مجتمع

أخطاء يرتكبها الآباء عندما يجادلون أطفالهم

أخطاء يرتكبها الآباء عندما يجادلون أطفالهم

Sad girl
Sad girl

تايم- Eric Barker

ترجمة وإعداد- فاطمة لطفي

كيف تتعامل مع الأطفال الذين يصعب السيطرة عليهم؟

يرتكب الآباء عادة خطأ عندما يبدؤون أي جدال مع الأطفال، يجعل من أي محادثة بينهما تنتهي بشكل سيئ، أين الخطأ إذن؟

بداية لا تتجاهل مشاعر أطفالك، فعندما يقوم الآباء بتجاهل مشاعر أبنائهم عادة ما ينتهي الأمر ببكاء وصراخ وهيستيريا من جانب الأطفال.

محاولة تقويم سلوك أبنائك لا يعني أن ترفض مشاعرهم أو أن تطلب منهم أن لا يظهروها، أنت كشخص بالغ هل تتوقع من طفل أن يملك القدرة على التحكم في مشاعره؟ هل يمكنك أن تطلب من شخص غاضب أن يهدأ؟ لا أعتقد بأن هذا سيكون سهلا على شخص بالغ ما بالك بطفل.

هذا عدد من الخطوات التي أقرها عدد من اختصاصيي التربية من شأنها أن تساعد الآباء أن يتعاملوا مع الأطفال الذين يصعب السيطرة عليهم.

1) استمع إليهم بكامل انتباهك

يحتاج الجميع إلى أن يشعروا بتفهم الآخرين لهم، ومن الخطأ الاعتقاد أن الأطفال لا يشعرون على نفس النحو.

عندما لا تستمع لطفلك فأنت ترفض أن تستمع للشرح الذي يدافع به عن نفسه، فأنت تتجاهل كل شيء وتقول له، أنت لديك كل شيء، فلماذا تتذمر؟ أو أن تحاول دائمًا إذا اختلف مع مدربه الرياضي أو مدرسه أن تلقي اللوم عليه وتقول “أنت الخاطئ”.

لا بد أن تعرف أن إنكار ورفض مشاعرهم يعنيان فقط أنك تقوم بتصعيد الموقف.

فكر أنه شيء صعب أن يتم تجاهلك وتجاهل مشاعرك، عليك أنت تبدأ بالاستماع إليه، أنت تشعر بالامتنان عندما يستمع الناس إليك وأنت غاضب، هو نفس الأمر بالنسبة للأطفال.

2) اعترف بمشاعرهم

لا تقل إنك تفهمهم، لكن اظهر أفعالا تبرز تفهمك لهم.

لا تقل لهم إنك تشعر بما يشعرون به، لا يستطيع أحد القيام بهذا مهما حاول، بدلًا من هذا قل إنك تفهمهم وتفهم ما يشعرون به، أنت لست مضطرا أن توافق على هذه المشاعر لكن اعترف بوجودها وحاول تفهمها، ثم بعد ذلك ابدأ في النظر للمشكلة من منظورهم، وهو أول الخطوات الحقيقية نحو حل المشكلة.

الفكرة أيضًا هي في الاستماع نفسه، ومحاولة فهم ما يفكر فيه الطرف الآخر. أنت كأب تحاول معرفة ما هو الأهم عند أطفالك، كما أنك تحاول مساعدتهم أن يسمعوا أنفسهم وهم يتحدثون حتى يكتشفوا إذا ما كان ما يقولونه مفهومًا لهم وللآخرين.

3) امنح مشاعرهم وصفًا واضحًا

قولك: “يبدو أنك تشعر أن ما مررت به ليس عادلًا”، يساعد على تهدئتهم.

محاولة تسمية المشاعر وإدراكها تقلل من من حدتها وآثارها.

أفضل محاولة لتسمية المشاعر ستكون من خلال جمل مثل “يبدو أنك مجروح الآن، هذا لا يبدو عادلًا”، ما يجعل قول كهذا يعيد تعريف المشاعر دون الحكم علي أصحابها. لكن محاولتك أن تقول “لا يجب أن تشعر على هذا النحو، لأن الأمر لا يستوجب كل هذا”. يظهر أنك تحكم على مشاعره وتقلل منها، أنت لا تقول له فقط كيف يجب أن يشعر، لكن أيضًا تقلل من أهمية مشاعره.

4) اطرح أسئلة

بمجرد ما ينتهي طفلك من الصراخ قم بسؤاله “ماذا تريد مني أن أفعل لأجلك الآن”، سيبدأ حينها في التفكير. كل ما تريده هو أن يهدأ وأن تفكرا معا في حل للمشكلة.

كأب أنت تعرف جيدًا أنه لا يمكنك منح أطفالك كل ما يريدونه، وأحيانًا كل ما يمكنك فعله هو جعلهم يعرفون أنك تفهم أنك في صفهم مهما حدث. لكن الخطأ الذي يرتكبه الآباء هو محاولتهم أن يكونوا منطقيين مع أطفالهم، والمنطق بعيد تمامًا عن المشاعر، ويحول الأمور إلى جدالات لا تنتهي.

لذا بعد استماعك إليهم، اعترف بمشاعرهم، وحاول أن تميّزها. سيهدؤون حال تفهمك، وسيكون هذا هو المنطق الذي يمكن أن يفهمونه.

بالتأكيد سيكون هناك مواقف لن تملك لها الوقت أو الصبر للمرور بكل هذا الخطوات، الأمر ليس سهلًا. لكن يمكنك أن تحقق فرقًا واضحًا من خلال الاستماع الجيد ومنحهم المشاعر والاهتمام اللازم.

كما أن المشاعر تتسم عادة بالتشوش وعدم الوضوح، لذا نحاول جميعًا تجنبها وتجنب إظهارها، لكن عندما يتعلق الأمر بمن نحبهم، فالمشاعر هي كل ما نملك حينها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى