اقتصادسياسة

يو إس إيه توداي: مدن الأثرياء في مصر

.نصف المدن الجديدة خارج القاهرة للأثرياء فقط. حتى الجامعة الأميركية تركت قلب العاصمة إلى الصحراء، ومدن الفقراء تفتقر للمواصلات الجيدة

 1409678675000-136042755

سارة لينش – يو إس ايه توداي

إعداد وترجمة – محمود مصطفى

يهرب المصريون المتعبون من الشوارع المزدحمة والهواء الملوث إلى أماكن مثل بيفرلي هيلز ودريملاند وهي مجمعات سكنية في القاهرة الكبرى. وهذه المجمعات هي أمثلة لملكيات عقارية ظهرت في مصر مؤخراً واعدة بجودة حياة مرتفعة حيث ملاعب الجولف مترامية الأطراف وحمامات السباحة والمراكز التجارية العملاقة والفيلات الفاخرة.

وبعد تباطؤ في سوق العقارات نتاج ثورة عمرها ثلاثة أعوام، عادت مبيعات مثل هذه الملكيات إلى الارتفاع مرة أخرى بحسب ما يقول البعض. ولكن بالرغم من المظهر البراق فإن هذه المجمعات جزء من خطة تطوير عملاقة تُنتقد لخلقها مجتمعات معيبة لا تقدم حلولاً إسكانية عملية للأغلبية من المصريين.

يقول خبير التطوير الحضري أمير جوهر “هم في الأغلب يخدمون طبقة أو ركنا معيناً من المجتمع، بشكل رئيسي الطبقة العليا ومن لديهم وظائف ويستطيعون تحمل رهناً عقارياً طويل المدى، في حين أنهم يجب أن يخدموا بدلاً من ذلك قطاع أكبر من المواطنين وخاصة من الطبقات التي تشكل أغلبية السكان في مصر والتي تشكل الأغلبية من الأزمة السكانية.”

تعود نشأة هذه الجيوب الصحراوية إلى أواخر السبعينات مع بداية برنامج مدن مصر الجديدة الذي سعى إلى تفريق تعداد سكاني متضخم، يقدر الآن بحوالي 20 مليون في القاهرة الكبرى، من مناطق مكتظة على امتداد نهر النيل.

ومع ذلك فأغلبية القاهريين غير متشجعين للانتقال للمدن الجديدة حيث أن الاسكان الخاص هناك لا يمكن تحمل تكاليفه ووحدات الإسكان العامة تنقصها البنية التحتية وتوجد في مناطق بعيدة، بحصب ديفيد سيمز مؤلف كتاب “فهم القاهرة: منطق مدينة خارج السيطرة.”

يقول شريف أحمد، مالك متجر قطع غيار سيارات، إنه لم يرد أن يغادر منزله في حي شبرا في القاهرة لأن عائلته كلها تعيش في محيط هذا الحي. ويقول “كثير من الناس يفكرون بنفس الطريقة” مضيفاً أن أسعار الإيجارات في مدن مثل القاهرة الجديدة باهظة.

حالياً توجد 23 مدينة جديدة في جميع أنحاء مصر، ويقول مساعد وزير الإسكان للشئون التقنية، خالد محمود عباس، إن ثلاثة مدن جديدة سيتم البدء فيها هذا العام وإن خلا العقدين أو الثلاثة القادمين قد يصل العدد إلى 60 مدينة.

يقول عباس “التجربة المصرية مع المدن الجديدة فريدة من نوعها لأننا نغير الصحراء إلى حياة، ونقدم البنية التحتية: مياه ونظم صرف وكهرباء ومباني وطرق .. كل شيْ.”

ويقول محمد المكاوي مدير مجموعة الفطيم العقارية إن الطلب على مناطق سكنية آمنة بعيدة عن قلب العاصمة الفوضوية تزايد بعد التغيرات السياسية في 2011 وإن الشركة تتفاعل مع هذا الاتجاه.

حوالي 50% من المجتمعات السكنية في المدن الجديدة المحيطة بالقاهرة فاخرة أو راقية وهذا لا يتضمن المباني خارج المجتمعات المسوّرة، تقول إيمان حسين مديرة أبحاث الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في شركة جونز لانج لاسال العقارية. ومع ذلك يقول أمير جوهر إن المدن الجديدة بشكلها الحالي لا تستغل بطاقتها القصوى وتخلق حملاً على العاصمة حيث يعول الناس الذين يعيشون في هذه المدن على القاهرة المركزية في العمل وهو ما يضيف إلى المرور المختنق في القاهرة كما أن ملاعب الجولف في الصحراء تستهلك مياه وكهرباء مدعمة بكميات تجهد البيئة والبنية التحتية للقاهرة.

يقول خالد عباس إن الحكومة تعمل على بناء مليون وحدة سكنية لمنخفضي الدخل في مختلف أنحاء مصر خلال الخمسة سنوات القادمة وإن الخطط موضع التنفيذ لتحسين المواصلات للمدن الجديدة وهو ما يمثل العائق الأكبر لجذب السكان.

يقول باسل كامل استاذ العمارة والنظرية الحضرية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة إن هناك حاجة لحلول في ظل تزايد المجتمعات المسورة التي تخلق احساساً بوجود “آخرون”، الجامعة الأمركية نفسها انتقلت في 2008 من قلب العاصمة إلى الصحراء.

وأضاف كامل “تترسخ الآن الأحاسيس الطبقية حيث ينظر الناس من الطرفين بعدم احترام للآخر.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى