منوعات

لماذا نخوض نفس الشجار مجددا؟

لماذا تخوض نفس الشجار مع شريكك مجددا؟

Psychologytoday- أندريا براندت

ترجمة دعاء جمال

سخرية زملائك في الفصل أو قسوة والدك قد تكون سببا للشجار مع شريكك

ستظل دائما تتذكر سبتمبر باعتباره موسم العودة للمدرسة، وحزن انتهاء الصيف، وحماستنا لرؤية الأصدقاء القدامى مجدداً. من الجيد التمسك بكل تلك الذكريات من الطفولة. غير أن بعض الأمور يفضل أن نتركها خلفنا مثل، جراح الطفولة. فهي تمثل حقيبة كتب كبيرة تثقل كاهلك حتي في مرحلة البلوغ، ويمكنها أيضا إفساد علاقاتك العاطفية.

عبر عقود من العمل كمعالجة نفسية للزواج والأسرة، قابلت عددا لا يحصى من الأزواج والأفراد ممن تؤذي ذكرياتهم خلال الطفولة علاقاتهم الحالية. هؤلاء لا يمكنهم معرفة سبب استمرارهم في خوض نفس موضوعات الجدال بشكل متكرر أو لماذا تتحول إنزعاجاتهم الصغيرة إلى نزاعات ضخمة. في جلساتنا، أجد عادةً الحل في شىء أدعوه بـ”فحص الواقع”.

“فحص الواقع” يعني اختبار مدى واقعية الصراع، ومشاعرك. وينقسم فحص الواقع لثلاث خطوات:

1. اعرف مشاعرك الحقيقية

يخفي الغضب ورائه مشاعر أعمق وأصدق بشكل شبه دائم. وأنت تشعر بالغضب عندما يطلب منك شريكك الرد على عرض بالذهاب لحفلة، وأنت لم تقرر بعد الذهاب إليها، أو عندما يخبرك أو تخبرك بأنها تحبك بالأزرق وأنت ترتدي قميصاً أخضر. عليك أن تنظر أبعد من غضبك المبدئي، وتأخذ في الاعتبار إذا ما كان هناك شعور آخر يتراكم أيضاً أم لا.

أنت لست غاضبا بسبب طلب الرد؛ بل تشعر أن شريكك يحاول السيطرة عليك. أنت لا تشعر بالغضب لأن شريكتك أخبرتك بأنك تبدو جيداً في الازرق؛ أنت خائف من أن شريكتك لا تحب الشكل الذي تبدو عليه الآن. إذا تعمقت في مشاعرك، ستكتشف أن هناك المزيد. هذا الشعور الآخر هو الشعور الحقيقي.

2. قدر قيمتهم الحقيقية

بمجرد التواصل مع مشاعرك، يمكنك تحديد مدى دقتها. هل يحاول شريكك حقاً السيطرة عليك؟ يريد منك الذهاب إلى الحفل معه لأنه يستمتع بقضاء الوقت معك؛ لقد كان والدك هو من يبالغ في وضع اسمك ضمن المشتركين في أي حفل بنادي المدرسة. هل تنتقد شريكتك مظهرك حقاً؟ عندما أبلغتك أنك تبدو جيداً في الأزرق كان هذا إطراء منها؛ لكن زميلك في المدرس الابتدائية هو من كان يعتاد السخرية مما ترتدي بشكل روتيني.

لا تخدع نفسك بأن الطفولة كانت “منذ زمن طويل وبعيد”، أو أنك ” تخطيتها تماماً”، فأنت لا تزال تتذكر تجاب الطفولة بخوف. وتلك الجراح ستظل تجذبك للماضي حتي تقدر قيمتهم الحقيقية.

إحدى الطرق لمعرفة المشاعر الحقيقية هي أن تنظر لها من خارج نفسك. خذ في الاعتبار وجهات نظر أخرى، وما قد يكون شريكك يفكر به حقاً، هي طريقة جيدة للحصول على نظرة أوضح لنفسك وللموضوع. أو يمكنك أخذ الطريق المباشر وتسأل شريكك فقط أن يخبرك الحقيقة.

3. أعد النظر في طريقة مواجهة المواقف وردود أفعالك بشكل ملائم

الآن وقد عرفت كيف تشعر حقاً، وتعرف كيف تراجع مشاعرك وفقاً للحقائق، يمكنك التفريق بين ما تفترض معرفته وما تعرفه بالتأكيد. يمكنك التفكير بشأن ما فعله أو قاله شريكك وضايقك بوضوح وعقلانية، بدلأً من ملء الفراغات بنفسك والمبالغة في ردة الفعل.

عندما تعلق في نمط نزاع ولا يمكنك إدراك السبب، الحل هو فحص الواقع. ستساعدك تلك الخطوات الثلاث على إدراك متي يسيطر ثقل وذكريات الطفولة علي علاقتك مع شريكك. عندما تتمكن من القيام بذلك، أضمن لك أن علاقتك ستصبح أكثر صدقاً، وحميمية ووفاءً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى