مجتمع

ما هو «قلق الاغتصاب»؟ وهل بإمكانك مساعدة النساء في تخفيف وطأته؟

ما هو «قلق الاغتصاب»؟ وهل بإمكانك مساعدة النساء في تخفيف وطأته؟

Upworthy

ترجمة: فاطمة لطفي

منذ عدة أعوام، أجريت محادثة مع عدد من أصدقائي الرجال لن أنساها أبدًا، حيث ذكرت أمامهم أن النساء عادة ما تشعر بالخوف من التعرّض للاغتصاب، ما يسمى بـ«قلق الاغتصاب» أو «القلق من التعرّض للاغتصاب»، لكن أصدقائي لم يفهموا حينها ما أعنيه حتى شرحت لهم. 

أحيانًا، نحن كنساء، إذا سرنا في زقاق مظلم، نشعر بالقلق من احتمالية تعرضنا للاغتصاب. حتى أن هذا الشعور بالقلق قد يتغلب علينا في مواقف أقل في خطورتها، مثل الذهاب للعمل أو السير في وضح النهار أو حتى عندما يخفض أحدهم زجاج نافذة سيارته ليصيح بتعليق يرتبط بأجسادنا.

لم يكن لدى أصدقائي أي فكرة أنني أختبر هذا الشعور بالقلق كل يوم، ونتشاركه نحن النساء، ولم يحدث أن اختبر أي منهم التعامل مع الحياة على هذا النحو من التوجس طيلة الوقت.

لكن بعد هذه المحادثة بأسابيع، حكى لي صديقي “إيريك” قصة عن ذلك. قال إنه كان يسير في أحد الشوارع ليلًا، على مسافة بضعة أمتار من خلف امرأة شابة. وفي لحظة ما، استدارت سريعًا ونظرت نحوه، تذكر حينها محادثتنا السابقة. وقرر وقتها أن يسير بخطوات أبطأ وأن يتخذ لمنزله طريقًا مختلفًا.

شعرت أنني محظوظة بأصدقاء رجال يأخذون التحرش الجنسي والعنف الجنسي بجدية. ولذلك أكتب لأصدقائي الذين يسيرون معي ليلًا ليوصلوني لمنزلي ويهتموا لأمري وسلامتي، ما تريده كل صديقة منكم معرفته عندما تتحدث عن العنف والتحرش الجنسي:

أولًا: أحتاج إلى أن تستمع إليّ

عندما تتحدث إليك صديقتك عن العنف الجنسي يعني ذلك أنها تثق بك وتعتقد بأن تلك المناقشة مهمة بالنسبة لك كما هي بالنسبة إليها. لذا من فضلك تفهم تجاربها التي ربما قد تغيّر منظورك عن العالم قليلًا.

ثانيًا: أحتاج إلى أن تدرك كيف أن سلوكك ربما -غير المتعمد- قد يجعل النساء حولك تشعر بعدم الارتياح

بعض السلوكيات قد تجعل المرأة تشعر بعدم الارتياح، مثل أن تحاول إجراء حديث معها في مكان ما، دون أن تدرك أنها لا تهتم لأمرك.

وربما أنبأت نظرة امرأة لك في أثناء سيرك في الشارع عن أنها تحاول فقط تبيّن إذا كنت تمثل تهديدًا لها. عندما تتحدث أكثر مع النساء عن تجاربهن المماثلة ستلاحظ إذا ما كنت تلعب دورًا في هذه المواقف.

بالتأكيد معظم الوقت يكون تهديدك غير مؤذٍ. لكن لن يضر إذا فكّرت في الطريقة التي تتعامل بها مع النساء خاصة اللاتي لا تعرفهن.

ثالثًا: أحتاج إلى مساعدتك

نحتاج فعلًا إلى مساعدتكم، حيث إن مرتكبي التحرش والعنف الجنسي والسلوكيات والتعليقات الجنسية هم رجال موجودون في بيئة عملكم، فصولكم الدراسية وفي الصالات الرياضية.

لذا إذا شاهدتم شيئًا من ذلك لا تلتزموا الصمت. إذا قال زميل عمل لك تعليقا غير ملائم على جسد زميلتك أرجوك ارفض ذلك. إذا رأيت صديقا يضايق صديقة في حفلة اقحم نفسك بلباقة في الموقف وامنحها مخرجًا. وعلّم أبناءك، إخوتك، أصدقاءك أن يفعلوا المثل.

وأخيرًا.. ربما كان أمرًا غير مريح التحدث عن العنف والتحرش الجنسي لكنه ضرورة لنا جميعًا

قد تصنع هذه المحادثات تغييرًا حقيقيًا لأناس مثلي يريدون أن يشعروا بالأمان والارتياح في العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى