مجتمع

التحرش الجماعي” يطيح برئيس شرطة كولن.. وتحرشات في فنلندا والسويد وسويسرا”

18 لاجئا بين 31 مشتبه فيه في كولن

بي بي سي – ترجمة: محمد الصباغ

يترك قائد قوات الشرطة بمدينة كولن الألمانية منصبه ”لإعادة ثقة العامة في الشرطة“ عقب عشرات الهجمات على النساء بالمدينة في ليلة رأس السنة. انهالت الانتقادات على طريقة تعامل الشرطة مع الأحداث.

وكان العنف خارج محطة القطارات الرئيسية قد بدأ في أعقاب نقاش حول سياسة الأبواب المفتوحة التي تنتهجها ألمانيا في أزمة المهاجرين. فيما كانت مجموعة بيجيدا المناهضة للمهاجرين قد أعلنت إنها ستقوم بتظاهرات في كولن السبت .

وتتوقع الشرطة تجمع حوالي ألف شخص أمام محطة القطارات الرئيسية بالمدينة.

كانت عصابات من الرجال ،هيئتهم توحي بأنهم من شمال إفريقيا والمنطقة العربية، قد زًعم أنهم خلف الهجمات في ليلة رأس السنة.

تجمع حوالي ألف رجل بمحطة القطار غرب المدينة. وقال الضحايا إن الهجمات شملت اعتداءات جنسية وسرقات فيما بدا رد الفعل من السلطات وكأنه لا يذكر.

قالت السلطات الفيدرالية إنه قد تم التعرف على 18 من طالبي اللجوء من بين 31 مشبه بتورطهم في المشاركة بالجرائم المرتكبة في كولن ليلة العام الجديد. ويشمل المشتبه بهم، 9 جزائريين، و8 مغربيين و4 سوريين وخمسة إيرانيية، و2 من ألمانيا وشخص واحد من كل من العراق وصربيا والولايات المتحدة.

وقال وزير الداخلية عن ولاية شمال الراين وفستفاليا، رالف ييجر، في تصريحات الجمعة إنه قد أوقف رئيس الشرطة فولفجانج ألبيرس عن ممارسة مهامه. كما تم توجيه اتهامات إليه بتأخير المعلومات حول الهجمات، وتحديداً فيما يتعلق بأصول المشتبه بهم.

وقال ييجر إن الإطاحة لن تؤثر على عملية سير التحقيقات بشأن أحداث ليلة 31 ديسمبر. وأكد: ”يريد الناس –وهم على حق- أن يعرفوا ما حدث في تلك الليلة، من هم المنفذون وكيف سيتم منع تلك الأحداث في المستقبل.“

وكتب هيربرت برانتل، في صحيفة زود دوتشي تسايتونج، إن النقاش حول قوانين الترحيل للمجرمين مجرد عملية إلهاء. بالفعل يسمح القانون بترحيل اللاجئ المجرم، وقال إن المشكلة هي في الأخطاء التي قام بها رجال الشرطة في تلك الليلة وعدم قدرتهم على إنفاذ القانون.

فيما اتفق معه كريستيان جيير، حين كتب بجريدة ” the Frankfurter Allgemeiner Zeitung“. فكتب إنه سواء كان من بين منفذي الهجمات سوريين أو لا، أفغان أم عراقيين من طالبي اللجوء، فإن ذلك لا يغير من الأمر شيئاً. السؤال الموجه إلى الشرطة والنظام القضائي لن يتغير.

وكتب فيليب فيتروك بدير شبيجل، إن وجه ميركل الودود قد ذهب، فهي أدركت أن الأحداث في مدينة كولن قادرة على زرع عدم الثقة، وتقسيم المجتمع وتدمير موقفها السياسي.

الشرطة الفيدرالية هي المسؤولة عن محطة القطار من الداخل فقط، وليس عما يحدث بالمنطقة المحيطة خارجها.

وتحقق شرطة كولن بشكل منفرد مع 21 شخص بخصوص علاقتهم بالاعتداءات الجنسية. ولم يعرف بعد كم شخص من بين هؤلاء من طالبي اللجوء.

تلقى جهاز الشرطة بالولاية 170 شكوى بجرائم، ومن بينهم 117 تتعلق باعتداءات جنسية، وهناك مزاعم بحالتين اغتصاب.

ألقي القبض على رجلين الخميس، أعمارهم 16و 23 عاماً، أصولهم من شمال إفريقيا، لمزاعم علاقتهم بالاعتداءات الجنسية، وتم الإفراج عنهم دون توجيه اتهام.

أدانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل العنف وقالت إن ألمانيا يجب أن تتأكد من قيامها بما يكفي لضمان ترحيل الأجانب الذين ارتكبوا أعمال عنف. وأضافت أنه يجب إرسال ”إشارات واضحة“ إلى  الذين ليسوا على استعداد للالتزام بالقانون الألماني.

وفي حالة أخرى، ألقيت الشرطة القبض على أربعة سوريين، تتراوح أعمارهم بين 14 و21 عاماً، بسبب الاشتباه باغتصابهم مراهقتين بجنوب ألمانيا من بلدة ”فايل آم راين“ في احتفالات رأس السنة، وفقاً لوسائل الإعلام الألمانية. وصرحت الشرطة أن هذا الهجوم لا علاقة له بأحداث كولن.

تحديد هوية المهاجمين في كولن ووصفهم بأنهم ينتمون إلى أصول من شمال إفريقيا والعالم العربي، بمثابة جرس إنذار في ألمانيا بسبب تدفق أكثر من مليون مهاجر ولاجئ خلال العام الماضي.

كما كان هناك غضب خارج ألمانيا، فنادى رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو بقمة أوروبية غير عادية لمناقشة أزمة تدفق المهاجرين.

وقال إن ”السياسيين استمروا -حتى بعد هجمات كولن والمدن الأوروبية- في التهوين من المخاطر المرتبطة بالهجرة غير المنظمة والخارجة عن السيطرة إلى دول الاتحاد الأوروبي.“

ومن جانب آخر حذر مسؤولون في ألمانيا من أن منظمات معادية للمهاجرين حاولت استخدام الهجمات في إذكاء الكراهية.

وفقاً للتقارير فهناك هجمات مماثلة حدثت في مدن هامبورج وشتوتجارت. وتلقت أجهزة الشرطة في عدة مدن أوروبية أخرى شكاوى:

في فنلندا، أكدت الشرطة انتشار عمليات التحرش الجنسي في هلسنكي أثناء ليلة رأس السنة، ووصفوها بأنها ”ظاهرة جديدة تماماً.“

أما في مدينة كالمار السويدية فتم إلقاء القبض على رجلين بعد شكاوى وصلت من أكثر من 15 سيدة تتعلق بالتحرش الجنسي.

فيما تعهد وزيرة الداخلية النمساوية ،جوانا ميكل ليتنر، بأن الشرطة ستستخدم نهجاً لا تسامح فيه تجاه الاعتداءات الجنسية بعد شكاوى باعتداءات حدثت في مدينة سالزبرج.

كما قالت الشرطة في مدينة زيورخ السويسرية إن حوالي 6 سيدات قد أبلغن بسرقتهن والاعتداء عليهم جنسياً في ليلة رأس السنة في هجمات شبيهة قليلاً بما حدث في ألمانيا.

وفي وسائل التواصل الاجتماعي باللغة العربية انتشر الغضب من تلك الأحداث. فكتبت إسراء رجب على موقع فيسبوك: ”في كل مرة أشاهد التلفاز وأسمعهم يقولون إن المشتبه بهم يمكن أن يكونوا من شمال إفريقيا أو العرب أشعر بالعار الشديد والاستياء.“

كما كتبت الصحفية في دويتش فيله باللغة العربية ،نهلة الحناوي: ”قبح منطقتنا وصل إلى ألمانيا.“

وعلى موقع تويتر، كتب حساب باسم Farcry99@: ”هل ستندم أوروبا على استقبالها للأشخاص الذين يعانون من القمع الديني والسياسي؟“

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى