رياضة

إشارة العدّاء الإثيوبي “ليليسا”.. قد تودي به إلى السجن!

إشارة العدّاء الإثيوبي “ليليسا”.. قد تودي به إلى السجن!

RIOEC8L1LFJBD_768x432

واشنطن بوست

ترجمة: فاطمة لطفي

عندما عبر العدّاء الإثيوبي فييسا ليليسا خط النهاية، رفع يديه أعلى رأسه في علامة “X”. جميع من رأوا الرياضي حامل الميدالية الفضية لم يفهموا ما يعنيه بما فعله، أو عرفوا مدى خطورة “الاحتجاج” الذي يشاهدونه.

كان احتجاج ليليسا على قتل الحكومة الإثيوبية المئات من شعب “الأورومو” -أكبر جماعة عرقية- التي طالما اشتكت من تهميش الحكومة لها. وهي الجماعة نفسها التي قادت احتجاجات هذا العام على خطط إعادة توزيع أرض الأورومو. وتبعا لهيومن رايتس واتش فإن أكثر من 400 شخص قتلوا منذ نوفمبر.

على مدى شهور، استخدم شعب الأورومو نفس الإشارة “X” التي استخدمها ليليسا البالغ من العمر 26 عامًا عند وصوله إلى خط النهاية.

وفي مؤتمر صحفي بعد السباق، كرر ليليسا رسالته الجريئة.

وقال: “الحكومة الإثيوبية تقتل شعبي، وأنا أساند الاحتجاجات في كل مكان، فشعب الأورومو هم عشيرتي”.

وأكمل:” أقربائي في السجون وإذا تحدثوا عن الحقوق والديمقراطية سيقتلون”.

ما جرى كان تحولا ملحوظًا للأحداث، ففي في غضون ثوانٍ، تحوّل ليليسا من بطل وطني إلى رجل ربما لن يستطيع العودة إلى بلاده مرة أخرى. فبالإضافة إلى هؤلاء من قُتلوا، الكثير من المحتجين من شعب الأورومو قابعون في السجن.

في إثيوبيا، لم يذع تليفزيون الدولة ردّ ليليسا عند خط النهاية.

كان ليليسا واعيًا للخطر الذي هو مُعرض له، وأشار على الفور إلى أنه قد يضطر إلى الانتقال إلى مكان آخر قائلًا: “إذا عدت إلى إثيوبيا ربما يقتلونني. إذا لم يفعلوا فسيزجون بي في السجن، أنا لم أقرر بعد،  لكن ربما أنتقل إلى بلد آخر”.

هذه لم تكن المرة الأولى التي ينشق فيها أحد الرياضيين الإثيوبيين بعد المنافسة. في عام 2014، طلب أربعة عدّائين من إثيوبيا اللجوء إلى الولايات المتحدة بعد بطولة دولية للمبتدئين في يوجين في أوريغون.

حازت أزمة شعب “الأورومو” واستخدام الحكومة الإثيوبية للقوة ضد المدنيين على بعض الانتباه في الآونة الأخيرة، لكن لا شيء يماثل شجاعة ليليسا البارزة.

أعربت سفارة الولايات المتحدة في أديس أبابا في وقت مبكر من هذا الشهر عن قلقها العميق حول أحداث القتل الأخيرة للمحتجين، لكن حكومة إثيوبيا ستظل حليفة للولايات المتحدة في حربها ضد الجماعة الإسلامية الصومالية “حركة الشباب”، وهو ما يجعل المسؤولين في أمريكا عازفين عن الإعراب عن المزيد من الشجب.

المنشقّون من شعب “الأورومو”، خاصة هؤلاء من هم خارج إثيوبيا، نشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في الحديث قضيتهم. وبمجرد عبور ليليسا خط النهاية، انتشرت منشورات وصور على فيسبوك وتويتر عن بطلهم الشعبي الجديد.

كان ليليسا يتسابق دوليا عن إثيوبيا لأكثر من ثمانية أعوام، وفاز في واحد من أسرع سباقات الماراثون في العالم بزمن (2:04:52).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى