مجتمعمنوعات

انْسَ الماضي.. كيف تُقيم علاقة آمنة مع شريك حياتك؟

الخوف مِن التخلّي أحد مظاهر المعاناة من العلاقات غير الآمنة

Life Hack

مِن الناحية الطبيعية والبيولوجية تكون لدينا رغبة في التعلق بمَن يُقدّم رعايته لنا، ولذلك نبدأ بالتعلم كيفية الارتباط بالآخرين من اليوم الذي نُولد فيه، ونتعلّم كيف تتشكّل علاقتنا مع مَن يُقدّم رعايته لنا سواء كان أما أو أبا.

يمكن أن يكون تعلّق الرضيع بمُقدِّم الرعاية له تأثير دائم على الفرد وعلاقات البالغين، كما يُمكن أن تصبح مشاكل مثل الإساءة أو التشبث بالمسيئين وتقليل احترام الذات والغيرة أمرًا سائدًا حينما يحدث تعلّق غير آمن.

هناك العديد من الأفراد الذين عانوا من التعلّق غير الآمن في مرحلة الطفولة، ومع ذلك لديهم علاقات آمنة في مرحلة البلوغ.

والمفتاح هو التعرف على السلوكيات التي قد تلي التعلق غير الآمن وتعلّم كيفية التعامل معها.

فما أسباب التعلق غير الآمن؟

يحتاج الرّضع إلى مُقدّم رعاية مُحب وعاطفي، فالعلاقة بين مُقدّم الرعاية والطفل تخلق رباطا بينهما، ويحدث التعلّق الآمن حينما يلبّي مُقدّم الرعاية احتياجات الطفل والتي تتضمّن المحبّة، وحينما تكون هناك مشاكل في الرعاية المُقدّمة يحدث التعلّق غير الآمن.

ومن المفيد أن تفهم سبب حدوث التعلّق غير الآمن حتى تتمكّن مِن فهم كيفية تأثير علاقاتك في فترة البلوغ بعلاقاتك الأولى في الحياة.

وهناك مستويات مِن التعلّق غير الآمن لعدة أسباب، منها:

الإساءة البدنية والإهمال من قِبل مُقدِّم الرعاية

على سبيل المثال، مِن المرجّح أن يكون الطفل الذي عانى من الإساءة الجسدية والإهمال من قبل مُقدّمي الرعاية له، لديه حالة من عدم الثقة بسبب سوء المعاملة، وسيكون لديه خوف من مُقدّم الرعاية.

عدم وجود تفاعلات حنونة

هناك طريقة أخرى يحدث فيها التعلّق غير الآمن، حينما تتم تلبية احتياجات الطفل الجسدية فقط، بينما لا توجد تفاعلات حميمية.

لذا، يكون لدى هؤلاء نقص في الارتباط العاطفي لأنه ليست لديهم علاقات تفاعلية مع مَن قدّموا لهم الرعاية، ومِن المحتمل أن يُؤثّر هذا الارتباط غير الآمن على علاقاته بالبالغين.

ومن الأمثلة الأخرى على حدوث التعلّق غير الآمن التناقض في تلبية احتياجات الطفل

وفي هذه الحالة، تتم تلبية احتياجات الطفل عند البكاء والضجة مثلا، وفي أحيان أخرى، يُترك الطفل يبكي دون تلبية احتياجاته.

علامات على التعلّق غير الآمن:

في ما يلي بعض السلوكيات التي يمكن أن تنتج عن التعلّق غير الآمن في مرحلة الرضاعة، مما يؤدي إلى علاقات غير صحية وغير راشدة بين البالغين.

1. طلبك لشريك حياتك

على سبيل المثال، أنت لا تريد أن يقوم زوجك أو شريكك بأشياء دونك، فتكون رغبتك قضاء كل وقتك معه خاصة في وقت فراغه.

2. الشك أو الغيرة

تشك في سلوكه والذين يتعاملون معه، فتسأل عن علاقاته في العمل وتشكّ في أي شخص يقترب منه لأنك تخشى أن يتركك لشخص آخر.

3. عدم وجود علاقة عاطفية

وهنا يشعر شريكك أنه لا يمكنه الاقتراب منك، ويتم وصفك بشخص “يضع الحواجز” من الصعب الاقتراب عاطفيا منه.

4. التبعية العاطفية

وفي هذه الحالة على سبيل المثال، أنت تعتمد على زوجك أو شريك حياتك لسلامتك العاطفية، فإذا لم تكن سعيدًا، فهذا لأنك لا تشعر بالاكتفاء من شريكك.

5. الخوف

إذا كنت ترغب في التقارب في علاقاتك العاطفية لكنك تظن أنك إذا اقتربت أكثر من حبيبك فسوف يؤذيك، فهذا يجعلك تشعر بمزيج من العواطف، خوفك من الاقتراب الشديد بسبب عدم رغبتك في التعرض للأذى يُعرّضك للأذى بسبب وجود خلل في العلاقة.

6. نقص الثقة

أنت لا تثق في شريكك وتخشى أن يتركك، وهذا يدفعك إلى عدم الثقة الكاملة تمامًا فيه.

7. الجمود العاطفي

تمنع نفسك من إثارة مشاعرك، لأنك لا تريد أن تتأذّى أكثر من ذلك.

8. الخوف من التخلّي

تخشى من أن يتركك يومًا ما رغم أنه لا يوجد مبرر لهذا الاعتقاد، ويظل الخوف داخلك منذ تعرّضك لتعلّق غير آمن.

9. السيطرة

خوفك يقود إلى بعض السلوكيات المُسيطرة، إذ تشعر بأنك تتحكم في احتمالية تعرّضك للأذى في العلاقة من خلال سيطرتك على سلوكيات من حولك.

10. المودة

قد يُؤدّي تعرّضك لرعاية غير آمنة وأنت صغير إلى نقص المودة مع شريك حياتك حتى لو كانت علاقتكما آمنة.

وأخيرًا لا تتخلّى عن أن تُقيم علاقة صحية وآمنة، عليك أن تحدّد المشكلة ثمّ اعمل على تصحيح سلوكياتك لكي تبني علاقة حميمية أكثر صحة وسعادة، والأهم من ذلك أن لا تبقى في علاقة غير آمنة، فلا بد أن تكون لديك القدرة لتغيير نفسك ابتداءً من اليوم.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى