سياسة

حكاية ألمانية مصرية أمريكية : تسامح وتأقلم سريعا

Kstatecollegian- باركر روب

ترجمة دعاء جمال

كريستا شاهيد، نشأت فى “بافاريا”، وانتقلت إلى مصر وتركتها بعد اندلاع  حرب 1967،  وانهت في مانهاتن، تحكي خلاصة رحلتها.

“كريستا شاهد”، امرأة تجعل وجودها معروف، لكنتها الألمانية الثقيلة دائما ما يكسرها ثرثرة الكلام المعسولة  التى تصاحب أوقات الطعام فى  “ستونى بروك” المركز الإجتماعى والصحى للمتقاعدين،  ويبدو على كل المقيمين أنهم يرونها كأمرأة مميزة، ذات قصة تستحق أن تروى.

فى عامها  ال78، كريستا تعترف أن ذاكرتها ليست كما كانت فى السابق، غير أن ود وكرم المسافرة حول العالم، لم يتغيرا قط، كما أنها معروفة في قسم التمريض المنزلى فى “كلية منهاتن المسيحية” ، وغالبا ما تجدها فى الصفوف الأمامية تشجع الطلاب بعد إنتهائهم من الترنيم، ” جيد جدا، أحسنتم صنعا” تقولها بلهجتها البافارية الساحرة، ومن ثم يجلس العديد من الطلبة معها للتحدث عن حياتها وعائلتها ومحبوبتها “ألمانيا”.

تبدأ قصة كريستا فى مدينة  المنتجعات الصغيرة “سانت بلاسين ، ألمانيا”، الواقعة فى الجزء الجنوبى من الغابات السوداء، قريبة من الحدود السويسرية، وهى بلدة منغلقة جدا بحيث يمكنك قيادة دراجتك عبرها، وتقول “كريستا” لقد اعتدنا قيادة دراجتنا لسويسرا، وشراء الشوكولاتة السويسرة، لقد كانت المسافة حوالى 30 ميلا”، وبجانب تلك الهواية، كانت كريستا تبارز وتتزلج وتحب السباحة.

كان والدها مشاركا  فى الخدمة المدنية الألمانية وكانت والدتها  تملك صالون تجميل فى البلدة، مما دعم كريستا وأشقائها الثلاثة ” والتر، إنجريد و جيردى”

وعندما أكملت كريستا المرحلة الثانوية، ذهبت لمدرسة السكرتارية  حيث تعلمت الكتابة المختصرة، حفظ الدفاتر والطباعة، بجانب اللغة الفرنسية، ولم يمر الكثير من الوقت حتى تغيرت حياتها تماما، حين قابلت زوجها، ” لقد قابلت زوجى عن طريق والدته” قالتها كريستا والإبتسامة ترتسم على وجهها.

 كان اسمه “فهيم” وكان مهندسا من “مصر”، والدته التى كانت تعيش فى ألمانيا فى هذا الوقت،  فى سن ال20، تزوجت كريستا من “فهيم “وانتقلت للعيش فى مدينة الاسكندرية بمصر، حيث سيولد أربعة أبناء فيما بعد.

تقول”مريم كلارك” ابنة  كريستا، التى تعمل كمحللة بيانات فى “k-state” اعتادت أخذنا  إلى شاطيء البحر الأبيض المتوسط، كانت مصر مختلفة جدا فى ذلك الوقت، كان هذا قبل انفجار الكثافة السكانية وعندما كانت الأزياء، مثل الملابس التى تراها فى المسلسل التليفزيونى “Mad Men”.

 غير أن هذا لم يستمر كثيرا، حيث قامت حرب الستة أيام بين إسرائيل ومصر مما أضطر الكثيرون من الهرب ومن ضمنهم عائلة شاهيد، تقول “كريستا”: لقد كان الوضع مرعبا، لقد تركنا كل شىء خلفنا، تمكنا فقط من اخذ أطفالنا وثلاثة حقائب سفر.

وبحثا عن مخرج، رجعت “كريستا” والأطفال لألمانيا، بينما ذهب زوجها للبحث عن عمل بالولايات المتحدة، عن طريق صديق، تمكن “فهيم” من العمل كمرشد إعداد لمدرسة التعليم المهنى بمنطقة “سالينا”، وسرعان ما انضمت إلية بقية الأسرة لبدأ حياة جديدة هناك.

وبعد عدة سنوات، وجد “فهيم” وظيفة أفضل بمنطقة “فورت رالى” كمهندس صيانة، وانتقلت العائلة كلها إلى  “منهاتن”، وهنا بدأت سالينا ما توقفت عنة ” مشروع حضانة نهارية”، وقد ادارتها عن طريق منزل عائلتها الصغير.

تقول “هانيا هاور، ابنتها الاخرى”: لقد كان الوضع فوضوىا، وفى مرحلة ما اتذكر وجود 12 طفل بالمنزل بالإضافة إلى أفراد عائلتا الستة، لقد أحبت الأطفال، أعتقد انهم كانوا إرثها، لقد ربت العديد من الأطفال بمنهاتن.

كريستا قامت بهذا العمل لأكثر من 40 عاما، وبعد رؤية الكثير من العالم، قدمت كريستا بعضا من النصح ” كن متسامحا، وتأقلم سريعا”

ويبدو ان المفهوم مترسخ فى أطفالها ايضا، تقول “مريم”: التسامح كان شىء هام جدا لوالدى، دائما ما قالوا لنا ” عش ودع غيرك يعش”، بجانب التسامح، كانت العائلة والأطفال  شىء أساسىا لكريستا.

تقول ابنتها “هاور”: لقد كانت أما رائعة، كلما لا أعرف ما أفعل بأطفالى، أفكر فيها

لقد عاشت كريستا من أجل أولادها، وهو ما كان واضحا فى عملها وأولادها، وفى العموم، كريستا لديها الكثير لتعليمة ودائما على استعداد لمشاركتا، “أنا أعقد الصداقات بسهولة” قالتها بابتسامة

قصة كريستا تمنحنا درسا قيم، أينما كنت فى الحياة أو المكان الجغرافى، يمكنك دائما الاستفادة القصوى من ظروفك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى