سياسةمجتمع

كاتب أميركي: أديان الوحي مصدر الديكتاتورية

الإسلام واليهودية والمسيحية وكل دين قائم على الوحي هو مصدر الديكتاتورية في رأي الأمريكي رونالد ليندساي مؤلف “ضرورة العلمانية

n-MOSES-large570

رونالد أ. ليندساي – هافنجتون بوست

ترجمة – محمود مصطفى

موسى الآن أكبر، فيلم ضخم اسمه “سفر الخروج: آلهة وملوك” سيصدر قريباً ليعظّم دوره في قيادة العبرانيين القدامى إلى الحرية بمساعدة ليست بالهينة من الله. وفقط قبل أسبوع، وافق مجلس ولاية تكساس للتعليم على كتب دراسية تمجد الأثر المزعوم لموسى على الدستور الأمريكي وقريباً سيخبروننا بأن كان من أوائل النسويين والمدافعين عن حقوق الإنسان.

لن أناقش قصة سفر الخروج فهي أسطورة بطولية ليست غريبة عن قصص الإغريق والرومان حول هرقل وإينياس أو الأبطال الآخرين. إذا كنت تريد أن تصدق بأن الله سيذبح آلافاً من الأطفال الأبرياء ليعاقب حاكماً على قراراته إذاً فأنت على الأرجح ميال إلى تصديق وباء من الضفادع.

أنا مهتم أكثر بالأثر المزعوم لموسى على الدستور، فهذا ادعاء كاذب بشكل شنيع فالمؤرخون جميعاً يرفضون هذه الفكرة. تأثر الآباء المؤسسين بشكل أساسي بجون لوك وفلاسفة سياسيين آخرين وعلاوة على ذلك فإن الإسرائيليين القدامى خضعوا لملكية دينية ولم يكونوا مواطنين في بلد ديمقراطي، وليس هناك الكثير من النقاش حول قبول المحكومين أو فصل السلطات في الإنجيل العبري.

المثير للسخرية على وجه الخصوص حول تلك المزاعم الكاذبة عن تأثير موسى على الدستور هو أن كل الأديان المبنية على الوحي، ويضم ذلك اليهودية والمسيحية والإسلام والمورمونية ومعتقدات أخرى، هي بالطبيعة ضد الديمقراطية.

من يؤمنون بالوحي يؤمنون بأن الله نقل معلومات هامة عن مصير البشر وعن السلوك القويم للبشر عبر أفراد قليلون مختارون. وعندما يقول الناس إن الله قدم أساسات لتفكيرهم الأخلاقي فإن ما يقولونه حقاً هو إن موسى أو عيسى أو محمد أو جوزيف سميث أو شخصاً آخر وضعوا ثقتهم فيه قدم لهم أساسات التفكير الأخلاقي، بالرغم من أنه في معظم الحالات لا يكون لهم أي اتصال بهذا الشخص الذي رحل منذ زمن بعيد. الله لا يتحدث إلينا إلا من خلال الأنبياء.

بالتأكيد يمكنك أن تزعم أنك تحدثت إلى الله في صلواتك، لكن إن أردت أن تظل عضواً في أحد الاديان الكبرى لا يمكنك أن تزعم أن الله أمدك بوحي يتناقض مع آراء الأنبياء المتفق عليهم في ديانتك. فإذا كنت مسلماً، جرب أن تناقض محمدا وانظر ماذا سيحدث.

إذا كنت يهودياً أو مسيحياً أو مسلماً أو من المورمون وكنت مخلصاً إذاً عليك أن تقبل بأن الله لا ينقل أية معلومات هامة إلا من خلال وسيط وهم أنبياء قليلون. بكلمات أخرى، هناك نظام طبقي معرفي وهرمي متزمت متوارث في أديان الوحي.

قلة من الناس كانوا على اتصال مباشر بالله وعلى دراية بخططه وتعاليمه، أولئك هم  من يقول لنا بماذا نؤمن وماذا نفعل، ثم هناك بقيتنا، المليارات، الذين عليهم فقط أن يسايروا ذلك.

وبالطبع فإن الحيلة الأهم لهذا النظام الغرائبي عدو الديمقراطية هو أن الوحي يتعارض مع بعضه البعض. على المرء أن يختار بين موسى متحدثاً إلى شجيرة محترقة وبين محمد يتلقى الكلمة من جبريل في مناماته وجوزيف سميث يجد الحكمة في قاع قبعته وبين آخرين. لاحقاً قد يستعير وحي من وحي أقدم لكن كل هذا الوحي غير متسق.

هناك طريقة أفضل، بالتأكيد، لتحديد كيف يجب أن يكون سلوكنا وما القوانين التي يجب أن نتبناها ونتبعها، هذه الطريقة هي الديمقراطية. إذا كان لمعاييرنا الأخلاقية ولقوانينا أن تخدم المصالح البشرية، وما الفكرة إن كان خلاف ذلك؟ إذاً يحتاج البشر إلى الحديث إلى بعضهم البعض وأن يفكروا سوياً.

نحن لا نستطيع ولا يجب أن نعتمد على أنبياء مفترضين ليقولوا  لنا ماذا نفعل؛ يجب أن نعرف هذا بأنفسنا.

اسم الفيلم الملحمي الجديد عن موسى “سفر الخروج: آلهة وملوك” يقول من دون قصد شيئاً مهماً حول وضع الإنسان، خلال طفولة البشرية اعتمدنا على الآلهة والملوك ليديرون أمورنا.

مثلت أساطير الأديان المتنوعة الذريعة للحكم الديكتاتوري من قبل حكام سلطويين (والمحزن أنهم لا زالوا يفعلون ذلك في بعض أنحاء العالم).

آنالآوان لننضج ونقبل مسئوليتنا في حكم أنفسنا بدون الاستعانة المريبة بالأنبياء والوحي الإلهي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى