منوعات

متى يؤمن الناس بنظرية المؤامرة؟

متى يؤمن الناس بنظرية المؤامرة؟

تايم – ماندي أوكلاندر – ترجمة: محمد الصباغ

نشرت دراستان جديدتان في (The Journal) تتعلق بنظريات المؤامرة، ويقول جان ويليام فان برويخين، المدرس المساعد بجامعة VU  بأمستردام إنه بدأ في العمل على دراسته لستة أعوام، وقال: ”عندما بدأت كان ما جعلني مندهشاً هو عدد الأشخاص الذين يؤمنون بنظريات مؤامرة محددة“.

تظهر نظريات المؤامرة غالباً خلال فترات الخوف وعدم اليقين مثل التي تحدث بعد عمليات إرهابية أو أزمات مالية أو موت شخصيات مشهورة أو الكوارث الطبيعية. وكانت دراسات سابقة قد أكدت أنه لو شعر الناس بعدم سيطرتهم على موقف ما، فسيحاولون فهم و معرفة ما حدث. ويقول فان برويخين: ”تقودهم محاولاتهم للفهم إلى ربط النقاط ببعضها وقد لا تكون ذات علاقة في الواقع“.

وأشار بوريخين وفريقه إلى أن العكس قد يكون صحيحاً أيضاً: الإحساس بالقدرة على التحكم بالأمور يحمينا من الاعتقاد في نظريات المؤامرة. في إحدى الدراسات، قام الباحثون بتقسيم 119 شخصاً إلى مجموعتين، وطالبوا المجموعة الأولى بتدوين الأوقات التي كانوا فيها متحكمين بالأمور بشكل كامل، وأخبروا المجموعة الثانية أن تدون الأوقات التي شعروا فيها بأنهم لا يسيطرون على شىء. (أعطى ذلك أحد المجموعتين شعوراً بالقوة، بينما الأخرى شعرت بأنها بدون مساعدة.)

بعد ذلك قام الباحثون بمتابعة سلوكيات المجموعتين تجاه فشل مفاجىء لمشروع إنشاء مساكن بمدينة أمستردام. واعتقد الكثير منهم أن الأمر مؤامرة من جانب مجلس المدينة. لكن عندما تم إخبارهم أنهم قادرون على السيطرة كانوا أقل اعتقاداً بأن الحكومة قد تقوم بهذا الفعل الشيطاني.

يقول بوريخين: ”وجدنا أنه إذا أعطينا الناس شعوراً بالسيطرة أو القدرة على التحكم فسيكونون أقل ميلاً إلى الإيمان بنظرية المؤامرة، فإعطاء الأشخاص هذا الشعور يجعلهم أقل ريبة وتشككاً في العمليات الحكومية“.

أما التجربة الثانية فكانت تركز على بيانات الاستقصاء من منظور الأمريكيين تجاه المشكلة التي حدثت في الشهور الأخيرة لعام 1999، وهي مشكلة الألفية أو (Y2K). قال بوريخين: ”كلما خاف الناس من الألفية عام 1999، كلما كان محتملاً أن يؤمنوا بنظريات المؤامرة الأخرى من اغتيال كينيدي إلى إخفاء الحكومة لوجود كائنات غريبة“.

دعمت تلك النتائج بيانات مجموعة أخرى العام الماضي، وجدت أن 37% من الأمريكيين الذين تم احصائهم يعتقدون بأن إدارة الغذاء والدواء تمنع متعمدة عن العامة علاج السرطان الطبيعي خدمة لشركات الأدوية.

من الصعب تغيير هذه المعتقدات لكن بإعطاء الناس شعور بالقدرة على السيطرة قد يساعد ذلك في إبعاد بعض الأفكار التآمرية. ويؤكد بوريخين ”لا شك في أن الثقافة لها تأثير في ذلك، لكن أعتقد أن جوهر نظرية المؤامرة هو شئ موجود في الطبيعة البشرية. فالناس لديهم ميل طبيعي إلى الشك في مجموعات تمتلك القوة وقد تكون عدائية“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى