منوعات

نزلت في مصر “بالغلط” .. أول امرأة طارت حول العالم

. ربة المنزل جيرالدين كانت أول امرأة تطير وحدها حول العالم.  قادت بالكعب العالي .ونزلت في  مطار عسكري مصري  بالخطأ.

صورة لجيري موك بجانب طائرتها بعد تلوينها

صورة  تم تلوينها لجيري موك بجانب طائرتهاا

دان سيويل – أسوشيتيد برس

ترجمة: منة حسام الدين

 قبل خمسين عاماً، خاضت جيرالدين أو كما يتم تسميتها “جيري موك”، مغامراتها التاريخية الممتعة لاستكشاف العالم.

تلك المرأة التى ولدت في مدينة نيوارك بولاية أوهايو، أصبحت بفضل مغامرتها أول امرأة تقود طائرة وتتجول بها منفردة حول العالم، مستخدمة طائرة ذات محرك واحد من طراز سيسنا 180، أطلق عليها اسم روح كولومبوس “Spirit of Columbus”.

طائرة “روح كولومبوس” هبطت في عاصمة ولاية أوهايو في السابع عشر من أبريل عام 1964، بعد أن طارت بها “جيري” لمسافة وصلت إلى 23 ألف كيلومتر في مدة استمرت 29 يوماً، اضطرت خلالها إلى التوقف في بعض الأماكن المحلية الغريبة مثل: جزر الأزور، والدار البيضاء، والقاهرة، وكالكوتا.

“تصفون رحلتي بالانجاز، لكني اعتبرها مجرد وسيلة للاستمتاع”، تقول “موك” عبر الهاتف في الذكرى الخمسين لرحلتها، هي تبلغ حالياً من العمر ثمانية وثمانين ، وتعيش في منزلها بمدينة صغيرة بشمال فلوريدا تسمى “كوينسي”.

جيري موك داخل طائرتها
جيري موك داخل طائرتها

” خائفة؟ دعونا لا نستخدم تلك الكلمة؟”، تضحك جيري وتضيف :” الطائرات صُنعت من أجل الطيران، وأنا كنت أثق بشكل كامل في طائرتي، لدي كمية كافية من الوقود، ومحرك جيد، إذن لا يتطلب الأمر سوى استخدام العقل”.

بعد 27 عاماً من اختفاء رائدة الطيران الأميركي وبطلة طفولة “موك”، أميليا إيرهارت في المحيط الأطلسي، بعد أن واجهت رحلتها العديد من اللحظات العصيبة، تقول عنها جيري موك :” أميليا إير هارت كانت مصدر إلهام لي، لكنها فعلياً لم تكن في ذهني خلال رحلتي”.

“موك” تذكرت أميليا إير هارت عندما لاحظت احتراق أحد أسلاك طائرتها عندما كانت تحلق فوق صحراء إحدى مناطق الشرق الأوسط، وهو الموقف الذي دفعها إلى فصل ذلك السلك من أجل تبريده تفادياُ لانتشار النار في الطائرة التي كانت محملة بالوقود الإضافي من أجل رحلتها.

واجهت جيري موك خلال رحلتها أيضاً مشكلات في مشغل الإذاعة والفرامل، فاضطرت للهبوط في برمودا، كما أدت سوء الأحوال الجوية إلى هبوطها اضطرارياً وعن طريق الخطا في مطار عسكري بالقاهرة ، وتقول جيري:” الجنود المسلحين قاموا بتوجيهي سريعاً إلى الطريق الصحيح المؤدي إلى مطار القاهرة الدولي”.

طائرة "روح كولومبيا"
طائرة “روح كولومبيا”

 “ربة البيت الطائرة”، هذا هو اللقب الذي حصلت عليه جيري موك وقت مغامرتها، فهي الوالدة التي لديها ثلاثة أبناء كانوا يدرسون علوم هندسة الطيران في جامعة “ولاية أوهايو”، وقامت بالطيران لعدة سنوات، وكانت خططت لرحلتها لمدة شهور بالتعاون مع صديق لها ينتمي لسلاح الجو، وعدد من خبراء الطيران والمسؤولين.

زوج جيري موك، والذي يدعى “راسل موك”، كان أيضاَ طيار يعمل في مجال الدعاية، وكان دوره في رحلة زوجته التاريخية هو المساعدة في جلب رعاة رسميين للرحلة وكان من بينهم صحيفة ” The Columbus Dispatch”.

كانت جيري قد أسرعت من خطتها لاستكشاف العالم على متن الطائرة بعدما علمت بأن جون ماريمان سميث، وهي أيضاً قائدة طائرة ذات خبرة، تستعد لبدء جولتها حول العالم، وبفضل التقارير التي أمدها بها زوجها “راسل” حول “سميث”، قررت جيري موك  الحد من عدد الأماكن التي ستقوم بزيارتها حتى تتمكن من إنهاء جولتها قبل جون ماريمان سميث.

لكن في وقت لاحق، التقت جيري موك بجون سميث أثناء حفل أقيم من أجل الاحتفال بانجازاتهن في مجال الطيران، وتقول جيري وصوتها يرتفع بالقهقهة :” تصافحنا باليد سريعاً ، وارتسمت على وجهينا ابتسامة وهمية تظاهرنا بها من أجل أن تحيي كلٌ منا الأخرى”.

وتضيف جيري التي حظيت أيضاً بتكريم من الرئيس الأميركي ليندون بينيس جونسون في البيت الأبيض، وظهرت في التليفزيون الأميركي المحلي:” كل شيء كان مثيراً جداً، فجأة أصبحت شديدة الانشغال، والجميع يريد التحدث معي”.

كتبت جيري موك كتاباً بعنوان “Three-Eight Charlie”، وهو المستمد اسمه من اللقب الذي كانت تطلقه على طائرتها، كما كانت أضافت  في وقت لاحق من حياتها العديد من الأرقام القياسية على صعيد سرعات الطيران، قبل أن تتلاشى شهرتها بتركيز أميركا على السباق الفضائي وظهور رائد الفضاء أوهيوان جون جلين، كأحد أبطال هذا السباق الفضائي، وأيضاً بعد ما شهدته أميركا من تغيرات اجتماعية خلال فترة الستينيات ومن بينها ظهور الحركة النسائية.

” لم يقل لي أي شخص أنني لن أستطيع أن أقوم بتلك الرحلة لأني امرأة”، توضح جيري موك التي كانت ترتدي بالفعل جونلة وبلوزة أثناء رحلتها الجوية، وكانت نزلت من الطائرة بعد هبوطها وفي قدمها حذاء ذو كعب عالي.

Spirit_1132

” ردود الأفعال التي واجهتني كقائدة طائرة عند هبوطي في السعودية، تراوحت بين الذهول والتكفير”، تقول جيري التي أكدت أنها تشعر بخيبة أمل بسبب عدم صنع فيلم عن رحلتها، وذلك على الرغم من الاحتفاء بها في عدة مناسبات، كإقامة معرض لانجازاتها في متحف الطيران والفضاء   الوطني ، فضلاً عن تصميم تمثال لها سيتم إزاحة الستار عنه الخميس المقبل في مطار كولومبوس الدولي.

من جانبها، اختارت مؤسسة “كولومبوس” “موك” أيضاً لتكون صاحبة أول جائزة تمنح تحت اسم “روح كولومبوس” للمجتمع المثالي. وقال دوغلاس كريدلر، رئيس المؤسسة ، والذي يساعد في تنظيم ذلك الحدث، إن الاحتفال بمرور خمسين عاماً على رحلة جيري التاريخية يعمل على تجديد القصة وتحديث وعي الناس، تجاه حدث قد يلهم الأجيال الحالية والقادمة.

جيري لن تتمكن من حضور ذلك الاحتفال بسبب مشكلاتها الصحية، لكنها قالت: “أنا مازلت هنا، وأتمنى أن تكون رحلتي درساً للكثيرين، فإذا كان  لديك حلم ما، اعمل على تحقيقه، ولا تدع الناس يخمدون عزيمتك ويمنعونك من المحاولة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى