلال الأسبوع الماضي، أن حوالي 70% من المشاركين في الاستطلاع وجدوا أن المظاهرات مٌبررة، فقد شهدت البلاد احتجاجات في 17 من نوفمبر الجاري  بتظاهر حوالي 300 ألف مواطنًا متجه إلى  نقاط  التفتيش في جميع أنحاء البلاد مع استمرارية الاحتجاجات المتفرقة خلال الأسبوع.

لكن، يوم السبت الماضي، شارك حوالي 100 ألف مواطنًا، مما أثار جدلاً حول زوال وتناقص هذه الاحتجاجات، لذا توقع جيروم سانت ماري، رئيس معهد “بوليج فوكس” للأبحاث، “أنه إذا شارك في الاحتجاجات السبت القادم حوالي 50 ألف مواطنًا، فقد انتهى الأمر”.

ومع ذلك، حسبما وصفها سانت ماري بأنها حركة “ظهرت طواعية”، فهو يشير إلى أنها تسعى إلى أن تصبح أكثر تنظيمًا.

ومن خلال ذلك، أعلنت السترات الصفراء، اليوم الاثنين، وفدًا يضم ثمانية أشخاص للتفاوض مع الحكومة، وعليه صرح تارتاكوسكي “ما يتبقى لنا هو كيف سيستجيب ماكرون”.

ما هي المخاطر التي تواجه ماكرون؟

وصل ماكرون إلى السلطة مٌتعهدًا باستعادة الثقة سياسيًا، لكن الاحتجاجات أثارت غضبًا واسع النطاق  بسبب سياسته المؤيدة للأعمال التجارية وحُكم النٌخبة.

ومع انخفاض معدلات التأييد له  التي وصلت 30%، اعتبر العديد من المتظاهرين أنه متعجرف ولا يشعر بأولئك الذين يعيشون حياة متواضعة في المقاطعات الفرنسية.

وفي أثناء محاولة حكومته وقف الاحتجاجات هذا الشهر، بإعلانها سلسلة من الإجراءات لمساعدة العائلات الفقيرة لدفع الفواتير، مازال الأمر دون جدوى.

ومن المقرر أن يخاطب ماكرون دولته، غدًا الثلاثاء، ليوضح إصراره على جعل الاقتصاد الفرنسي أكثر  أزدهارًا ويوعد بأن يجعل الحياة أقل إيلامًا للفقراء. ومع ذلك، من غير المتوقع إعلان أي سياسات تخص الزيادة الكبيرة في الوقود- المثيرة للجدل- ومن المتوقع أن يأتي بالمزيد في شهر يناير.

و في الوقت ذاته، يقول محللون إن ماكرون يواجه صعوبة في تحقيق التوازن في الاستماع إلى غضب الناس بينما يضع حدًا لحصار الطرق التي تضر بالشركات في الفترة التي تسبق عيد الميلاد، إذ أشار وزير المالية الفرنسي إلى أن كبار تجار التجزئة عانوا من انخفاض في الإيرادات بنسبة 35 % في اليوم الأول من الاحتجاجات وانخفضت الإيرادات بنسبة 18 في المائة يوم السبت.

ومن ثّم، تعهد الوزير يوم الاثنين بأن تعيد الحكومة حركة المرور إلى وضعها الطبيعي حتى “تتمكن البلاد من استئناف نشاطها الاقتصادي”. مؤكدًا سانت ماري “لا أرى كيف يمكن لإيمانويل ماكرون الاستسلام دون تكاليف سياسية كبيرة”.

ومهما بدا من حركة السترة الصفراء “فقد حملت هذه الحركة الاستياء والغضب من السياسات الحكومية التي يتبعها ماكرون ولن  يختفي  أثرها سريعًا” وفقًا لما أشار إليه سانت ماري.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى