سياسة

أمريكا تصنِّف الحرس الثوري الإيراني “منظمة إرهابية”.. وطهران ترد

 المرة الأولى التي يصنف فيها جيش نظامي منظمة إرهابية

وكالات

صنفت الولايات المتحدة الأمريكية الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب : “إن هذه الخطوة غير المسبوقة جاءت لتغزيز حقيقة أن إيران ليست دولة راعية للإرهاب فحسب، بل إن الحرس الثوري الإيراني يشارك بشكل كبير ويمول ويشجع الإرهاب كأداة للحكم”.

وتعد هذه المرة الأولى التي يصنف فيها جيش نظامي منظمة إرهابية.

وقال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إن القرار يدخل حيز التنفيذ خلال أسبوع.

وقد سبق أن أدرجت الولايات المتحدة عشرات الأشخاص والجهات التي تنتمي للحرس الثوري على قائمة الإرهاب.

وقال ترامب “إن الحرس الثوري هو الوسيلة الأساسية للحكومة الإيرانية لتوجيه وتطبيق حملتها الإرهابية العالمية”.

وأضاف “هذا التصنيف يوضح بشكل قاطع مخاطر التعامل ماليا أو تقديم الدعم بأي صورة للحرس الثوري الإيراني، لذا فإن كل من لديه تعامل مالي مع الحرس الثوري يكون راعيا وممولا للإرهاب”.

الرد الإيراني:

قدم وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف اقتراحا للرئيس حسن روحاني، بإدراج القوات الأمريكية العاملة في منطقة غرب آسيا على قائمة إيران للمنظمات الإرهابية، وذلك ردا على تصنيف أمريكا “الحرس الثوري” منظمة إرهابية.

وأعلنت الخارجية الإيرانية أن وزير الخارجية محمد جواد ظريف قدم اقتراحا للرئيس حسن روحاني، لإدراج القيادة المركزية الأميركية العاملة غرب آسيا على قائمة المنظمات الإرهابية لإيران، عقب إعلان الولايات المتحدة الأميركي إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية.

وذكر بيان للخارجية الإيرانية في أن ظريف قال في رسالة إلى روحاني ورئيس الأمن القومي علي شمخاني “وفقا للدعم السري الذي قدمته القوات الأميركية للجماعات الإرهابية في المنطقة، ووفقا لانتهاكات القوات الأميركية لحقوق الإنسان في المنطقة، أقترح على المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إدراج القيادة العسكرية الأميركية في منطقة غرب آسيا على قائمة المنظمات الإرهابية للجمهورية الإسلامية الإيرانية”.

نشأة الحرس الثوري

تأسس الحرس الثوري الإيراني في أعقاب الثورة الإيرانية عام 1979، بقرار من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية وقتها، الامام الخميني، وذلك بهدف حماية النظام الناشئ، وخلق نوع من توازن القوى مع القوات المسلحة النظامية.

فبعد سقوط الشاه، أدركت السلطات الجديدة، أنها بحاجة إلى قوة كبيرة تكون ملتزمة بأهداف النظام الجديد والدفاع عن “قيم ومبادئ الثورة”.

وسن النظام الثوري قانونا جديدا يشمل كلا من القوات العسكرية النظامية، وتُناط بها مهمة الدفاع عن حدود البلاد، وحفظ الأمن الداخلي، وقوات الحرس الثوري (الباسدران) وتكلف بحماية النظام الحاكم.

أما على أرض الواقع، فقد تداخلت أدوار القوتين المذكورتين على الدوام، فالحرس الثوري مثلا يقوم أيضا بمهام المساعدة في حفظ النظام العام، ويعزز باستمرار من قوته العسكرية، والبحرية، والجوية. ومع مرور الوقت تحول الحرس الثوري إلى قوة عسكرية، وسياسية، واقتصادية كبيرة في ايران.

ويُقدَّر عدد أفراد الحرس الثوري بنحو 125 ألف عنصر، ولديه قوات أرضية، بالإضافة إلى وحدات بحرية وجوية، ويشرف على أسلحة إيران الاستراتيجية.

نفوذ واسع

يتبع الحرس الثوري للمرشد الأعلى الذي يشغل منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة في البلاد، واستخدم المرشد سلطته لبسط نفوذ وتعزيز قوة الحرس، وذلك من خلال تعيينه العديد من عناصره السابقين في مناصب سياسية رفيعة.

ويُعتقد أن الحرس يسيطر على حوالي ثلث الاقتصاد الإيراني، وذلك من خلال تحكمه بالعديد من المؤسسات والصناديق الخيرية والشركات التي تعمل في مختلف المجالات.

وهو ثالث أغنى مؤسسة في إيران بعد كل من مؤسسة النفط الايرانية، ووقف الإمام رضا، وهو ما يمكن الحرس من استقطاب وتجنيد الشبان المتدينين بمنحهم رواتب مغرية.

الدور الخارجي

على الرغم من أن عدد عناصر الحرس الثوري يقل عن عدد قوات الجيش النظامي، إلا أنه يُعتبر القوة العسكرية المهيمنة في إيران، ويتولى العديد المهام العسكرية الكبيرة في البلاد وخارجها.

وفقد الحرس بعض كبار قادته خلال الحرب في سوريا أثناء القتال إلى جانب القوات الحكومية السورية، وكان أبرزهم اللواء حسين همداني، قائد قوات الحرس في سوريا، خلال المعارك في ريف حلب.

كما يُعتقد أن الحرس الثوري يحتفظ بعناصر له في السفارات الإيرانية عبر العالم، إذ يُقال إن هذه العناصر هي التي تقوم بتنفيذ العمليات الاستخباراتية، وتساهم في تقديم الدعم لحلفاء إيران في الخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى