اقتصادسياسة

بلومبرج: السيسي يموّل الاقتصاد “بالتبرعات”..ومواطنة: لم يتبق إلا أن نتوقف عن الأكل

مواطنة تسأل: ماذا ستفعل الحكومة بهذه الأموال؟..  منذ عام وهم يطالبوننا بالتضحية.. الشيء الوحيد المتبقي أن نتوقف عن تناول الطعام ولا نرسل أبنائنا للدراسة”

Sisi

بلومبرج بيزنس ويك – أحمد فتيحه وطارق الطبلاوي ترجمة: مصعب صلاح

نشر موقع “بلومبرج بيزنس ويك” الاقتصادي تقريرا عن سياسة جمع المساهمات  والتبرعات المالية من الشعب التي يتبعها الرئيس السيسي وحكومته لتمويل المشروعات الكبيرة في مصر. وقالت إن وزير الآثار المصري طلب من المصريين ان يضعوا أيديهم في جيوبهم لشراء تمثال أثري مصري عرضه متحف بريطاني للبيع. واعتبرت الموقع أن موقف الوزير المصري يتسق مع سياسة رئيسه عبد الفتاح السيسي حيث أصبحت هذه النداءات علامة مسجلة لسياساته. فقد جمع الجنرال السابق أكثر من 8 مليارات دولار لتوسيع قناة السويس عن طريق بيع شهادات الاستثمار للشعب، ويمكن أن يميل إلى تكرار الأمر ذاته.

وذكر “بلومبرج” أن السيسي يروج لسلسلة مما يسميه “المشروعات العملاقة لإحياء الاقتصاد المصري”، من توسيع قناة السويس، واستصلاح مساحات في الصحراء وبناء عاصمة جديدة شرق القاهرة، وتتساءل من الذي سيدفع لهذه المشروعات؟ في الوقت الذي تعاني فيه مصر من عجز في الميزانية هو أحد أكبر أزمات العجز الاقتصادي في المنطقة، والذي يقيد قدرتها على بيع المزيد من السندات. وتتطلع دول الخليج، التي دعمت السيسي خلال الاضطرابات التي شهدتها السنوات الأخيرة، لتقليص المساعدات، حيث أن تراجع النفط يضرب اقتصادهم.

وقال إدوارد كولان، رئيس فريق المحللين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز “بي ام أي” التابع لمجموعة فيتش في تصريح لبلومبرج: “التمويل ليس مشكلة”، وأضاف: “الوضع المالي المتردي في مصر لا يسمح للمزيد من الديون -سواء المحلية أو الدولية”.

ولهذا السبب يلجأ الرئيس إلى الشعب رغم أن متوسط الدخل للفرد حوالي 3000 دولار سنويًا في اقتصاد متعثر وسط اضطرابات سياسية. ارتفع عجز الميزانية أكثر من 10% من الناتج المحلي بعد ثورة 2011، واقتربت الديون من 100% من الناتج المحلي الإجمالي، واضطر البنك المركزي لاستهلاك السندات الاحتياطية من الجنيه.

وكانت هناك بوادر انتعاش في الآونة الأخيرة، حيث ارتفع النمو 4% في السنة المالية الماضية للمرة الأولى منذ عام 2011، وفقًا لصندوق النقد الدولي، بينما أبدى اقتصاديون في استطلاع لـ”بلومبرج” شعورا بالتفاؤل بحلول عام 2016.

ويرى الموقع الاقتصادي أن دول الخليج تشترك مع الرئيس عبد الفتاح السيسي في كراهية الإسلام السياسي، وهذا هو السبب الذي دفع السعودية وجيرانها لضخ مبلغ 30 مليار دولار منذ عزل عضو جماعة الاخوان المسلمون، محمد مرسي، من الرئاسة في منتصف 2013.

واتخذ السيسي مبدأ جمع التبرعات منذ وصوله للسلطة عام 2014، حيث انشأ صندوق “تحيا مصر”، الذي كان يستهدف في المقام الأول الأثرياء، حتى أنه أعلن عن تبرعه بنصف راتبه الشهري، الذى تبلغ قيمته 42 ألف جنيه في الصندوق. وقال السيسي وقتها لرجال أعمال مصريين في اجتماع معهم “والله لو معايا 100 مليار دولار مكنتش هفكر مرتين وهديهم لمصر”.

وقالت سوسن فؤاد، 41 عاما وأم لاثنين، لـ”بلومبرج” إنها أعطت صوتها للسيسي وغير مندهشة من طلبه المكرر للتبرعات، ولكنها تريد ان تعرف ماذا ستفعل الحكومة بهذه الأموال؟. وأضافت: “منذ عام وهم يطالبونا بالتضحية، ولا أدري ماذا يجب أن نفعل أكثر من ذلك. فالشيء الوحيد المتبقي أن نتوقف عن تناول الطعام ولا نرسل أبنائنا للدراسة توفيرا للنفقات”.

ووصفت “بلومبرج” مشروع قناة السويس الجديدة بأنه أكبر نجاح للسيسي في الاستفادة من التبرعات وإعطاء شيء في المقابل، ففي أقل من أسبوع اشترى المصريون شهادات استثمار قناة السويس بمبلغ وصل إلى 64 مليار جنيه مصري بفائدة 12% سنويًا مما دفع الشعب للإقبال عليها.

وأعرب الموقع عن احتمالية قيام السيسي بنفس الشيء لتمويل مشروع العاصمة الجديدة خاصة بعد انسحاب الشريك الإماراتي محمد العبار.

وعلى النقيض من ذلك، فإن الجهود المبذولة لجمع أموال لشراء تمثال الكاتب الفرعوني سخم كا، والمنحوتة منذ 4500 عامًا، لم تؤت بثمارها، حيث باع متحف نورثامبتون التمثال لجامع للتحف.

وتعليقًا على الأمر قالت مشيرة موسى، المتحدث باسم وزارة الآثار: “كان هناك أمل ضئيل لشراء التمثال، ولكن الآن ضاع منا للأبد”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى