منوعات

لماذا لا نصدق حقيقة إعجاب الآخرين بنا؟

هذه النصائح تجعلك متحدثًا جيدًا

psychology today

ترجمة: ماري مراد

جميعنا مرننا بتجربة أننا خرجنا من محادثة مع شخص نتعرف عليه للمرة الأولى ويبدو مثيرًا للاهتمام، متساءلين ما إذا كان الطرف الآخر أُعجب بنا بقدر إعجابنا به. وفي كثير من الأحيان، ينتهي بنا الأمر بالشعور بفقدان الثقة وافتراض أننا تركنا انطباعًا سلبيًا من خلال: التحدث أكثر من اللازم، أو عدم التحدث بما فيه الكفاية، عدم التصرف لتبدو واضحًا وذكيًا.

وكما هو واضح، من المرجح أنك قاس جدًا على نفسك.

عرف الباحثون شيئًا يُدعى “فجوة الإعجاب”: ميلنا إلى تقليل من شأن إعجاب الآخرين بنا بعد المحادثة الأولى.

ونشرت عالمة النفس إيريكا بوثبي وزملاؤها مؤخرًا سلسلة من خمس دراسات أُجري فيها غرباء محادثات مع بعضهم البعض، ثم قيموا مدى إعجابهم بشريكهم في المحادثة، وكذلك مدى اعتقادهم فأن شريكهم أعجبهم مرة أخرى. ووجد الباحثون، بشكل متكرر، أن الأشخاص قالوا إنهم أعجبوا بشريكهم أكثر مما اعتقدوا بأنه أعجب بهم، ووجدوا أيضًا أن المحادثات أكثر متعة مما اعتقد شريكهم.

هذا الاستنتاج حدث في مواقف معملية وكذلك ورش عمل واقعية حضرها أشخاص أرادوا معرفة “كيفية التحدث إلى الغرباء”، وكان التأثير واضحا بشكل خاص بين الأشخاص الذين سجلوا درجات عالية من الخجل.

من الواضح من دراسات بوثبي أن المشكلة كانت نتيجة الفشل في القراءة الصحيحة للإشارات التي يُرسلها الشريك خلال المحادثة، لأن الأفراد الذين شاهدوا أشرطة الفيديو الخاصة بالمحادثات كانوا قادرين على الحكم بدقة على درجة الإعجاب بين الشريكين، أفضل من المشاركين في المحادثة أنفسهم. إذن ماذا يحدث؟

المحادثات أمر مضحك:

المحادثات مع شخص جديد قد يصعب قيادتها. فقد يكون الطرف الآخر لم يفهم بعد حس الفكاهة لديك (أو افتقارك إليه)، كما أنك والطرف الآخر لا تعرفان كم المعرفة المشتركة بينكما ومدى التوافق في مواقفكما. ونتيجة لذلك، تصبح المحادثة “رقصة” فيها يسعى الطرفان إلى رد فعل لمساعدتهما في إدارة الارتباك بينهما.

وتصف بوثبي المحادثات بـ”مؤامرات الأدب” وفيها يتقيد الأشخاص بالأعراف الاجتماعية وتقديم نسخ مرغوبة اجتماعيًا من أنفسهم. ولا حاجة لقول إن المحادثات التي تضم أكثر من شخصين تصبح أكثر تعقيدًا.

وتتطلب المحادثات أن نوازن بنجاح قوى “الدفع” التي تفصل الناس وقوى “الجذب” التي تجمعهم معا. من ناحية، نحن نريد معرفة أن الشخص الآخر ونحن نريد أن نحظى بإعجاب بعضنا البعض (قوى الجذب) وفي نفس الوقت ربما نخشى الرفض الاجتماعي أو الكشف عن الكثير، ما قد يتركنا في موقف ضعيف (قوى الدفع).

في محادثات مثل هذه، يمكن لبعض المصائد النفسية الاجتماعية الأخرى، مثل “تأثير تسليط الضوء” أن تقودنا إلى النقد الذاتي الشديد. ويحدث “تأثير تسليط الضوء” حينما نبالغ في تقدير مدى تركيز الآخرين علينا، لا سيما في ما يتعلق بأوجه القصور لدينا. نحن نلوم أنفسنا بخصوص كل العيوب الجسدية، وكل سؤال غريب، وكل مزحة سخيفة ونعتقد بأن الأشخاص الآخرين يتذكرون هذه الأشياء بشكل أكثر وضوحًا ويحاكموننا بشكل أكثر قسوة مما يفعلون في الواقع.

إذن فأن تكون على دراية بتأثير تسليط الضوء يمكن أن يساعدك على أن تكون مرتاحًا في المواقف الاجتماعية وتجعلك أكثر راحة في المواقف الاجتماعية وراحة في التعامل مع الآخرين.

وتوصلت بوثبي وزملاؤها إلى أن الأشخاص الآخرين الذين نتحدث معهم يوصلون في حقيقة الأمر مدى إعجابهم بنا، سواء شفهيًا أو غير لفظي، لكن خوفنا من الإحراج، وانشغالنا بتفاصيل العرض الذاتي يحضر، ما يجعلنا نفقد الإشارات ذاتها التي نأمل أن نراها.

لتصبح متحدثًا جيدًا، عليك قراءة ما يشعر به الآخرون تجاهك. وقد يكون قبول “فجوة الإعجاب” أول خطوة جيدة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى