سياسة

لوس أنجلوس تايمز: “كوب الشاي” يؤكد عدم تغير الشرطة المصرية

لوس أنجلوس تايمز: اعتاد رجل الشرطة الحصول على مشروباته دون مقابل

لوس أنجلوس تايمز- عمرو حسن
ترجمة- محمد الصباغ

بدأت آخر واقعة لانتهاكات جهاز الشرطة في مصر بكوب من الشاي، وفقاً لشهود عيان أدلوا بشهادتهم أمام السلطات، فقد اعتاد رجل الشرطة الحصول على الشاي من بائع جوال دون مقابل.

في يوم الخميس، ذكرت السلطات أنه عندما طلب البائع أخيرا من أمين الشرطة أن يدفع المقابل، سحب الشرطي سلاحه وقتله في وضح النهار بضاحية القاهرة الجديدة.

أطلق الشرطي الغاضب ثلاث رصاصات من سلاحه وأصاب اثنين آخرين، وحطمت الحشود الغاضبة سيارة الشرطة لمنعه من الهرب، ثم ألقي القبض عليه بعد ذلك.

وانتشر بعدها مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي لكثير من الأشخاص يتجمعون في مكان الحادث يبدو عليهم الغضب الشديد.

كانت العديد من تلك المشادات التي يتورط فيها رجال شرطة قد وقعت خلال الشهور الماضية، مع اتهام ضباط بالتحرش والاغتصاب والابتزاز وقتل المواطنين.

ورغم أن وزارة الداخلية كانت على علم بأعداد الحالات التي تناولتها وسائل الإعلام المحلية ويقوم فيها رجال الشرطة بانتهاكات، فإن كبار المسؤولين عادة ما وصفوا تلك الاعتداءات بأنها حالات فردية، وأضافوا كتفسير، أن الضباط ذوي الرتب الصغيرة لا يتلقون نفس التدريبات والبرامج التي يتلقاها رؤساؤهم.

وكرد فعل على عملية القتل الثلاثاء، أصر اللواء مجدي عبد الغفار، وزير الداخلية، على أن أفعال أحد رجال الشرطة لا تؤثر على “الجهود والتضحيات” التي يقوم بها أغلب الضباط لحفظ الأمن والاستقرار. وأضاف: “أي شرطي يرتكب خطأ يتم تحويله فوراً إلى أجهزة التحقيق”.

خلال هذا الشهر، حُكم على شرطي آخر بالسجن مدى الحياة بعد إدانته بقتل مواطن في القاهرة فبراير الماضي.

ووفقاً لحكم المحكمة، فقد رفض ضابط الشرطة مصطفى محمود عبد الحسيب أن يدفع للسائق مقابل عملية نقل الأثاث، وأخرج عبد الحسيب سلاحه وأطلق الرصاص بالخطأ عند اندلاع المشاجرة بينهما.

تسببت الواقعة في غضب مئات المواطنين وتجمعهم أمام مديرية أمن القاهرة وتظاهروا لساعات ضد عملية القتل.

لكن الكثير من ضحايا الشرطة الآخرين أقل حظا في الوصول بقضيتهم إلى حكم عادل.

كما تسببت أفعال شرطي آخر في إضراب على مستوى البلاد وتظاهرات لآلاف من أعضاء نقابة الأطباء المصرية، في فبراير، بعدما تعدى على طبيبين بمستشفى عام بعد رفضهما التعامل معه قبل إنهاء حديثهما مع مرضى آخرين.

وقال خالد فهمي، الأستاذ بالجامعة الأمريكية الذي كتب حول تاريخ الشرطة المصرية، إن وزارة الداخلية بشكل عام تتسامح مع استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين.

وأضاف فهمي على صفحته الرسمية بفيسبوك: “لسنوات قلنا إن ثقافة رجال الشرطة مبنية على: افعل ما يحلو لك وستحميك الوزارة”، في إشارة إلى حادثة القتل التي كانت بالأمس، والأخرى التي كانت في شهر فبراير.

وأكمل: “لا يعني ذلك أن هناك ضباط شرفاء، لكن الثقافة السائدة في الوزارة أقوى من الضباط الشرفاء. لا يمكن أن يكون من سبيل الصدفة أن اثنين من صغار رجال الشرطة يقتلان رجالا أبرياء فقط لأن الضحايا طالبوا مقابلا ماديا نظير الخدمات التي يقدمونها للضباط”.

تأتي عمليات القتل الأخيرة وسط انتقادات متزايدة تواجهها أجهزة الأمن المصرية بعد تعذيب وقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، في شهر يناير الماضي.

قالت السلطات إن رجالا انتحلوا صفة رجال شرطة وهاجموا ريجيني، ونفت علاقتها بوفاته.

قال المنتقدون والحكومة الإيطالية إن السلطات المصرية أعاقت جهود التحقيق وأخفت معلومات حول عملية القتل، فقررت الحكومة الإيطالية سحب سفيرها من مصر للتشاور حول القضية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى