منوعات

لماذا لا يحبّ البعض الموسيقى؟

لماذا لا يحبّ البعض الموسيقى؟

Theatlantic- ديفيا آبهات

ترجمة دعاء جمال

lead_960

لم تكن أليسون شرايدن تهتم إطلاقًا بشأن الموسيقى. لا  تؤثّر فيها أغاني الحب وانكسار القلب، لا تدهشها المؤلفات الموسيقية المعقدة، ولا تجعلها الإيقاعات المفعمة بالحيوية راغبة في الرقص. بالنسبة إلى شرايدن، وهي مهندسة متقاعدة، ولم تبرمج حتى محطات الراديو في سيارتها: “تقع الموسيقى في مكانة غريبة بين كونها مملة ومشتتة للانتباه”.

على الرغم من نشأتها في عائلة محبة للموسيقى تعدّ شرايدن جزءًا من نسبة تتراوح بين 3 و5% من إجمالي سكان العالم ممن لديهم لا مبالاة تجاه الموسيقى. إنه ما يشار إليه بشكل خاص كـ”لامبالاة موسيقية”، وهي تختلف عن اللامبالاة العامة (عدم القدرة على الشعور بأي نوع من الاستمتاع والذي يكون مصاحبًا عادةً للاكتئاب). إلا أن عدم مبالاتهم للموسيقى ليس مصدرها الاكتئاب أو أي معاناة من نوع ما، كما تشير شرايدن، “المعاناة الوحيدة هي السخرية منا من قبل الآخرين، لأننا لا نفهم الأمر. يحب الجميع الموسيقى، أليس كذلك؟”.

أظهرت أبحاث سابقة أن الأغلبية العظمى من الناس ممن يستمتعون بالموسيقى يظهرون زيادة في معدل ضربات القلب، و”التصرّف الجلدي” وهي الحالة التي يصبح فيها جلد الشخص مؤقتًا موصّلا للكهرباء تجاوبًا مع شيء يجدونه محفزًا. لكن، الأشخاص ممن لا يشعرون بأي تلذذ موسيقي، لا يظهرون مثل هذا التغير الفسيولوجي تجاه الموسيقى، كما أظهرت دراسة حديثة، نشرت في مجلة “Proceedings of the National Academy of Science”.

كجزء من الدراسة التي شارك فيها 45 طالبا من جامعة برشلونة (والتي يأتي منها أغلب مؤلفي الدراسة) طلب من المشاركين ملء استبيان ساعد على تحديد حساسيتهم تجاه الموسيقي اعتمادًا على ردود فعلهم، تم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات، الأشخاص ممن لا يهتمون للموسيقى على الإطلاق، من لديهم بعض الاهتمام الموسيقي، ومن تعد الموسيقى حياتهم، ثم جعلهم الباحثون يستمعون إلى الموسيقى في أثناء قيامهم بقياس نشاط مخهم بآلة الرنين المغناطيسي الوظيفي.

للأشخاص الذين يستمتعون بالموسيقى، النشاط في السمع الدماغي ومناطق “المكافأة” كان متقاربا، وبالنسبة إليهم، نتج عن الاستماع الموسيقي فرحة واستمتاع. لكن في أمخاخ الأشخاص ممن لديهم عدم مبالاة موسيقية، وجد الباحثون أن المناطق الاستماع والمكافأة في المخ ببساطة لم تتفاعل تجاه الموسيقى. ولنتأكد من أن اللامبالين موسيقيًا يتجاوبون مع المحفزات الأخرى، قام الباحثون المشاركون بجعلهم يلعبون لعبة مقامرة ووجدوا أن المال المكتسب قد نشّط نظام المكافأة في المخ بشكل عادي.

من ناحية أخرى، في مخ الأشخاص المغرمين بالموسيقى، شاهد الباحثون تحويلا قويا للمعلومات بين الجزء السمعي وجزء المكافأة في المخ. يقول روبرت زاتوري، عالم أعصاب معرفية في جامعة ماكجيل في مونتريال وواحد من مؤلفي الدراسة: “تظهر الدراسة أن التجربة التي تختبرها مع الموسيقى مرتبطة بهذا النوع من نمط الاستجابة العصبية، كلما كان لديك هذا سيكون هناك تفاعل أكثر مع هذين النظامين، السمعي والمكافأة، وستشعر بسعادة تجاه الموسيقى. هؤلاء هم الأشخاص ممن يقولون إنه ليس بإمكانهم تخيل الحياة دون الموسيقى”.

يقول زاتوري إن الإيجادات ساعدت اللامبالين للموسيقى، “يأتي الناس إلي ويقولون (أنا سعيد لأنك منحتنا الإثبات العلمي، لأنه الآن بإمكاني إخبار أصدقائي بأن يكفوا عن إزعاجي بشأن الموسيقى، فالموسيقى لا تؤثر بي إطلاقا).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى