إعلامسياسة

توك توك ..لازالت تسخر في عامها الرابع

انطلقت مجلة ”توكتوك“ الساخرة قبل ثورة يناير بأسبوعين ولازالت تتطور رغم الصعوبات

بابليك راديو انترناشيونال – كارول هيلز – ترجمة: محمد الصباغ 

تستمر مصر في أزماتها السياسية المتواصلة منذ أربع سنوات هي عمر ثورتها غير المكتملة. وبالنسبة لرسامي الكاريكاتير والساخرين فإن ما يحدث يمثل فرصًا، وقيودا في نفس الوقت.

يقول جوناثان جير الدون محرر مجلة “كايرو ريفيو أوف جلوبال آفيرز” الصادرة عن الجامعة الأمريكية في القاهرة، ومدون لموقع ”أم كرتون“، أن ”رسم الكاريكاتير كان دائما مهنة صعبة في العالم العربي”، ويضيف أنه منذ هجوم مجلة تشارلي إيبدو في يناير بات الأمر أكثر صعوبة.

مصر دولة محافظة والقرارات فيها من أعلى لأسفل ومجتمعها ذكوري. وبعض رسامي الكاريكاتير يعملون في جرائد ومطبوعات مملوكة للدولة. وقبل الثورة، لم يستطيعوا رسم حسني مبارك و لآن لا يرسمون الرئيس عبد الفتاح السيسي أيضاً. أما الرسامون الشباب الذين يعملون لمؤسسات صحفية مستقلة أو ينشرون أعمالهم على “فيسبوك” فهم أكثر جرأة.

وضمن حديثه قال جير: ”مجموعة من الرسامين المصريين الشباب وقفوا بجانب رسامي تشارلي إيبدو وضد العنف. لكن أغلبية المصريين امتعضوا أو استاءوا من نشر رسومات للنبي محمد”. و دفع رد الفعل السلبي اثنين من الرسامين الشباب؛ وهم مخلوف و أنور، إلى الكتابة عن تاريخ تشارلي إيبدو في جريدة مصرية مهمة.

 

ويضيف جير: ”كانت بالفعل لحظة ممتعة للرسامين المصريين في حديثهم عن تأثرهم بأوروبا، ولم يكن ذلك بوجهة نظر أوروبية. لكن بنظرة واسعة حول كيف رأى الرسامين حول العالم تلك الأحداث”. و كان رد الفعل تجاه ما فعله الرسامون فاتراً خارج حدود رسامي الكاريكاتير.

ولكن المطالبة بحرية التعبير التي ساعدت في اشتعال الثورة المصرية، لم تخفت. و ربما يوضح ذلك استمرار مجلة ”توكتوك“ الساخرة التى أسسها بعض الرسامين المصريين من ضمنهم أنور و مخلوف، وأطلقوها قبل أسبوعين من انتفاضة 2011 التى أطاحت بمبارك.

”توكتوك“ كما قال جير ”هي حركة من بعض رسامي الكاريكاتير يسعون للمرح و التجربة. و ليست سياسية بالكامل. هى تتعرض لكل القضايا المجتمعية الشائكة التى تواجه سكان القاهرة”  مثل مشكلة إيجاد مكان لركن السيارة أو رؤية عمال الشاي في شوارع القاهرة المزدحمة يتحركون وسط السيارات المتحركة في وسط البلد. ويضيف: ”أنه شئ سخيف و مضحك، شئ أسود و مبهج. يذكرني بشئ ما بين روبرت كرامب وآرت سبيجلمان وهم يسخرون من والت ديزني”.

كان قلب  الثورة المصرية في “وسط البلد”،  و”توكتوك“ تمتلك إحساس وسط البلد. ويشترك في القصة الواحدة أو الكاريكاتير أكثر من رسام كل منهم يصنع زاويته من القصة وبالتالي سترى أساليب مختلفة وطرق مختلفة للقصة.

هم يصورون المزاج العام في شوارع القاهرة. ويقول جير: ”هى ليست عن الموضوعات السياسية الكبيرة، أو البرلمان، أوالرؤساء. تقدم المجلة كلاً من الخيال والواقعية المفرطة حول أشياء مثل، أين تركن سيارتك أو ما ثمن زجاجة المياه الغازية”.

و حسب كلام ”جير“،  لدى رسامو المجلة وظائف يومية ثابتة أما ”توكتوك“ فهي وظيفتهم التى يجدون فيها المتعة. ويقول: ”الشئ الذي أحبه في توكتوك، هو أنهم يمتلكون العديد من الفنانين الناشئين. بعض منهم أطباء أسنان أو محامين في النهار ورسامي كاريكاتير ليلا”.

 أما السياسة في ”توكتوك“ فهي ضمنية. ويقول جير: ”القاعدة (في مصر) أن الفنانين غرباء على السياسة. وليس لديهم منفذ سياسي  حتى تلك اللحظة”. وبدلاً من ذلك يعبر الشباب المصريون عن أنفسهم من خلال الفن، والأدب، والثقافة، ووسائل التواصل الإجتماعي والتدوين.

وفي الإصدار الأخير من مجلة ”توكتوك“ رُسم الرئيس عبد الفتاح السيسي على مكتبه مطالبا  بزيادة الجهل كحل وحيد لتحديات البلاد. ويقول جير إنه في ظل مناخ القمع السياسي، يمكن أن تبدأ المجلة في المعارضة السياسية لأنها مازالت مؤسسة ذات شعبية صغيرة و يطبع منها فقط بضعة آلاف.

و يضيف: ”تمتلك المجلة دائرة من المتابعين الشبان لكنها ليست ظاهرة واسعة الإنتشار، وبالتالي لهم القدرة على الافلات ببعض النقد النقد والفن الرائع”.

و عند سؤال جير حول ما إذا كانت ”توكتوك“ في طرقها لتكون  مجلة تشارلي إيبدو المصرية، يتردد جير : ”قد يكون ذلك بعيدا جدا، لكن توكتوك وهي  في عامها الرابع تعتمد فقط على نفسها. وأعدادها تنفد دائماً  ولا يمكنك العثور على الأعداد السابقة”.

و في يوم عيد الحب، انطلق الإصدار رقم 13 من “توكتوك”.  في معرض فني راق، حيث اصطف شباب القاهرة للحصول على نسخة مميزة. فعلى الغلاف، تظهر العديد من شخصيات المجلة الشهيرة ، كنوع من التمني للآخرين بعيد حب سعيد.

وأنهى جير حديثه قائلا: ”إنها مساحة تجريبية. ومجلة تثير الحماس،  ومطبوعة  خرجت من رحم الانتفاضة وتستمر في التطور رغم الصعوبات التى تواجه المصريين”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى