سياسة

صحفي أمريكي: لم يعد مسموحًا لنا دخول القصر الرئاسي في مصر

صحفي أمريكي: لم يعد مسموحًا لنا دخول القصر الرئاسي في مصر

19Egypt-web-master675

نيويورك تايمز- DAVID E. SANGER

ترجمة- فاطمة لطفي

في هذا التقرير، يوضح دايفيد سانجر، مراسل الأمن القومي لصحيفة نيويورك تايمز، لماذا لم يسافر إلى القاهرة لتغطية زيارة وزير خارجية الولايات المتحدة، جون كيري، إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي.

عندما سافر وزير خارجية الولايات المتحدة، جون كيري، يوم الأربعاء إلى القصر الرئاسي في مصر، والتي هي ظاهريا الحليف العربي الأقرب للولايات المتحدة، وتحصل على مليارات الدولارت من المساعدات الأمريكية، ظل الصحفيون الذين سافروا مع كيري لتغطية الحدث عالقين في المطار.

الصحفيون أمثالي لن يُرحب بهم  لدخول القصر الرئاسي المصري، مما يوضح الخوف من الأسئلة التي قد نوجهها للرئيس السيسي عن المعارضين الذين سجنهم.

وسُمح للمصورين الصحفيين فقط ومصوري الفيديو بالولوج إلى القصر، ليسجلوا مراسيم المصافحة بين كيري والسيسي. الصور التي ستقول كل شيء بين الجنرال الاستبدادي الذي يحكم مصر الآن، والدولة التي تزوده بطائرات إف 16، وطائرات الهليكوبتر والدبابات، فضلا عن أدوات مكافحة الشغب التي تقول عنها جماعات حقوق الإنسان إنها قد تستخدم في التسهيل على مصر حملة القمع التي تستهدف النشطاء.

في الواقع، جاء هذا الاجتماع على خلفية تزايد وتيرة التوتر بين مصر وأمريكا جراء 1.3 مليارات دولار المساعدة العسكرية الأمريكية السنوية لمصر، كما تضاءلت في الآونة الأخيرة مساعدات الإمارات والسعودية لمصر.

وأشار تقرير شديد اللهجة أصدره مكتب محاسبة الحكومة في الولايات المتحدة إلى أن الخارجية الأمريكية ليست لديها مؤخرًا إجابات واضحة للتساؤلات التي تدور حول إذا ما كانت المعدات التي تشتريها الدولة المصرية بدولارات أمريكية قد استخدمت من قبل في انتهاك حقوق الإنسان في مصر.

وبعد أكثر من عقدين من السفر مع الرئيس الأمريكي وكبراء الدبلوماسيين في القصور الرئاسية، والذي شمل أكثر الدول قمعًا لشعوبها، اعتدت أن أشاهد القادة يختفون خلف الأبواب المغلقة. لكن حتى عدم رؤية الصحفي منا للباب وهو يغلَق أمامه هو أمر جديد الآن.

وقال مسؤولو الخارجية الأمريكية بمجرد معرفتهم أن الصحفيين سيمنعون من الولوج إلى القصر الرئاسي في مصر، لم يطلبوا لنا حتى التأشيرة لنقوم كالعادة بالسفر مع كيري للعاصمة في زيارته التي ستدوم من ساعتين إلى ثلاث ساعات، وبدلا من هذا، هؤلاء من قطعوا كل هذه المسافة ظلوا عالقين في المطار.

قررت أن أظل في فيينا بينما يجتمع الوفد المرافق لوزير الخارجية في بورما، حيث كان يجتمع مع أون سان سو تشي زعيمة المعارضة، التي ظهرت بعد الإقامة الجبرية الطويلة لتصبح زعيمة للحكومة. (وكان هناك بعض التلميحات أننا سنتمكن من الوصول إليها).

التَبَايُن بين بورما، التي كانت واحدة من أكثر المجتمعات انغلاقًا، ومصر جعل مني أعيد النظر في رحلاتي الأخيرة مع السيد كيري من حيث القيود التي فُرضت علينا كصحفيين.

في نوفمبر، افتتح كيري جولاته عبر آسيا الصغرى في جولة لأكثر الدولة قمعًا، تشمل تركمانستان، التي يشارك رئيسها الرئيس السيسي توجهه ضد أي شخص يستهجن الحكومة. إلا أن الرئيس “غربانجغي بردي محمدوف” ما زال يسمح للصحفيين الدوليين أن يسجلوا لقاءاته مع كيري، رغم إبقائه للصحفيين التُرْكُمَانِيّين بعيدًا قدر الإمكان.

وملك البحرين، الذي أمر بإخلاء الشوارع من المعارضين، دعا الصحفيين قبل اجتماعه مع كيري الشهر الماضي. وبتفهم شديد استطاع جعلهم منصاعين ومدللين قبل أن يرسلهم خارج القصر.

حتى رئيس الصين يسمح بشكل روتيني لوسائل الإعلام بالتواجد، على الرغم من بذله قصارى جهده لتجاهلهم. مصر كانت تفعل مثلهم تمامًا أيام الرئيس حسني مبارك.

لم يُعرف عن الرئيس مبارك أنه يتقبل النقد قبل أن يتم خلعه من منصبه. ولم يكن ليحصل أبدًا على جائزة منظمة الشفافية العالمية. لكنه سمح للصحفيين أن يسجلوا لقاءه مع الرئيس أوباما في 2009. عندما قام أوباما بزيارته للقاهرة وألقى  خلالها خطابه الشهير عن مستقبل العالم العربي الذي نستطيع قراءته اليوم كدرب من الأحلام المهدرة.

حتى عندما كان سلطة مبارك تنهار، وكان مضغوطًا أثناء مكالماته مع أوباما حول مظاهرات ميدان التحرير، أظهر ذكاءً في حديثه عن تغطية وسائل الإعلام الغربية للحدث. وخلال واحدة من آخر زياراته لواشنطن، دعاني الرئيس مبارك للفندق الذي كان يقيم فيه خلال زيارته، لنجري حديثًا حول مستقبل الشرق الأوسط، وحول اختلافاته مع إدارة أوباما.

بعد اجتماع يوم الأربعاء، أرسل المتحدث الرسمي، مارك تونر، صحفيي الخارجية الأمريكية بقراءة رسمية. “دار التباحث حول قضايا ثنائية ومحلية، تشمل أحدث التطورات في ليبيا وسوريا”. وأشار البيان إلى أن كيري شدد أيضًا على أهمية دور مصر كشريك إقليمي وأكد التزام الولايات المتحدة بمساعدة مصر في مكافحة الإرهاب، والعمل على دعم النمو الاقتصادي، وتعزيز المؤسسات الديمقراطية والأمن الإقليمي.

أوصاف كهذه لا تشير بأي شكل إلى الأسئلة الصعبة التي يُتوقع من الصحفيين أن يطرحوها ويضغطوا بها على المسؤولين الأمريكيين والأجانب، ويبدو أن حكومة السيسي تتجنب الأسئلة من المتبرعين الأمريكيين لها.

في تقريره، أشار مكتب محاسبة الحكومة إلى أن وزارة الدفاع لم تتمكن من إجراء “مراقبة الاستخدام النهائي” على الصواريخ وأجهزة الرؤية الليلية قبل عام 2015.

وقال التقرير إنه على الرغم من الاختبارات التي أجريت في عام 2015 فإن وزارة الخارجية لم تتمكن من تدريب وتجهيز الجيش على معرفة انتهاكات حقوق الإنسان المحتمل حدوثها.

وجاء في التقرير أنه من الصعب معرفة إذا كانت المساعدات العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية تمنح الآن مصر الحق لانتهاك ما يطلق عليه “قانون ليهي”، والذي يربط بين أداء حقوق الإنسان وتسليم المعدات الأمنية الأمريكية.

وددت فعلا أن أسأل كيري والسيسي عن هذا الأمر في القصر الرئاسي يوم الأربعاء، إذا كان فقط قد سُمح للصحفيين بالمجيء إلى القصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى