ترجماتمنوعات

“كوارتز”: الرضع يغيرون الكونجرس الأمريكي للأفضل

في 2009 كان مسبح مجلس الشيوخ مخصصًا للرجال فقط لأن بعضهم كانوا يسبحون عراة

في 9 أبريل، كانت تامي داكوورث، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن الحزب الديمقراطي، أول سيناتور أمريكية تلد بينما لا تزال تشغل عضوية المجلس، ويوم الأربعاء (18 أبريل) حققت إنجازا جديدا آخر، بعدما وافق زملاؤها على اقتراح تقدمت به يسمح لأعضاء مجلس الشيوخ بإحضار أطفالهم الصغار في قاعة المجلس خلال التصويت.

هكذا بدأ موقع “كوارتز” الأمريكي تقريرا حمل عنوان “السماح للأطفال بالتواجد في قاعة المجلس سيغير الكونجرس الأمريكي للأفضل”، أشاد فيه بداكوورث، التي حظت بلقب أول سيناتور تدخل قاعة مجلس الشيوخ مصطحبة رضيعتها.

وفي التقرير، أوضح الموقع أن القرار مُرر بالإجماع، رغم بعض التذمر من أعضاء مجلس الشيوخ يهيمن عليهم الذكور، فقال السيناتور أورين هاتش، الذي يمثل ولاية يوتا: “ولكن ماذا لو كان هناك 10 أطفال في قاعة مجلس الشيوخ؟”، وأعرب أعضاء آخرون في مجلس الشيوخ عن مخاوفهم بشأن ما إذا كان سيتم إرضاع الأطفال في قاعة مجلس الشيوخ، وماذا سيحدث إذا بكى الطفل خلال التصويت.

وفي قلب هذه المخاوف، نوهت المراسلة آنابيل تيمسيت إلى وجود خوف كامن من أن يؤدي السماح للآباء الجدد بإحضار أطفالهم إلى قاعة مجلس الشيوخ، إلى تغبير قواعد السلوك الخاص بالهيئة، مضيفة: “في الواقع، من المؤكد أن قرار دكوورث سيغير ثقافة مجلس الشيوخ بالتأكيد، وهذا أمر جيد، فالكثير من القواعد والتقاليد الحالية في مجلس الشيوخ بعيدة عن التواصل مع المجتمع المعاصر، ويمكن بالتأكيد أن تجعل من أعضاء مجلس الشيوخ من النساء (عددهن الآن 22) يشعرن بأنهن غير مرحب بهمن”.

على سبيل المثال، أشار التقرير إلى أنه عندما تم انتخاب 20 امرأة في انتخابات مجلس الشيوخ رقم 113 في عام 2012، اكتشفن أن دورة المياه بها مرحضان فقط، ونسقن لتوسيع حمام نساء مجلس الشيوخ في عام 2013، كما اضطرت النساء الأعضاء في المجلس إلى الانتظار حتى عام 2011 للحصول على دورة مياه بالقرب من قاعة المجلس.

وفي 2009، كان مسبح مجلس الشيوخ مخصصًا للرجال فقط، وتطلب الأمر تدخل من السيناتور السابق كاي هاغان والسيناتور تشاك شومر لجعل المسبح مختلطا.. لماذا؟ لأن بعض الأعضاء الذكور أحبوا السباحة عراة.

وفي الوقت الحاضر، أكد التقرير أنه نظرا لأن أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي يجب أن يكونوا حاضرين جسديًا للتصويت من القاعة، فإن العمل من المنزل خلال رعاية الرضيع ليس خيارًا، وإجازة الأمومة تعني التخلي عن حق التصويت أو رعاية أو تقديم تشريعات.

وخلق هذا، وفقًا للتقرير، الكثير من العقبات أمام الأمهات الجدد، ففي عام 2009 طُلب من السيناتور كيرستن جيليبراند ترؤس مجلس الشيوخ من الساعة الخامسة إلى الساعة السابعة مساءً، عندما كانت تحتاج إلى رعاية ابنها.

وكتبت جيليبراند في مذكراتها “أوف ذا سايدلاين”: “حاولت أن أشرح لموظف شاب في مجلس الشيوخ بأن هذه الساعات كانت مستحيلة. كان لدي رضيع كنت بحاجة إلى إرضاعه في ذلك الوقت، وإذا لم أفعل فسأكون غير مرتاح للغاية، لكن الموظف لم يهتم”.

التقرير أيضا ذكر بأنه بسبب قواعد مجلس الشيوخ، لم تستطع جيليبراند تسليم طفلها إلى موظف خلال تصويتها، ولا يمكنها أن تحضره إلى قاعة مجلس الشيوخ معها، وهكذا حصلت السيناتور على إذن بأن تبقى على عتبة باب إلى قاعة مجلس الشيوخ، حيث كانت تحمل ابنها بينما كانت تميل رأسها إلى الداخل للتصويت.

بكل هذه الطرق، بحسب وصف المراسلة، كانت القواعد المؤسسية وثقافة مجلس الشيوخ حواجز تذكر النساء بأنهن دخلاء على ما كان، حتى وقت قريب، موقعا ذكوريا.

ولهذا السبب، وصفت آنابيل القانون الجديد لداكوورث خطوة مهمة، توضح لأعضاء المجلس من الإناث أن إنجاب الأطفال لم يعد يمنعهن من أداء وظائفهن.

وعلى الأقل، رحب بعض أعضاء المجلس بالتحول الثقافي، وقال ديك دوربين سيناتور ولاية إلينوي، في بيان: “أعتقد بأنه سيكون من الجيد لنا من حين لآخر أن نرى التيتينا بجانب الدواة العتيقة في مكاتبنا، أو حقيبة حفاضات بجانب مبصقة نحاسية لم تستخدم منذ عقود. ربما صرخة الطفل سوف تصدم مجلس الشيوخ هذا للتحدث بصوت عالٍ وحتى الصراخ بشأن القضايا التي تواجه أمتنا والعالم”.

من جانبه، لا يشعر السيناتور ماركو روبيو بالقلق حيال تواجد الرضع بالمجلس، إذ قال مازحا: “لماذا أعترض على ذلك؟ لدينا الكثير من الأطفال في القاعة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى