سياسة

الإندبندنت: جوانتانامو بريطاني؟ عزل “الإرهاب الإسلامي” في سجون “آمنة”

الإندبندنت: جوانتانامو بريطاني؟ عزل “الإرهاب الإسلامي” في سجون “آمنة”

theresa-may

الإندبندنت- أندي ماك سميث

ترجمة: محمد الصباغ

سيتمّ فصل المتطرفين ممن تمت إدانتهم بارتكاب أعمال إرهابية باسم الإسلام، في وحدات مؤمنة بعيدا عن بقية السجناء، وذلك على الرغم من أن بريطانيا بهذا القرار ستواجه اتهامات بأنها تصنع معتقل جوانتانامو الخاص بها.

أوصى مايكل جوف بإنشاء أماكن مؤمنة لعزل الإرهابيين الإسلاميين، عندما كان وزيرا للعدل، وعملت خليفته إليزابيث تروث عليها. وتعد هذه التوصية هي الرئيسية التي تأتي بعد مراجعات لأوضاع السجون، والتي ستنشر الإثنين، بواسطة إيان أتشيسون المسؤول السابق عن أحد السجون ومدير المؤسسة الخيرية، سجناء بالخارج.

ترى الحكومة هذا الإجراء طريقة لمواجهة المشاكل في السجون ومنع المتشددين دينيا من نشر أيديولوجياتهم بين السجناء. في الوقت الحالي، ينتشر السجناء الخطرون في 8 سجون، ويسمح للمسؤولين بالسجون بنقلهم من سجن لآخر لمنع تشكيل العصابات.

من بين 12 ألفا و300 مسلم في السجون البريطانية، هناك 131 فقط مدانون بالإرهاب، لكن أتشيسون حذّر من أنهم يشكلون مجموعة قوية يمكنها التأثير على بقية المدانين ليصبحوا مرتكبي أعمال عنف. يمثل المسلمون الآن 12% تقريبا من إجمالي نزلاء السجون في بريطانيا، على الرغم من كونهم يمثلون 5% فقط من عدد سكان المملكة المتحدة.

وأمام لجنة تم تشكيلها من أعضاء بمجلس العموم في الشهر الماضي، حذّر أتشيسون قائلا “هناك عدد صغير من الأشخاص الذين يبدو سلوكهم مفضوحا كما سعيهم إلى إقناع الآخرين بهذه الأيديولوجية الخبيثة، أيديولوجية طائفية تتبنى ثقافة الموت، والتي تتعاظم داخل السجون خصوصا عندما يكون أمامك وفرة من الشباب، والرجال المتسرعين والذين يميلون غالبا إلى العنف. نحن في حاجة إلى منعهم تماما من القدرة على اجتذاب بقية السجناء.”

لكن عندما ألمح رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون في فبراير إلى تفتحه على فكرة عزل الإرهابيين الإسلاميين في وحدات خاصة، كانت هناك تحذيرات من أن هذه الوحدات ستشكل نقطة مركزية للاعتراضات.

وقال الأستاذ بيتر نيومان، الخبير في مواجهة الإرهاب بالمركز الدولي لدراسات التشدد والعنف السياسي، إن إبقاءهم في مكان واحد قد يمكنهم دون قصد من تشكيل بنية قيادية بطريقة لن يكونوا قادرين على فعلها لو كانوا متفرقين. وتابع “لا تريد أن تخلق نقطة محورية للاعتراضات العامة -جوانتانامو بريطاني، حيث نواجه بالفعل الكثير من التشويه- أو يقدم فرصة لسجناء الإرهاب لخلق هيكل قيادي داخل السجن ربما لم يكن موجودا خارجه.”

لكن وزيرة الداخلية، إليزابيث تروث، قالت “صعود التطرف الإسلامي يمثل تهديدا وجوديا لمجتمعنا. أنا ملتزمة بمواجهة ومحاربة انتشار هذه الظاهرة بين السجناء خلف القضبان.” وأضافت “منع المتطرفين الأكثر خطورة  من جعل سجناء آخرين متشددين هو أمر ضروري لتسيير آمن لسجوننا، كما أنه أساسي لحماية العامة.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى