سياسة

جيمس فولي .. حياة وموت صحفي شجاع

الملثم الذي ذبح فولي يتحدث بلكنة لندنية. وهي أول مرة تقتل فيها داعش أميركيا منذ بدء الصراع في سوريا في 2011

 article-2729287-20A631A200000578-952_634x361

جون هول وجيمس ناي وآشلي كولمان – دايلي ميل

إعداد وترجمة – محمود مصطفى

انتشر فيديو صادم يظهر أحد مسلحي داعش بريطاني اللكنة يعدم بوحشية مصور صحفي أمريكي اختطف في سوريا قبل عامين. مشاهد الإعدام ظهرت في مقطع فيديو بعنوان “رسالة إلى الولايات المتحدة” ويظهر فيه جيمس رايت فولي، 40 عاماً، ليقول، مكرهاً كما يبدو، إن أمريكا هي قاتله الحقيقي لاستخدامها الغارات الجوية لمساعدة القوات الكردية في استعادة السيطرة على سد الموصل من أيدي مسلحي داعش.

فولي الذي اختفى في 2012 بينما كان يعمل لصالح وكالة أنباء جلوبال بوست الأمريكية يتم إعدامه في الفيديو باستخدام سكين صغيرة على مدار سبعة دقائق بواسطة رجل ملثم متشح بالسواد.

يتحدث منفذ الإعدام إلى الكاميرا مباشرة بما يبدو أنه لهجة لندنية ويحذر من أن صحفياً أمريكياً آخر محتجزا سوف يقتل إذا لم توقف الولايات المتحدة الضربات الجوية.

أصدرت والدة فولي، دايان، بياناً بعد ظهور الفيديو قالت فيه إنها وزوجها شديدا الفخر بابنهم الذي ضحى بحياته لكشف معاناة الشعب السوري.

اختفى فولي منذ نوفمبر 2012 بعد أن أخذ رهينة تحت تهديد السلاح من قبل مسلحي جبهة النصرة بينما كان يراسل جلوبال بوست من بلدة تفتناز شمال سوريا.

تعاونت جبهة النصرة لاحقاً مع داعش التي لم تكن وجدت بالشكل التي هي عليه الآن وقت اختطاف فولي وهو ما يفسر كيفية وقوعه في أيديهم في نهاية المطاف.

وفي تحذير مخيف بنهاية الفيديو المروع، استعرض منفذ الإعدام، الذي يتحدث بلكنة تبدو بريطانية، صحفياً أمريكياً آخر هو ستيفين جويل سوتلوف الذي اختفى في أغسطس 2013 قائلاً “حياة هذا الأمريكي يا أوباما تعتمد على قرارك القادم.”

الفيديو المقزز هدفه إرسالة رسالة واضحة للولايات المتحدة بوقف ضرباتها الجوية التي دمرت كمية كبيرة من المعدات العسكرية لداعش في سد الموصل وفي محيطه ، وسمحت لمقاتلي الباشمرجة الأكراد باستعادة السيطرة على الموقع المهم استراتيجياً.

وقالت والدة المصور الأمريكي إن ابنها قضى حياته محارباً لكشف معاناة السوريين وناشدت داعش إطلاق سراح المحتجزين المتبقين. فولي هو واحد من 20 صحفياً مختفين حالياً في سوريا بحسب لجنة حماية الصحفيين.

وقال بيان السيدة فولي “نحن نتوسل إلى الخاطفين للحفاظ على أرواح باقي الرهائن فهم مثل جيم أبرياء ولا يتحكمون في سياسة الحكومة الأمريكية في العراق أو سوريا أو أي مكان آخر في العالم.”

أخطر الرئيس باراك أوباما بالفيديو في طريقه للعودة إلى البيت الأبيض من إجازته في ماساتشوستس وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن الوطني كايتلين هايدن إن الإدارة الأمريكية شاهدت الفيديو.

وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند اليوم إن الفيديو يبدو أنه “حقيقي” وهو ما يجعل هذه المرة الأولى التي تقتل فيها داعش أمريكياً منذ أن اشتعل الصراع في سوريا عام 2011.

وأضافت متحدثة باسم رئيس الوزراء البريطاني، الذي من المؤكد أنه سيتعرض لضغوط متجددة لمكافحة تجنيد داعش للشباب البريطاني، أن الفيديو إذا كان حقيقياً فإن “بريطانيا ستواجه الدولة الإسلامية بكل ما تملك” وقد ترسل قوات بريطانية إلى بغداد لتدريب القوات العراقية لمحاربة “منظمة الشر.”

انتشرت صور بشعة للإعدام الوحشي لفولي بشكل واسع في وسائل التواصل الإجتماعي سواءاً في التغريدات الاحتفالية المقززة للإسلاميين الشامتين أو بين المصدومين والمفزوعين من هذه التطورات.

بين من أدانوا النشر واسع النطاق لصور إعدام فولي، شقيقته كيلي التي حثت الناس عبر تويتر على نشر الفيديو أياً كانت درجة صدمتهم أو تقززهم.

إعدام فولي جاء بعد يوم واحد فقط من تهديد مسلحي داعش بمهاجمة أهداف أمريكية “في أي مكان” عبر مقطع فيديو على يوتيوب ظهر فيه العلم الأمركيي ملطخاً بالدماء ورسالة بالإنجليزية تقول “سنغرقكم جميعاً في الدماء.”

جيمس فولي عرف أن مهنته تحمل مخاطر إلا أنه “آمن بما كان يفعله” بحسب أحد أصدقائه. المصور الصحفي من إقليم نيو إنجلاند والذي بلغ من العمر 40 عاماً كان قد اختطف من قبل أثناء تغطيته للقتال في ليبيا لكنه كان عازماً على العودة للعمل بحسب ما قال المخرج ماتيو فان دايك لإذاعة بي بي سي اليوم.

فان دايك قال إن صديقه ذهب إلى سوريا وهو يعرف أن وجوده وسط هذا النزاع خطر إن لم يكن أخطر مما كان عليه الأمر في ليبيا.

احتجز فولي في ليبيا بواسط الحكومة مع مجموعة صغيرة من الصحفيين لكن أطلق سراحه وحكم عليه بالسجن سنة مع إيقاف التنفيذ بتهمة دخول البلاد بشكل غير شرعي.

وفي مقابلة معه حول تلك التجربة قال فولي “أحب أن أعود إلى هناك” لكنه استدعى أيضاً ذكرى هلعه لرؤية زميل له يقتل في تبادل إطلاق نار، كما تحدث أيضاً عن حبه لمهنته.

“الصحافة هي الصحافة” يقول فولي ويضيف في مقابلة مع بي بي سي عام 2012 “اندمج مع دراما النزاع،  وأحاول أن أكشف الغطاء عن القصص الغير محكية. هناك عنف متطرف ولكن لدي إرادة لاكتشاف حقيقة هؤلاء الناس وأنا أعتقد أن هذا هو ما يلهمني.”

عائلة فولي والتي تنتمي لمدينة روتشستر في ولاية نيو هامبشاير كانت تأمل في أن يساعد الصمت على إطلاق سراحه من سوريا لكن في أوائل العام الماضي قررت أن ترجو خاطفيه مباشرة بعد أن ازداد قلقها.

والدا المصور الصحفي جيمس فولي بعد أن قررا الحديث عن اختفاءه في سوريا

صحفي أمريكي آخر هو أوستين تايس اختفى في مكان ما خارج دمشق في أغسطس 2012 وليس معروفاً إذا كان رهينة لدى داعش. والدا تايس علما بوفاة فولي بينما كانا يجهزان لوقفة احتجاجية في ذكرى مرور عامين على اختطافه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى