سياسة

هاآرتس: تبرئة مبارك تنهي شعار “الجيش والشعب إيد واحدة”

هاآرتس الإسرائيلية:  تبرئة مبارك في محاكمة القرن نهاية لشعار “إيد واحدة”، وللنظر إلى القضاء كصاحب شرعية مستقلة

2321624915

تسفي بارئيل – هاآرتس

ترجمة – محمود مصطفى

“براءة.. فعلًا الشعب هو اللي كان بيصدر الغاز لإسرائيل، وهو اللي أمر بقتل المتظاهرين وهو اللي سرق فلوس الشعب نفسه، وهو السبب في الجهل والفقر والمرض والفساد!! أقولك.. الشعب هو اللي أكل الجبنة،” هكذا سخرت سلمى صباحي، ابنة حمدين صباحي المرشح السابق لرئاسة مصر، على صفحتها بـ”فيسبوك” من “محاكمة القرن”: محاكمة الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك.

بالرغم من أنه سيواصل قضاء عقوبة السجن ثلاث سنوات في جرائم أخرى، إلا أن مبارك تمت تبرئته في محاكمة الثورة، لم يكن الرجل ذو الست وثمانين عاماً يحاكم على أعوامه التي تخطت الثلاثين في السلطة ولا على قمعه لحرية الرأي ولا انتهاكاته لحقوق الإنسان ولا فساد حكومته فليست هناك قوانين ضد هذه الأشياء في القانون المصري.

مبارك كان يحاكم على جرائم محددة: بيع الغاز الطبيعي لإسرائيل وأمر الشرطة المصرية بقتل المتظاهرين خلال الأيام الأولى للثورة في 2011. مات قرابة 850 شخص خلال تلك الأيام من أواخر يناير وأوائل فبراير 2011 إلا أن المحكمة قضت في 239 من حالات الوفاة فقط.

قبل عامين، حُكم على مبارك بالسجن المؤبد بهذه التهم لكن محكمة الاستئناف ألغت الحكم بسبب “خطأ تقني” في إقامة الدعوى وأمرت بإعادة المحاكمة. والآن يظل متبقياً أن ننظر إذا ما كانت النيابة ستستأنف ضد التبرئة.

على الأرجح ستكون لتبرئة مبارك تبعات بعيدة المدى، وبينما يتمتع أنصار مبارك بالفرحة تغضب المعارضة التي تضم الكثير من قيادات التظاهر. لكن ليس هناك ، مع ذلك، توقعات بأن  تحتدم التوترات في شكل مظاهرات عنيفة أو اشتباكات مع حكومة عبد الفتاح السيسي سواءً في الشوارع أو على صفحات الجرائد. وهذا لأن أياً  كان من يحارب إرهاب الإخوان المسلمين، بمن فيهم مبارك الذي حاربهم في السابق، يعتبر “محبوب الوطن.”

مبارك الذي كان إسقاطه رمزاً لانتصار حركة الاحتجاج  وكان من المقصود أن تكون محاكمته رمزاً ليس فقط لنهاية نظامه ولكن لنهاية الاستبداد الذي بدأ من عام 1952، سيصبح الآن على الأرجح رمزاً لاستئناف هذا الاستبداد.

حكم المحكمة شمل أكثر من 1400 صفحة، لكن نفس النظام القضائي الذي كانت له شرعية شعبية نسبية ففي عهد مبارك وازدادت تلك الشعبية بشكل طفيف بعد ذلك أصبح الآن يرى على أنه جزء لا يتجزأ من المنظومة.

البنود الفنية القانونية والقضائية المستخدمة لن تخفي الرابط الذي يراه الناس بين القصر الرئاسي الذي يشغله السيسي الآن وبين سرير المستشفى الذي يرقد عليه مبارك. بكلمات أخرى، جنرال برأ جنرالاً آخر ورئيس برأ سلفه.

“اليوم يوم العودة إلى ما قبل 25 يناير، ويا ثوار يناير القابضين على جمر الثورة إننا على عهدنا لا نعرف الطريق الذي سينتهجه الآخرون، ولكن بالنسبة لنا، إما الحرية والقصاص أو الموت،” كان ما كتبته حركة شباب 6 أبريل (الجبهة الديمقراطية) على صفحتها بـ”فيسبوك” وهي إحدى الحركات القائدة للثورة والتي حظر القضاء أنشطتها.

قرار المحكمة، إذا بقي كما هو بعد الاستئناف، يعفي السيسي من مأزق عفو محتمل كان متوقعاً إذا ما أدين مبارك. لكن مع تبرئة حبيب العادلي وزير داخلية مبارك والذي أشرف على فض التظاهرات، سيريد الشعب أن يعرف أين يختبأ المذنبون.

من غير المرجح أن يتم تقديم تفسيرات وبذلك ستستمر محاكمة القرن في إضافة المزيد من مشاعر الإحباط، وهو ما سيعطي متنفساً جديداً للحركات الثورية قبيل الانتخابات البرلمانية المتوقع إجراؤها العام المقبل.

لكن على النقيض من الأيام الأولى للثورة وبعد تبرئة مبارك، من الصعب أن تهتف المعارضة وقادة الثورة “الجيش والشعب إيد واحدة” مجددا،  فالجيش الآن لديه الرئيس،  وهو يستطيع أن يبقي ميدان التحرير خالياً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى