مجتمع

معركة بيانات أزهرية حول التحرش الجنسي.. والمشيخة تنتصر “للإدانة المطلقة”

العدد الجديد من مجلة الأزهر يصدر بعنوان "ليست مستباحة"

هذه أبرز النقاط التي جاءت في بياني مشيخة الأزهر ومركز الأزهر للفتوى الإلكترونية

زحمة

جدل واسع أحدثه تعارض بياني مشيخة الأزهر، ومركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، حول ظاهرة التحرش الجنسي، بسبب الخلاف حول أسباب الظاهرة.

ففي الوقت الذي أصرّت فيه مشيخة الأزهر من خلال بيانها المنشور عبر بوابته الرئيسية، على أنه لا يمكن وضع أي تبرير للتحرش والمتحرشين وأن “تجريم التحرش والمتحرش يجب أن يكون مطلقا ومجردا من أي شرط أو سياق“، خرج بيان مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بعده بعدة ساعات ليضع ستة أسباب للتحرش تتمثل في “ضعف الوازع الديني والدافع الأخلاقيّ. والإهمال الأسَري للأبناء في التربية السليمة. ومشاهدة المثيرات الجنسية على شاشات التلفاز والإنترنت، في وقت سهُل فيه الوصول لهذه المواد الخبيثة الرَّديئة التي تهدم المجتمعات ولا تبنيها. وغيابُ العقوبات الرادعةِ لهؤلاء المُعتدين؛ فمَنْ أَمِنَ العقوبةَ أساءَ الأدب. وسلبيَّةُ المجتمع في كثيرٍ من المواقف التي يجب أن يكون له فيها دورٌ واعٍ يخشاه أصحابُ الأخلاق الفاسدة، والنوايا السيئة. والاختلاط مع التبرُّجُ وما له من أثرٍ في وجود التحرُّشِ“. ثم ما لبث أن تم حذف البيان.

اقرأ أيضًا: الأزهر يصدر بيانًا حول “تبرير التحرش”

كانت مشيخة الأزهر أصدرت بيانها بفتوى “تبرير التحرش” أول أمس الإثنين، ونص على أن “تجريم التحرش والمتحرش يجب أن يكون مطلقا ومجردا من أي شرط أو سياق، فتبرير التحرش بسلوك أو ملابس الفتاة يعبر عن فهم مغلوط؛ لما في التحرش من اعتداء على خصوصية المرأة وحريتها وكرامتها، فضلا عما يؤدي إليه تفشي هذه الظاهرة الموبوءة من فقدان الإحساس بالأمن، والاعتداء على الأعراض والحرمات”. بعدما أوضح أن “البعض سعى لجعل ملابس الفتاة أو سلوكها مبررا يسوغ للمتحرش جريمته النكراء، أو يجعل الفتاة شريكة له في الإثم”.

ودعت المشيخة في ختام بيانها إلى تفعيل القوانين التي تجرم التحرش وتعاقب فاعله، كما دعا المؤسسات المعنية إلى رفع الوعي المجتمعي بأشكال التحرش وخطورته، والتنفير من آثاره المدمرة على الأخلاق وخدش الحياء، خاصة التحرش بالأطفال.

لكن في اليوم التالي، الثلاثاء، أصدر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، التابع لمشيخة الأزهر، بيانًا آخر، كأنه رد على بيان المشيخة ناقش فيه ظاهرة التحرش وعدد فيه ستة “أسباب” لها، بعدما ورشة عقدها المركز لمناقشة ظاهرة التحرش وكيفية مواجهتها.

وعلى الرغم من أن صفحة المركز الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” حذفت هذا البيان لاحقًا، فإن الساعات التي قضاها البيان على الصفحة، وتداوله بكثافة عبر منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، كانت كفيلة بإحداث حالة من الجدل الواسع حول البيان، وبعض التفاوت في تقدير الظاهرة وتبريرها بينه وبين بيان مشيخة الأزهر الذي سبقه بنحو 24 ساعة فقط في الصدور.

إذ نص البيان المحذوف على أنه “ونحن إذ نُدين الشباب فإننا لا نُخْلي الفتاةَ من المسؤولية؛ رغم إدراكنا أن المتحرّش لا يُفرّق بين متبرِّجة أو غير متبرّجة؛ إلّا أن التبرج أدعى لوجود هذه الظاهرة”.

لكن اليوم الأربعاء، صدر العدد الجديد من مجلة صوت الأزهر، وعلى صدر غلافها عنوان “ليست مستباحة”، ومعه عنوان شارح “الأزهر ينتصر لكرامة المرأة. التحرش إشارة أو لفظًا أو فعلًا جريمة وإثم وانحراف” ليعيد التأكيد ثانية على ما تضمنه بيان مشيخة الأزهر.

وعنوان فرعي لاحق “ملابس المرأة ليست مبررًا للاعتداء على خصوصيتها وحريتها.. والحل في تفعيل القانون والتجريم والعقاب الرادع.. وعدم إظار المتحرش إعلاميًا بشكل يشجع الآخرين على تقليده”.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى