سياسة

نيويورك تايمز: روسيا وتركيا تُدفئان العلاقات بـ”الغاز”

نيويورك تايمز: روسيا وتركيا تُدفئان العلاقات بـ”الغاز”

نيويورك تايمز

ترجمة: فاطمة لطفي

وسط تصاعد وتيرة التوتر في العلاقات مع الولايات المتحدة، استغل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اجتماعا روتينيا في إسطنبول، لدعم تصالح الكرملين مع تركيا، وعقد اتفاقية لتجديد مشروع خط أنابيب الغاز الطبيعي المُعلّق.

خط الأنابيب الجديد، المعروف بمشروع “التيار التركي”، سيمر أسفل البحر الأسود إلى تركيا ثم الحدود اليونانية، مما يسمح للغاز الروسي بالوصول إلى الأسواق الغربية دون استخدام خط أنابيب التصدير الروسي الحالي عبر أوروبا الشرقية.

سيسهل خط الأنابيب الجديد على روسيا قطع الإمدادات عن الدول المجاورة مثل أوكرانيا، دون التسبب في عرقلة المبيعات لدول أبعد مثل إيطاليا أو أستراليا. حاولت روسيا لسنوات إنشاء مثل هذا الخط لتصدير الغاز.

ظهور الرئيس الروسي في مؤتمر الطاقة العالمي كان الزيارة الأولى لتركيا منذ تأزم العلاقات بين الدولتين بعد إسقاط تركيا لطائرة مقاتلة روسية بمحاذاة الحدود مع سوريا في نوفمبر 2015، والتي قتل على إثرها طيار روسي. أصلح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والحليف اسميًا للولايات المتحدة في سوريا، العلاقات بخطاب اعتذر خلاله لروسيا في أغسطس.

سعى كلا الطرفين للاستفادة من التقارب في العلاقات على حد سواء في الداخل والخارج، لإظهار أنهما ليسا في عزلة سياسية، وأنهما مستمران في كونهما لاعبين أساسيين في أي حل في سوريا. جلس الرئيسان بجانب بعضهما البعض، أمام صف من المؤتمر العالمي للطاقة في إسطنبول، يضحكان سويًا، والتقيا بعدها لإجراء مباحثات ثنائية.

لكل من أردوغان وبوتين مشاكل مع واشنطن. أنهت الولايات المتحدة التعاون مع موسكو بشأن سوريا وبعدها اتهمت الكرملين بارتكاب جرائم حرب. كما تعرض أردوغان لانتقادات من واشنطن بسبب استخدامه انقلاب يوليو في تركيا لشن حملات قمعية ضد مجموعات واسعة من معارضيه.

هذا بالإضافة إلى الخلافات بين أردوغان والولايات المتحدة بشأن الأكراد، حيث يعتبر أردوغان المقاتلين الأكراد في سوريا إرهابيين وخطرا على الأمن القومي، بينما تعتمد واشنطن عليهم كقوات برية رئيسية لها في الحرب ضد الدولة الإسلامية.

وكان بوتين أكثر من داعم لتصرفات الزعيم التركي منذ محاولة الانقلاب عليه. كما سعى الرئيس الروسي طويًلا لاستغلال أي صدع في حلف الناتو، وتركيا عضو فيه.

قالت آنا جلازوفا، مديرة منطقة آسيا والشرق الأوسط في المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية، إن بوتين كان بإمكانه أن يرسل بسهولة أحد وزرائه للمؤتمر في إسطنبول.

وأضافت: “أراد أن يناقش المشاكل المحلية مع أردوغان وجهًا لوجه، وتزداد أهمية هذه الخطوة خاصة في سياق التوتر الحالي لروسيا مع الولايات المتحدة”.

وقال كلا الرئيسين إنهما يريدان توطيد العلاقات التجارية، رغم أن بعض الخلافات لا تزال قائمة. وخلال توقيع اتفاقية خط أنابيب الغاز في إسطنبول، قال بوتين إن الوزراء والخبراء سيتابعون عقد مباحثات ثنائية حول القضايا الاقتصادية والسياسية، والسياحة والإرهاب. كما أعلن بوتين رفع الحظر الذي فرضته على الواردات لبعض المنتجات الزراعية التركية بعد إسقاط تركيا للطائرة الروسية.

وتعارض بعض الحكومات الأوروبية والولايات المتحدة مشروع “التيار التركي”.

ورغم العلاقات الودية مؤخرًا فإن تركيا وروسيا تدعمان جانبين متعارضين في الحرب الأهلية في سوريا. استخدمت روسيا قواتها الجوية لدعم حكم الرئيس السوري بشار الأسد، بينما دعمت تركيا المعارضة بحدود، لا تريد عنده لقوى الأكراد التوسع في جميع أنحاء شمال سوريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى