سياسة

نماذج “القدوة” في عهد السيسي: قليل من السياسة.. كثير من الشقاء

نماذج القدوة في عهد السيسي: قليل من السياسة.. كثير من الشقاء

ggj

زحمة

محمد الصباغ- فاطمة لطفي

لم يعد الإعلام يتحدث كثيرًا في هذه الأثناء عن بائع الفريسكا أو الحاجة زينب، واحتلت الآن  قصة فتاة العربة بالإسكندرية مساحات إعلامية واسعة حتى التقاها الرئيس عبد الفتاح السيسي يوم الأحد  وكافأها بشقة مجهزة بكامل الأثاث لها ولأسرتها، بجانب سيارة لنقل البضائع بدلًا من العربة اليدوية التي كانت تجرها، ودعاها أيضًا لحضور المؤتمر الوطني القادم للشباب.

لم تكن النماذج السابقة فقط هي التي احتفى بها الرئيس السيسي والإعلام الرسمي في العامين السابقين، فقد كرّم الرئيس والتقى عددا كبيرا من المواطنين الكبار والصغار، الرجال والنساء، وحتى من الناس اللواتي يعملن أو يتنكرن كرجال “كالحاجة صيصة”، وهي نماذج على تنوعها، يغلب عليها نموذج “المواطن الصالح” الذي يعمل كثيرا ولا يهتم بالسياسة إطلاقا إلا من قبيل “الوطنية” و”دعم مصر” أو التبرع لها، بخلاف هذا العامل المشترك ظهر تنوع كبير في نموذج “القدوة”، الذي قد يكون مخترعا ناجحا أو فاشلا، سيدة عجوز أو طفل صغير، ويفضّل- كما بدا في معظم النماذج- أن يغلب عليه الشقاء التام، كما يبدو في الناذج التي نسردها في القائمة التالية.

منى بدر- فتاة عربة البضائع

????????????????????????????????????
منى بدر (فتاة عربة البضائع) مع الرئيس السيسي

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي  صورة للمواطنة منى إبراهيم بدر وهي تجر عربة بضائع يدوية،  وزاد تداول الصورة على نطاق واسع حتى التفت إليها الإعلام التقليدي، فظهرت منى مع  الإعلامي عمرو أديب في برنامجه “كل يوم” على قناة أون تي في، ثم يتسابق الصحفيون على تصريحات منها.

وخلال لقاء الرئيس السيسي معها أبدى سعادته وإعجابه بكفاحها وإصرارها على تحقيق واقع أفضل لها ولأسرتها، واعتبرها نموذجا مشرفا وقدوة عظيمة لجميع المصريين في ضوء إعلائها لقيم العمل والعطاء والصبر.

ووجه الرئيس لها الدعوة للمشاركة في المؤتمر الوطني القادم للشباب حتى يتسنى للجميع التعرف على تجربتها “التي تتميز بالجدية والالتزام والمثابرة، والاستفادة مما توفره من مثال مُشرف لشباب مصر الحريص على بذل أقصى الجهود من أجل تغيير الواقع إلى مستقبل أكثر إشراقاً”، على حد قول الرئيس.

كما أعلنت الرئاسة أن وزارة الإسكان بتوفير شقة مجهزة بكامل الأثاث لها ولأسرتها. ووجه الرئيس أيضا بمساعدة السيدة منى بدر في تعلّم قيادة السيارات، على أن يتم توفير سيارة نقل بضائع لها لتقودها بدلاً من جر عربة البضائع. كما تكفل السيد الرئيس بتحّمل تكلفة تأثيث شقة نجل شقيقها حتى يمكنه الزواج.

يوسف راضي – بائع الفريسكا

بملابس رائعة ومظهر جذاب، جذب يوسف السيد راضي أنظار الملايين من المصريين من خلال صوره على فيسبوك وهو يبيع الفريسكا، فسارعت القنوات الفضائية إلىه وبات الشاب المكافح دائم الابتسام الذي لا يتوانى عن عمل أي شئ للحصول على الرزق.

تصدر صفحات المواقع الإخبارية والقنوات التلفزيونية، وبعدما صار يوسف -وهو خريج معهد الخدمات الاجتماعية-  مثالًا يحتذى به حصل على منحة دراسية من فرع جامعة نوتينج هيل كولدج البريطانية بالقاهرة، لإدارة الأعمال، بجانب منحة من السفارة الأمريكية لدراسة الماجيستير. وصرح بعدها أنه لن يفارق الفريسكا وسيستغل دراسته في توسيع مشروعه، وطالب الشباب في ديسمبر الماضي بألا ييأسوا ويستمروا في السعي خلف أحلامهم.

وقال “لا توقف حلمك.. حب العمل الذي نقوم به، ولا ننتظر الفرصة”.

ثم انتشرت صورا عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليوسف في إحدى الحفلات بأحد الأماكن الراقية بصحبة فتاة، ليبدأ الهجوم عليه، ويتحول إلى رمز مصطنع إعلاميًا، لكنه خرج ليرد في يناير الماضي “كنت في إيفينت في ليلة رأس السنة، وقمت بعملي المعتاد ببيع الفريسكا، لكن لم يكن الطلب كثيرًا فقررت الاحتفال والاستمتاع بيومي كأي شخص متواجد.”

وقال، لا أعلم، ماذا يريد مني اللذين ينتقدوني على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وهل الأمر متعلق بمنحة السفارة الأمريكية لدراسة الماجيستير؟، وهل هذا الأمر سبب لهم الضيق والإزعاج.. لا أدري لماذا يهتمون بحياتي الشخصية فكل إنسان حر في حياته، وما ينشره من صور سواء كانت مفبركة أو غير مفبركة “هما مالهم”، حتى لو افترضنا أنها صورة حقيقية.

وأنهى حديثه قائلًا: “خلاص، كلكم بقيتوا بتصلوا فجأه على السجادة.” ثم بدأ بعدها نجمه في الخفوت.

الحاجة زينب- صاحبة الحلق

لم تظهر الحاجة زينب التي تبرعت بقرطها لصندوق تحيا مصر، كمثل يحتذي به الشباب فقط مثل بائع الفريسكا أو فتاة العربة، لكنها قدمت كمثل لكل المصريين في الإيثار وتفضيل الوطن على النفس.

هي كفيفة وتبلغ من العمر 82 عامًا، تسكن بقرية منية سندوب بمحافظة الدقهلية، وقررت التبرع بأثمن ما تمتلك وهو قرطها، بعدما “رأت الرئيس عبد الفتاح السيسي في المنام”،على حد قولها، فحاولت التبرع به فرفض البنك لأنه لا يقبل إلا بالنقود فباعته وتبرعت بثمنه لصندوق تحيا مصر.

بعد أسبوع من الواقعة وانتشارها عبر وسائل الإعلام، التقى الرئيس بالحاجة زينب في منتصف يوليو 2014، واكد أنه سيشتري الحلق ويضعه في متحف الرئاسة ليكون ذكرى للأجيال القادمة.

وفي لقاء استمر قرابة 10 دقائق بدأالرئيس الحديث قائلًا:”ازيك يا حاجة زينب، عاملة إيه”، فردت: “إنت مين، إنت السيسي؟”، فقال الرئيس: “نعم يا حاجة زينب أنا”، وقبّل يديها ورأسها، لترد بالدعاء: “ربنا ينصرك على من يعاديك ويحميك من كل المجرمين، ربنا معاك ويحفظك من كل شر.”


في يونيو 2016 ينتشر إعلان لصندوق تحيا مصر، يروي قصة تبرعها بالقرط وكيف انتقل القرط من جيل إلى جيل في العائلة لترفض هي التخلي عنه إلا فقط لصالح صندوق تحيا مصر ولمساعدة الدولة والرئيس السيسي. يبدأ الهجوم بعد الإعلان عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيتجه الإعلام مرة أخرى إلى الحاجة زينب لتؤكد أنها لم تتقاضى أموال مقابل الإعلان وأن القصة فيه ليست حقيقية. يتوقف عرض الإعلان، لكن الحاجة زينب “مثال التضحية” تعود لتؤكد: “لحلق اللى اتبرعت بيه مش بتاع ستى ولا حاجة، ده أنا كنت شرياه من تحويشة عمري.. ومستعدة أتبرع بكل ما أملك لأني بحب السيسي.”

الحاجة صيصة- امرأة تحيا كرجل

عكس السابقين، لم يتوقف الحديث عن “صيصة” حتى الآن، ففي الأسبوع الماضي بدأ التلفزيون الإيطالي تسجيله لحلقات عن حياة المرأة التي تنكرت في زي رجل صعيدي لأكثر من 40 عامًا بمدينة الأقصر، لأن عمل المرأة ليس متعارف عليه في الصعيد بشكل كبير.

توفي زوجها وهي حامل في ابنتها، فقررت الحياة في هيئة رجل وهي في الواحدة والعشرين من عمرها وعملت في مهن شاقة مثل صناعة الطوب وأعمال البناء ومسح الأحذية.

استضافت الإعلامية منى الشاذلي للحاجة، صيصة أبو دوح النمر، في يناير 2013، في برنامجها على قناة سي بي سي، وقالت الأخيرة عن أسباب قيامها بذلك: “بربي بنية يا ناس.. لو كنت خلفت ولد والله ما كنت عملت العمايل دي.”

في مارس من نفس العام كرمت وزيرة التضامن الاجتماعي “صيصة” بوصفها الأم المثالية في الأقصر.

ثم التقى بها الرئيس عبد الفتاح السيسي وكرمها في نفس الشهر بمقر الرئاسة، و أكد الرئيس بعد ذلك أنها “أدمت قلبه.. وشرفت كل النساء والرجال.”

كما تبنى الإعلام المصري في الآنة الأخيرة إبراز نماذج باعتبارها قدوة للمصريين، شبابًا كانوا أو أطفال أو نساء، وأسردت وسائل الإعلام، المرئية والمكتوبة هذه النماذج،  منها فئة المخترعين، من هذه النماذج أشرف البنداري، مخترع ما أسماه بـ ” الوحش الصغير”، ووليد محمد عبادي، الذي أطلق عليه الإعلام المخترع الصغير أو زويل الصغير،  وإسماعيل محمد، الذي كرمه السيسي، وابن المنيا،  وكيرلس موسى، الذي تم دعوته لحفل افتتاح  قناة السويس الجديدة، ليرافق الرئيس عبدالفتاح السيسي.

إسماعيل محمد مخترع “جهاز تحكم في الطائرة بدون طيار

كرمه السيسي وتبنى الجيش مشروعه

وصف إسماعيل محمد،  مشروعه لبوابة الإهرام، بأنه من أهم المشروعات العسكرية، لأن جيوش العالم تستخدمه في التسليح بصورة جوهرية.

وأضاف إسماعيل أن العمليات الإرهابية الأخيرة فى مصر هى التى ألهمته في فكرة الإختراع .

إسماعيل شاب في أوائل عشريناته، خريج هندسة إتصالات بمعهد المدينه العالى للهندسه والتكنولوجيا. اجتمع وهو وزميله زياد صلاح، الذي يدرس هندسة الاتصالات أيضًا للعمل على فكرة الاختراع. لقي المشروع إسماعيل طريقه للعلن بسبب حملة “فكرتي” التابعة لحملة السيسي الانتخابية في عام 2014، حيث فاز الشابين بالمركز الأول وكرمهما السيسي، وتقدما بالمشروع إلى وزارة الدفاع التي أبلغتهم  بقبول المشروع.  وبعد انتهاء الشابين من الأبحاث الخاصة بالاختراع، وأعمال دامت لأشهر، انتيها من المشروع بعد 9 أشهر، وعرض المشروع في اليوم العلمي الخاص بالكلية الفنية العسكرية.

إسماعيل الذي سبق وتقدم بمشروعه إلى الحكومة، وجد الأوباب مغلقة أمامه للدرجة التي جعلت كلا الشابين يفكران بحل الهجرة. يقول إسماعيل لموقع “الفجر”: لا يوجد تكافؤ فرص في مصر، وأعلم أن للسيسي رؤية جيدة وعلينا أن ننتظر”.

أشرف البنداري  و” الوحش المصري”

  أشرف البنداري: “الوحش المصري يُزلزل عرش اقتصاد بعض الدول، ونحتاج لدعم الدولة لعلاج بعض الخلل”.

قال أشرف البنداري في حوار له مع موقع المصريون أن اختراعه ” الوحش المصري” حاز على أفضل تصميم عالمي،  بالإضافة إلى حيازته هو شخصيًا على الميدالية البرونزية  فى المعرض الدولى السابع للاختراعات فى الشرق الاوسط.

“الوحش المصري” هو مركبه أو سيارة  برمائية هوائية تعمل بدون وقود، قال البنداري لبوابة الوفد أنه توصل إلى فكرة الإختراع بمعاونة 21 مخترعًا مصريًا.
وتقدم البنداري بأوراقه لمكتب براءات الإختراع التابع لأكاديمية البحث العلمي، لكن كان رد الأكاديمية أنه غير موافق للمواصفات.

خرج البنداري بمشروعه في يوم السابع والعشرين من ديسمبر من عام 2015 إلى ميدان التحرير لتجربته، رغم الكثافة الأمنية التي أحاطت بالميدان، وصعوبة دخول أحد إليه،  لكن المركبه فشلت في أن تطير، ليسخر بعدها الإعلام ورواد مواقع التواصل الإجتماعي من الاختراع وصانعه.

قال البنداري سبب عدم طيران السيارة أن الميدان لا يصلح للطيران بسبب ازدحام السيارات والمواطنين، مشيرًا أن المواطنين كانوا يدفعون السيارة فرحًا بها وليس لوجود عطل فني.

لكن السخرية والإباط دفعا البنداري إلى احراق السيارة، ونشر الفيديو وكتب تعليق يقول:” عشان كل واحد سخر من الوحش المصري اهو ولع عشان احنا مجرد شباب حاول يعمل حاجة واحنا مش تبع حد .. بس حاولنا نفيد البلد بحاجة،” وقد كتب على السيارة عبارة “لن أقول يكفيني شرف المحاولة بل أقول المحاولة أشرف من النجاح.”

كما أرجع البنداري سبب احراقه للمركبه  إلى عدم اهتمام الرئيس السيسي. ووجه رسالة له، حسب موقع اليوم السابع وقال:” يا سيادة الرئيس سمعت نداء جميع المصريين ولم تستمع نداء الوحش المصرى وسخر الجميع من اختراعنا لكننا تعلمنا فى دراستنا أن الفشل أول طريق النجاح”.

محمد عبادي.. “مخترع منظومة مضادات لمنع وصول الصواريخ للطائرات الحربية”

كرم السيسي الشاب على مشروعه بدعوته إلى القصر الجمهوري لقضاء أربعة أيام

حصل محمد عبادي في الصف الثالث الإعدادي، من محافظة البحيرة، على المركز الأول في مسابقة إعلامية أقيمت في إيطاليا، شارك فيها 120 دولة،  وحصل على لقب أصغر مخترع في العالم، وشارك عبادي باختراع “«منظومة مضادات مغناطيسية، لمنع وصول الصواريخ للطائرات الحربية، وإصابتها”. ودعا السيسي الطفل لديه بالقاهرة لتكريمه، ليقيم 4 أيام بالقصر الجمهوري لتفوقه، حسب تصريحات والد الطفل، الدكتور محمد عبادي بجامعة دمنهور.

 

كيرلس موسى – المخترع في اليخت

رافق السيسي على يخت المحروسة، في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة

كيرلس موسى من مواليد 1996، من المنيا، حائز على المركز الأول في هندسة المواد والهندسة الحيوية بمسابقة “انتل –آيسف” للعلوم والهندسة للعام 2014 عن اختراعه “خياشيم صناعية تعمل بالطاقة المستدامة”.  فاز مرتين على التوالى بجوائز لمركز الأول  في مسابقة المخترع الصغير الخاصة  بوزارة التربية والثانية في مسابقة الموهوبين في مجال الابتكار العلمي حسب البوابة نيوز.

تتلخص فكرة مشروع كيرلس في اختراع  جهاز تنفس تحت الماء:  “خياشيم صناعية للإنسان “، التي تسهل للإنسان عملية التنفس تحت الماء،  دون أسطوانات الأوكسجين التقليدية التي يستخدمها الغواصون.

رافق كيرلس موسى السيسي لحفل افتتاح قناة السويس الجديدة،  باعتباره ممثلًا لشباب البحث العلمي.

وحسب المصري اليوم لايت، مثل كيرلس مصر في المعرض العلمي العالمي «Intel ISEF»،  بعد أن نجح في أداء عملية «التمثيل الضوئي الصناعي»، التي تساعد على إنتاج الطاقة بضوء الشمس والمياه فقط،  ليُلقب بـ”المخترع المصري”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى