ترجماتسياسة

نيويورك تايمز: السفارة الأمريكية ربما تكون في القدس.. لكن ليس في إسرائيل!

“نيويورك تايمز”: هذا قد يحول السفير ديفيد فريدمان إلى مستوطن دبلوماسي

ترجمة: ماري مراد

المصدر: نيويورك تايمز

خلال شهرين، تخطط الولايات المتحدة لفتح سفارة جديدة للوفاء باعتراف الرئيس دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، لكن هناك مشكلة واحدة: السفارة ربما تكون في القدس، لكنها قد لا تقع كليا في إسرائيل.

صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، في تقرير لها، أوضحت أن المجمع الدبلوماسي الذي سيكون بمثابة السفارة الأمريكية لحين العثور على موقع دائم يقع جزئيا في منطقة متنازع عليها تشمل المنطقة بين خطوط الهدنة التي رُسمت في نهاية حرب “1948-1949″، وتطالب إسرائيل والأردن بالسيادة عليها، وتمكنت إسرائيل من بسطت كامل السيطرة عليها عام 1967، لذا اعتبرت الأمم المتحدة والكثير من العالم المنطقة أرضا محتلة.

وتجنبت وزارة الخارجية اتخاذ موقف واضح بشأن هذه المسألة ولكنها تعتمد على حقيقة أن إسرائيل والأردن قد قسمتا بشكل غير رسمي الجيب المتنازع عليه.

وقالت الوزارة في بيان لها الأسبوع الماضي، إن موقع السفارة المؤقت في حي أرنونا “ظل في الاستخدام الإسرائيلي منذ 1949. والآن هو حي سكاني تجاري مختلط”.

“المنطقة المحرمة المتنازع عليها منطقة محتلة” هذا ما أكدت أشرف خطاب بإدارة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، مضيفا: “أي وضع دائم لتلك المنطقة يجب أن يكون جزءا من مفاوضات الواضع النهائي”.

وأشارت “واشنطن بوست” إلى أن النزاع قد يحول السفير ديفيد فريدمان- من أشد المؤيدين للمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة- إلى مستوطن دبلوماسي.

وتهدف الخطة إلى إدراج السفارة في قسم الخدمات القنصلية للولايات المتحدة بينما يتم البحث عن موقع دائم، ويقع المجمع جزئيا في القدس الغربية التي يسكنها أغلبية يهودية، وجزئيا في الأرض المتنازع عليها بين القدس الغربية والقدس الشرقية ذات الغالبية السكانية العربية.

ونقل السفارة الأمريكية يعد سيرا في اتجاه معاكس للسياسة الأمريكية التي استمرت لمدة 7 عقود تقريبا، وكذلك الكثير من دول العالم، التي تعتبر الوضع في القدس خاضعا للتفاوض بين الإسرائيليين والفلسطينيين، الذي يزعم كل منهما أنها عاصمته، ويقول المنتقدون إن نقل السفارة يعتبر حكما مسبقا على نتيجة أي مفاوضات مستقبلية تتعلق بالمدينة.

لكن إذا كان الاعتراف الأمريكي بالفعل غامض، تاركا حدود السيادة النهائية في القدس للفلسطينيين والإسرائيليين، فإن هذا السلوك المراوغ الغريب للجغرافيا السياسية يثير تساؤلات تتعلق بأي أجزاء من المدينة تعتبرها الولايات المتحدة عاصمة لإسرائيل، وهذا يتطلب بعض التفريغ التاريخي:

اتفاق الهدنة

بحسب الصحيفة، بعد حرب 1948 وقعت إسرائيل اتفاقية هدنة مع الأردن، التي تسيطر على الضفة الغربية والقدس الشرقية، والجانبان وضعا خط الهدنة على الخريطة بقلم من الشمع، وحيثما اختلفا رسما خطوطهما الخاصة الإسرائيليون بالأخضر، إلى أقصى حد ممكن إلى الشمال، والأردنيون بالأحمر، إلى الغرب.

والجيوب المتنازع عليها سميت بـ”المناطق الواقعة بين الخطين”، ولم تكن تحت سيطرة أيا من الطرفين وتعرف بـ”المناطق المحرمة”.

ومن جانبه، قال مسؤول كبير في الأمم المتحدة رفض الكشف عن هويته لمناقشة مسألة دبلوماسية حساسة بشكل خاص، إنه من المستحيل أن نقول من خريطة عام 1949 بالضبط أين أي جزء من مجمع القنصلية في أرنونا يقع، والخطوط رسمت ولم يكن هناك أي من التطور الحالي في المنطقة، لكن أي جزء يقع بين الخطين يعتبر أرضا محتلة.

وبعد عام 1949، ادعت إسرائيل والأردن أحقيتهما بالأرض، معتبرتان أن وضعها سيحدد في اتفاق نهائي، وحينما اندلعت حرب 1967 خاض الجيشان الإسرائيلي والأردني حربا عليها.

وقال رفائيل إسرائيلي، أستاذ فخري في الجامعة العبرية ومندوب إسرائيلي سابق لدى لجنة الهدنة المختلطة بين إسرائيل والأردن، إن إسرائيل والأردن ليس لهما ولاية عليها “هم ببساطة غزوها”، مضيفا أنه بعد 50 عاما من السيادة الإسرائيلية عليها وأنه لم لتكن لدولة أخرى سيادة عليها من قبل، فإن الأسئلة المتعلقة بوضعها ليس لها أهمية عملية.

ووفقًا للتقرير، وضع الجانبان قوات في المنطقة، وكانت هناك أيضا حالات تعاون، مثل موافقة الأردن على العمل مع الخبراء الإسرائيليين للقضاء على الآفة التي تصيب شجر الصنوبر بالمنطقة، لكن حينما بدأ رجل أعمال إسرائيلي بناء فندق على منحدر في المنطقة في عام 1963، قدم الأردنيون شكوى وتوقف العمل.

الفندق الدبلوماسي

وافتتح الفندق، المسمى بـ “الدبلوماسي” ، بعد انتصار إسرائيل في عام 1967، ويقع على أراضي المجمع القنصلي، المملوكة الآن من قبل الولايات المتحدة وأجرته  كسكن للمهاجرين الناطقين بالروسية كبار السن.

وقبل الانتقال إلى أرنونا في عام 2010، كان القسم القنصلي الأمريكي الذي خدم العرب واليهود في القدس الشرقية، والقنصلية العامة للولايات المتحدة التي تتعامل مع السلطة الفلسطينية موجودة في القدس الغربية.

ويؤكد يوجين كونتوروفيتش، مدير القانون الدولي في منتدى سياسة كوهيلت في القدس المحافظ ، أنه من خلال نقل السفارة إلى موقع أرنونا، تعترف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على المناطق التي احتلتها في حرب عام 1967.

“الأكثر أهمية مما تقوله وزارة الخارجية الأمريكية هو ما تقوله الأفعال” هذا ما أوضحه كونتوروفيتش، مضيفا: “لا يمكنك بناء سفارة في أرض ليست خاضعة للسيادة الإسرائيلية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى