إعلامسياسة

كيف تفضح ممارسات داعش ولا تشارك في نشر دعاياتها؟

الصور البشعة لاحتراق الطيار ليس لها قيمة إخبارية وتدعم دعاية داعش

Nytimes- رافى سومايى

ترجمة دعاء جمال

...

انتشرت الصور سريعا يوم الثلاثاء، وهى أكثر قسوة وعنفا من الصور السابقة: الطيار الأردني الذى أسره مسلحو “الدولة الإسلامية” اخر العام الماضي، يقف فى قفص ويُحرق حياً.

كان الفيديو فى متناول الجميع، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعى. وقد طرح وجوده مسألة حساسة على وسائل الاعلام من جديد: هل يجب أن يعرضوا الصور، التى تقع على بعد ضغطة زر من القراء، أم يمتنعوا عن نشرها؟

الفيديو المنتج باحتراف، عرض ما بدا حرق الملازم أول معاذ الكساسبة، الذى قبض عليه فى 24 ديسمبر بعد سقوط طائرته فوق شمال سوريا، وكان على الأرجح الأكثر صدمة فى سلسلة من فيديوهات القتل على يد الجماعات المتطرفة، حيث ضمت الفيديوهات السابقة كلها عمليات قطع رؤوس.

نشرت صحيفة “ذا ديلى نيوز” فى نيويورك صورة لألسنة اللهب، وهى تبتلع الملازم الكساسبة. ونشر موقع “بازفيد” سلسلة من الصور، تتظهر حركة النيران وهى تقترب منه.

لكن أغلب وسائل الإعلام اختارت أن تستخدم صورة من الـ22 دقيقة الأولى فى الفيديو. وعرضت صحيفة “نيويورك تايمز”  فى البداية صورة الملازم الكساسبة واقفاً خارج القفص فى بدلة الإعدام البرتقالية، والمسلحين خلفه. وعلى الانترنت، نشر موقع “ذا واشنطن بوست” صورة له بزيه العسكرى. محرر الجريدة “مارتن بارون”، يقول في رسالة عبر البريد الالكتروني، إنه على الأرجح سيستقر على استخدام صورة مشابة لما استخدمته صحيفة “ذا تايمز”: “خارج القفص وقبل وصول النيران. هذا يتوافق مع ما فعلناه من قبل مع (عمليات) قطع الرؤوس”.

واستخدمت “رويترز” في قصة حول موت الكساسبة صورة لعائلته، وهم رافعين صوره أثناء تجمع للدعوة لإطلاق سراحه. كما استخدمت “الأسوشيتيد بريس” صورة مشابهة فى قصتها.

وقال متحدث باسم جريدة “ذا دايلى نيوز” إنه رغم من أنها ستنبه القراء من قسوة المحتوى المصور، إلا أن الصور لا ينبغى أن تجمل.

فى تصريح، قال موقع “بازفيد” إن مبدأه العام هو أنه ليس “حاجزا للحماية أو حائطا  بين الأخبار والقراء”. نتجنب العنف، لكن الحادثة المروعة لا يمكن تجميلها. ويقول إن سياسة الموقع هى تجنب الصور المريعة والبشعة، وأن تعطى القراء تحذيراً.

وقال مجلس الأمن الوطنى أن مسؤولين فى المخابرات الأميريكية يعملون على التأكيد من صحة الفيديو.

يستطيع القراء الفضوليون   إيجاد صور أو فديوهات بشعة خلال ثوانى على هواتفهم. لذا فإن إخضاع تلك المواد للرقابة على على مواقع الأخبار له تأثير أقل. لكن داعش، تتغذى على الدعاية، وتسعى لجذب مناصرين وتعدهم  بحرب دينية وحشية. إنها يتوق إلى تغطية واسعة.

على عكس بعض صور الأخبار البشعة،  كصور الحرب الفيتنامية، فإن اللقطات البشعة من فيديو داعش لا تقدم قيمة إخبارية، يقول بروس شابيرو، المدير التنفيذى لمركز دارت للصحافة والصدمات النفسية في جامعة كولومبيا: “نعلم بالفعل أن داعش قادرة على الإذهال الوحشى. الاختبار المعيارى للمحررين، هو  إذا كانوا سيعرضوا صور مشابهة لجريمة قتل فى نيويورك أو لندن. تلك  الصور منشورة للملازم الكساسبة قبل لحظات من موته، ستضايق بكل تأكيد من عرفه وأحبه، ومن الممكن “أن تساعد داعش في رغبتها بنشر الرعب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى