فقدت الذاكرة ونسيت تفاصيل زفافها بعد حادث أليم.. فقرر زوجها إقامة حفل زواج جديد
ترجمة دعاء جمال
يتذكر جيمي ستامبر يوم زفافه كأفضل يوم في حياته. حينها كانت مراسم الزواج في أغسطس ريفية وجذابة، وجرت أمام 75 من العائلة والأصدقاء، كان مكان الحفل مطلا على بحيرة في متنزة ” Hungry Mother State Park” في فيرجينيا.
أخبر جيمي البالغ 21 عاماً، الذي التقى زوجته منذ عشرة أعوام بمدرسة الأحد، موقع “واشنطن بوست” :” كان الأمر محموماً في البداية، لكن بمجرد أن بدأت الأمور فى السير، كنت متيّما بحبي لزوجتي حتى أننى لم أنتبه إلى أي شىء أخر، كان الأمر مثالياً تماماً”.
بعد مرور حوالي العام، هناك شىء واحد يمكنه جعل تلك الذكرى أفضل؛ هو أن تشاركه زوجته تلك الذكريات، لكن للأسف، هى الآن لم تعد تتذكر حتى كلمة “أوافق” التى قالتها خلال مراسم الزواج.
فقط بعد 19 يوماً من زفافهما، تعرضت جاستس ستامبر لحادثة تصادم جعلت سيارتها الفورد فوكس تصدر صريراً عبر طريق ماريون قبل أن تصطدم بجسر.
أدى الاصطدام العنيف لارتطام رأسها بمقود السيارة، متسبباً بارتجاج عقلها ذهاباً وإياباً داخل جمجمتها. وتركت بإصابة دماغية أرضية تعرف بـ “coup- contrecoup”. وفقدت عدة أشهر من الذاكرة القصيرة نتيجة لضرر أصيبت به فى الجانب الأيسر من مخها، من ضمن تلك الأشهر المفقودة كانت ذكرى زفافها.
قالت جاستيس، أن الشهر التالي من التعافي البطىء كان أشبه بالحلم، مصابة بدوار بسبب الأدوية، وأعاني من الصداع والنعاس، ستامبر التي كانت تعيش مع عائلة زوجها في تلك الفترة، وجدت نفسها تعيش بمنزل لم تتعرف عليه، تنظر لصور زفافها على الحائط ولا تتمكن من معرفة مكانها. ما كان مألوفاً من قبل بدا غريباً وبدأت تقلق من أنها تفقد عقلها.
وقالت جاستيس لـ “ذا بوست”: “بعد حوالي شهر ونصف الشهر ذهبت إلى جيريمى وقلت له لا أريدك أن تغضب، لكنني لا أتذكر الزفاف على الإطلاق”، مع الأخذ في الاعتبار بأنها في ذلك الوقت لم تكن متأكدة حتى بأنها متزوجة. وأضافت: “كنت خائفة للغاية من إخباره، لكن أول شىء قاله لا تقلقي، سنقوم به مجدداً.. لم يتردد حتى في ذلك”.
وصف جيرمي ستامبر عدم قدرة زوجته على تذكر موعد زفافهم بـ”المفجع”. إلا أن الزوجين قالا إنهما لا يزالان يتجنبان مناقشة زفافهما لأنه أمر مزعج للغاية.
وقال الزوج لـ “ذا بوست” : ” إنها تلك الذكرى الوحيدة التى تفترض أنك ستتمكن من مشاركتها بسعادة مع زوجتك لبقية حياتكما. عدم التمكن من التحدث عنها محبط، لكن بمجرد حصولنا على زفاف ثان سنكون أفضل حالاً كزوجين”.
لم يكن توفير المال الكافي أمرا سهلا على جيرمي ستامبر، الطالب بجامعة كينج في تينيسي، الذى يعمل بدوام جزئي. ويقول الزوجان إن الأمور كانت معقدة لأن إصابة جاستس أجبرتها على ترك دراستها ووظيفتها.
لم تتمكن الزوجة من العودة لعملها وعانت من مشاكل في الذاكرة قصيرة المدى، وصعوبة في التحدث وقلق حاد، مما جعل من الصعب عليها الرجوع لمسارها. وأخبرت “ذا بوست” أن طبيبها النفسي، دينيس ميلر، شخصها باضطراب ما بعد الصدمة، لكنها تتحسن بالتدريج وتتمنى الرجوع للجامعة والحصول على شهادة فى العدالة الجنائية.
تمسّك جيريمي ستامبر بوعده، لكنه سيحتاج مساعدة لجمع المال لحفل جديد. وانشأ صفحة “Go fund me ” طالباً 5 آلاف دولار لمساعدته وزوجته على خلق “ذكرى يمكننا نحن الاثنان أن نتحدث عنها ونتذكرها بدون أن يستاء أحدنا”.
جمعت الصفحة أكثر من 9.800 دولار، وقال الزوجان إن الأزواج الأخرين ممن عانوا من اضطراب ما بعد الصدمة تواصلوا معهم بكلمات من الدعم. ويقول إن تحدي زوجته ساعده على أن يصبح أكثر صبراً وتفهماً، جاعلاً إياه زوجاً أفضل. ويضيف: “كان هناك الكثير من الضغط، لكن ترابطنا أصبح أقوى الآن”.
حدد موعد الزفاف فى الأول من أغسطس، في ذكرى مرور السنة الأولى. ويتوقع الزوجان ضعف عدد المدعوين عن احتفال العام الماضي، والذى سيعقد فى المكان الأصلي. قالت جاستن ستامبر إنها تنوي ارتداء فستان جديد. وسيقدم منسق أغاني محلي ومصور خدماتهما مجاناً، وقدم للزوجين ست ليالى شهر عسل بمدينة ميرتل بيتش مجاناً.
لائحة المدعوين قد تكون تغيرت، إلا أن الزوجين قالا إن الاختلاف الأكبر بين الزفافين سيكون الشخصين المتزوجين.
تقول جيريمي ستامبر: “سنقدس اللحظة هذه المرة، كل ما لدينا هو الذكريات ويمكن أن تُسلب منا فى لحظة، ثم تضيع إلى الابد”.
