أخبارمجتمع

السعادة في الإمارات.. مهلة لأعداء البهجة لتحسين بيئة العمل

راشد آل مكتوم: رأس مال الحكومة الأغلى هو موظفيها

 

تقرير- ماري مراد

نشر رئيس مجلس الوزراء في دولة الإمارات، حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تغريدة قد تبدو غريبة من نوعها على الكثيرين، لا سيما القاطنين أغلب الدول العربية، لكنها عادية في دولة تُولي راحة وسعادة المواطن اهتمامًا بالغًا مثل الإمارات.

في تغريدته، كتب حاكم دبي: “اطلعت على تقارير رضا الموظفين في ٤٠ جهة حكومية اتحادية.. تصل نسبة الرضا في بعض الجهات ٩٣٪ ولدينا ٥ جهات تقل فيها نسبة الرضا عن ٦٠٪ ! هذه النسب غير مقبولة. رضا الموظفين مفتاح لرضا المتعاملين”، لم يكن هذا الجزء الأكثر غرابة في التغريدة، بل قد تندهش أكثر إذا اطلعت على الجزء الثاني الذي قال فيه: “6 أشهر مهلة نعطيها لمدراء هذه الجهات لتغيير بيئة العمل. رأس مال الحكومة الأغلى هو موظفيها”.

في الواقع، اهتمام الإمارات بالمواطن ليس بجديد، ففي فبراير عام 2016، أعلن رئيس الوزراء الإماراتي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، استحداث بلاده منصب وزير دولة للسعادة، مهمته الأساسية مواءمة خطط الدولة كافة وبرامجها وسياساتها لتحقيق سعادة المجتمع.

وبعد تعديل التشكيل الوزاري في أكتوبر 2017، تم إضافة حقيبة وزارية جديدة لمنصب وزير دولة للسعادة، ليصبح وزير دولة للسعادة وجودة الحياة.

استحداث الوزارة لم يكن المحطة الأخيرة في رحلة رفاهية المواطن الإماراتي، إذ دشنت الإمارات العربية المتحدة أول مبادرة من نوعها في العالم باستحداث دورية “السعادة المرورية”، مهمتها بناء علاقة إيجابية بين دوريات المرور والسائقين، من خلال توعيتهم بـ”احترام قانون المرور والجولان، والالتزام بآداب الطريق”.

وخصصت دورية السعادة، التي تم إعلانها في حفل رسمي افتتحته وزيرة السعادة عهود الرومي، مكافآت مالية للسائقين الملتزمين باحترام قانون السير وإنذارات على شكل بطاقات صفراء لمن يخالفونه.

كما وضعت إمارة أبوظبي أسطولا من السيارات “الفارهة” تتميز عن باقي سيارات الشرطة، بلونها الذهبي، وبشعار “دورية السعادة “.

ومن ضمن الحوادث الطريفة بعد تدشين “دورية السعادة المرورية” أن مواطنًا أردنيًا يعمل موظفا في مستشفى خاص في أبوظبي فوجئ بدورية الشرطة تلاحقه، رغم أنه لم يرتكب أي خطأ خلال عودته من عمله متوجها إلى منزله، وبعدما توقف شاهد شرطية تقدمت نحوه وعبرت عن شكرها له لالتزامه بقواعد المرور وقدمت له هدية هي قسيمة السعادة.

وأيضًا، ابتكرت الإمارات فكرة بوابة السعادة، ليس لجعل دبي أذكى مدينة في العالم فحسب بل وأسعد مدينة أيضًا.

وبناءً على ذلك، نفذ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي مبادرة مؤشر السعادة بغية قياس مدى سعادة المواطنين والمقيمين في دبي وكذلك زوارها بشكل تفاعلي، وخاصة عند التعامل مع خدمات حكومة دبي. وقد تم تركيب مؤشرات سعادة في معظم الجهات الحكومية ترتبط بشبكة مركزية تديرها مؤسسة حكومة دبي الذكية وتتولى تحليل المؤشرات وإرسال تقارير دورية إلى المجلس التنفيذي في دبي بهدف تحديد المناطق الجغرافية والحكومية التي بلغت الحد الأقصى من السعادة تجاه خدماتها وكانت الأكثر رضا عنها.

ويتم قياس مدى السعادة على مستويين: الموقع الإلكتروني للجهة أو مركز خدمتها. فمن حيث موقعها الإلكتروني، يمكن تنفيذ مؤشر السعادة على مستوى التطبيق أو مستوى المعاملات. أما من حيث مركز خدمتها، فتقوم مؤسسة حكومة دبي الذكية​ بتزويدها بتطبيق آبل أو أندرويد ليصار إلى تركيبه على أجهزتها اللوحية الذكية.

وتهدف بوابة “مؤشر السعادة” هذه إلى تحديد ما تحتاجه الجهات من الحكومة والقطاع الخاص للاشتراك بهذه المبادرة وبالتالي تكون جزءًا من قياس سعادة سكان وزوار دبي.

 الإمارات دولة تولي أهمية كبرى لتحقيق سعادة الأفراد والمجتمع، وتعتبر ذلك من أولوياتها، وتحرص على توفير الرخاء والرفاهية، والاستقرار لشعبها والمقيمين على أرضها، حسبما نشرت عبر الموقع الرسمي للحكومة، وبالتالي لم يكن من المفاجئ حصولها على المرتبة الأولى عربيًا في مؤشر السعادة العالمي 2017، والمرتبة 21 على مستوى العالم كأسعد الشعوب.

مؤشر السعادة العالمي هو مؤشر مُركب يقيس تقييم الفرد لمستوى المعيشة، والرضا عن الحياة من خلال استطلاع للرأي يستند على محاور مُحددة مثل :الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد، ومتوسط العمر الصحي المتوقع، بالإضافة إلى محاور أخرى مثل الدعم الاجتماعي، وحرية تقرير خيارات الفرد في الحياة، والكرم المعيشي، والفساد.

ويبدو أن المرتبة 21 على مستوى العالم لا يرضي الإمارات بشكل كاف، إذ تهدف الحكومة دخول البلاد ضمن أفضل 5 دول في العالم بحلول 2021، وفقًا لمؤشر السعادة العالمي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى