إعلامسياسة

وكالة أسوشيتدبرس: لهذه الأسباب رفضنا نشر رسوم شارلي إبدو

 

 

تشرح وكالة اسوشيتد برس العالمية للأنباء أسباب عدم نشرها رسومات “شارلي  أبدو”

  

رفضت وكالة أسوشيتدبرس نشر رسوم شارلي إبدو
رفضت وكالة أسوشيتدبرس نشر رسوم شارلي إبدو

 أسوشيتد برس – توم كينت – ترجمة محمد الصباغ

تزايدت الأسئلة حول كيفية تعامل وكالات الأنباء مع الصور المثيرة للجدل بعد هجوم مجلة “شارلي إبدو”. وفي استجابة لمطالب مراسلين ومدونين أجبنا، يوم الأربعاء، على بعض الأسئلة، ونعرض بالأسفل ملخصا للأسئلة وإجاباتنا عليها.

هل نشرت الأسوشيتد برس رسومات “شارلي إبدو” التي تسخر من الإسلام؟

تحاول الوكالة جاهدة ألا تكون ناقلة للصور والأحداث التي تهدف إلى السخرية من الناس أو إثارة غضبهم على أساس ديني، أو عرقي أو حتى بسبب الميول الجنسية. فلم ننشر “الرسوم الدانماركية” التى تسخر من محمد في 2005، ولا رسوم “شارلي إبدو” من نفس النوعية. وبينما ننشر صوراً كثيرة مثيرة اجتماعياً  وسياسياً، هناك مواضيع تدخل في نطاق خطاب وأفعال الكراهية التى نشعر أنه من الصحيح أن نكون حذرين تجاهها. وهذه السياسة تتسق مع منهجنا التحريري (الأخبار النصية والتسجيلات الصوتية) حيث نتجنب الإهانات العنصرية، والدينية، والجنسية.

لكن هذه الصور والخطابات قد تصنع أحيانا الأخبار؟

بالفعل تصنع الأخبار، ونحن حينها نكون في حاجة إلى وصف الخطاب أو الصور التى تؤدي إلى الكراهية عندما يترتب عليها هجمات أو اعتقالات، لكن نحن نحد أنفسنا بأقل قدر من الوصف، وغالباً نورد الأخبار دون أن نضمن الصور أو الإهانات نفسها في تقاريرنا. والنشر المعتاد لخطاب الكراهية يمكن أن يقودنا لمواقف تتسم بالمزايدة (Can-you-top-this situation) (إشارة إلى برنامج إذاعي امريكي قديم كان يعتمد على المنافسة بإلقاء النكات)، ويصنع الاستفزازيون مواداً عدائية بشكل أكبر لتنشر في وسائل الإعلام ويتم إعادة توزيعها بشكل كبير، و الاتهام بفرض الرقابة على الأخبار يكون جاهزاً لو لم يتم النشر. نحن لا نريد إذكاء هذه النيران.

ونؤمن أيضاً أننا يجب ألا ننقل كالآلات المواد المصورة المصنوعة لبث الرعب والإرهاب. ويمكن أن تشمل تلك المواد صور رهائن في أوضاع مهينة وأيضاً صور لسجناء يتم انتهاكهم أو الجثث الدامية لأعداء مهزومين. أحيانا تكون مثل تلك المواد أو أجزاء منها ضرورية لتغطية الحدث.

ننشر أحياناً ثوان معدودة من مقاطع مصورة لعملية احتجاز. ونشرنا أيضا الصور الشهيرة لسجناء في أبوغريب. لكن مثل تلك المواد تتطلب مناقشة وتقييم من محررينا كي نقرر أنها – المواد – ذات قيمة خبرية. نحن لا ننشر أبدأً تلك المواد أخذا بمبدأ أنها “في كل مكان” والآخرون ينشرونها.

ماذا عن الصور التي تسخر من المسيحية أو اليهودية؟

نحاول أن نكون منصفين. فقد رفضنا نشر رسوم تزدري اليهود و الهلوكوست، رغم أننا أشرنا لتلك الصور في قصصنا الخبرية بعدما صنع رد الفعل عليها الأخبار. ووسط تسارع وتيرة العمل في غرفة الأخبار على مدار 24 ساعة، تمر بعض الصور رغم جهودنا الكبيرة، لقد حذفنا بعض الصور التى نشرناها ويظهر فيها حشدا من الأفغان يحرقون الصليب لإهانة المسيحية.

هذه هى سياسة الأسوشيتد برس للمواد المصورة و كيفية توزيعها في تقاريرنا الإخبارية. وبالإضافة لذلك، فصلنا الجزء الذي يتعامل تجاريا مع الصور في خدمة “AP Images” التي تمتلك أرشيفاً يحتوي على 22 مليون صورة، تشمل صورا للوكالة نشرت قبل سياستنا التحريرية الحالية وصورا من شركاء آخرين. وفي بعض الأحيان نجد صوراً لا تتوافق مع سياستنا التحريرية الحالية وسط تلك الملايين من الصور.

و بالرغم من ذلك قمنا يوم الأربعاء بحذف بعض رسوم شارلي إبدو من “AP Images” التى لم تكن وكالتنا مصدرها. و انتبهنا إلى أن صورة “بول المسيح”المثيرة للجدل، والتى مر عليها 25 عاما، كانت بين صورنا وحذفناها. وبالطبع، كل صورة تحذف تكون بعد دعوة للنقاش والتقييم، وقد لاقينا الكثير من الانتقادات بسبب قرار حذف صورة “بول المسيح”.

لقد تعلمنا منذ وقت طويل أن بعض قراراتنا المتعلقة بالأخبار سوف تثير الجدل.  ورغم وجود اتجاه لتجنب أي صور قد تسبب مشاعر عدائية، يوجد أيضا اتجاه آخر يقود لتعليق أحكامنا التحريرية ويسمح لخدمتنا الإخبارية أن تختطف بواسطة أي صور عدائية يتم تداولها في يوم معين. ونهجنا هو أن نحاول التفكير والإنصاف قدر المستطاع، ونضع في اعتبارنا أنه في وقت ما سيتم انتقادنا لقرار ما لن يعجب الجميع.

لكن ماذا عن فرض رقابتكم؟ ما هى الأسوشيتد برس لتقرر للعالم الصور التى يشاهدها؟

هذا السؤال كان يصلح منذ عقدين من الزمان، مع وجود عدد قليل من وكالات الأنباء الدولية التى توزع الصور حول العالم. لو قررت الوكالات عدم نشر صورة ما، سيكون من حسن حظ القليلين أن يروها. و حتى في ذلك الوقت، كنا نستشعر مسئوليتنا ونستخدم أحكامنا التحريرية ونوزع الصور التى نشعر بالإرتياح تجاهها.

 الآن انتهى تماما هذا النقاش حول الرقابة. فالصور المثيرة للجدل في هذه الأوقات يمكن أن تصل إليها بسهولة من خلال محركات البحث و شبكات التواصل الإجتماعى. في عصر الإنترنت، نحن أحرار في أن نحرر أخبارنا بالتوافق مع وعينا الإحترافي والاحتياجات التى يريدها مشتركينا وقرائنا، دون أن يزعم أحد أننا نصنع القرار للعالم أجمع. نحن نمتلك سياسة تحريرية و هذا ما تحصل عليه من الأسوشيتدبرس.

.
http://ethicaljournalismnetwork.org/

 

نشرت هذه المادة في الأصل على

http://blog.ap.org/

وتم الاستئذان لإعادة نشرها ويمكن الاطلاع على المادة الأصلية على هذا الرابط

وتم ترجمتها إلى العربية برعاية شبكة الصحافة الأخلاقية وهي منظمة إعلامية غير ربحية تدعو إلى الصحافة الأخلاقية والحكم الرشيد والتنظيم المستقل لوسائل الإعلام. تم إنشاؤها في عام 2011 في إطار حملة مهنية لتعزيز مهنة الصحافة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى