سياسة

“القيادة الآلية” ..الكابوس الذي يقترب

تليجراف..هل تظن أن القيادة آلآلية أمر جيد؟

التيليجراف – بن كولينز* – إعداد وترجمة: محمد الصباغ

نحن الآن في عام 2025، ويبدو أن الأخبار ستشبه أخبار الماضي، فهناك خبر عن استدعاء 1.4 مليون سيارة إلى المصنع  بعد أن تبين أن مجموعة من عاشقي الانترنت يستطيعون اختراق أنظمة الأمان الخاصة بها: مثل أكواد التحكم الهامة التي تقوم بإبطاء حركتك أو تبعدك عن الموت.

اعتقدت أن تلك ستكون نهاية السيارات دون قائد. تخيل أنك محتجز داخل سيارتك ثم يتم اقتيادك إلى نزهة خطيرة بجانب أحد الأبنية. لكن تحويل التحكم إلى أيدي غير بشرية تم بطريقة تدريجية بالكاد نلاحظها. السيارات التي تقوم بالصف (الركن) ذاتياً كانت تبدو بريئة بدرجة كافية حتى توقف السائقون الجدد عن تعلم كيفية صف سياراتهم بأنفسهم- لماذا يكلفون أنفسهم عناء ذلك؟ ثم تلى ذلك عملية الاستدارة بالسيارة إلى الناحية المقابلة.

هنا تظهر فكرة السلامة التى نتحدث عنها. كلما أضفت وسائل مساعدة لسائق السيارة، قل تدخله وأصبح أقل أماناً. ستحتاج إلى المزيد من المساعدات، وفي النهاية ستكتمل فكرة القيادة الذاتية ويصبح اختبار القيادة شيئا من مخلفات الماضي.

استبدل أيضاً مصنعو السيارات المقود الهيدروليكي باخر كهربائي. وكأي مسؤول كبير سيقول لك، الشراب الساخن قد يحرق فمك، لذا من الأفضل أن تقيس الحرارة باستخدام إصبعك، الأقل حساسية. جعل المقود الكهربائي الطريق يبدو مخدراً وكأنك تقود بمرفقيك. كان كل ذلك قبل أن أكون بلا وظيفة، بالطبع، مع ملايين من السائقين المحترفين. أتذكر أنني وضعت سيارة من تلك الأنواع على الطريق وفجأة اكتشفت أنني غادرت الأسفلت ومتجه نحو شجرة. قديماً، اهتزاز صغير من عجلة القيادة قد يكون مؤشراً على فقدان السيطرة، لكن ذلك ليس في سيارة بمقود كهربائي.

المضحك في كل النجوم الذين يقودون تلك السيارات بأسعار معقولة على “توب جير”، أنهم يشعرون بالتحذيرات من خلال المقود. التواصل هو أفضل ما يفعله البشر، إلا إذا كانوا يكتبون الرسائل النصية.

وبالعودة إلى عام 2025، أسير الآن في كل ركن من المدينة لأن الزحام أسوأ من أي وقت مضى. من يريد مساحات لانتظار سياراته عندما يكون قادراً على إرسال سيارته بدون قائد لتدور حول المبنى حتى ينهي تسوقه؟ كما تضاعفت مسافات التنقل، مع الركاب السعداء المتنقلين داخل صناديق سعادتهم وهم يشاهدون الأفلام أو يعملون على موت أنفسهم، وعلى ما يبدو يفقدون الإحساس بالوقت.

بالنسبة لسيارات الأجرة بدون قائد، أطلقنا عليهم اسم ”سياراة أجرة جوني“ كما في فيلم ”Total recall“. ولكن ليس بسبب المهرج الضاحك خلف عجلة القيادة ولكن بسبب الفضلات على الأرضية، فلا توجد محظورات داخل سيارة أجرة بدون قائد.

عندما قدمت “جوجل” أول سيارة قيادة ذاتية، كانت نسخة محدودة، لكن مع عدم وجود أي قدرة بشرية على تجاوز الروبوت والتحكم في عجلة القيادة، فهم يصنعون سابقة ويقدمون شيئاً أشبه بحصان طروادة. هذه السيارات اللطيفة دون قائد فقط تسير بسرعة 25 ميلا في الساعة، وبالتالي معدلات الوفاة الموضوعة لها تحسد عليها حيث تصل إلى صفر.

تجد تلك السيارات دعماً بين أنصار البيئة، لأن ربط السيارات معاً على طريق سريع باستخدام الرادار يقلل الطاقة والوقود المهدر بواسطة الأشخاص الذين يقومون بالإبطاء والإسراع. الركاب يضعون أقدامهم لأعلى ويقرأون كتاباً ويشربون القهوة، فيما تتحرك الروبوتات بالتزامن.

يحتاج صناع السيارات التقليديين إلى المبيعات من أجل البقاء، بينما شركات التكنولوجيا واللاعبين الجدد الذين يصنعون سيارات دون قائد ليسوا كذلك. فحساباتهم البنكية تزيد على حسابات دول غربية كبيرة، ومنتجاتهم الترفيهية تملأ الأسواق، ويقدرون على تحمل الخسائر.

بن كولينز: سائق سابق ببرنامج “توب جير” التلفزيوني البريطاني المهتم بتكنولوجيا السيارات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى