منوعات

قضاء ساعة مع الهواتف الذكية يُؤذي عقول الأطفال في سن العامين

الاكتئاب من أبرز الآثار السلبية

المصدر: Daily Mail

ترجمة وإعداد: ماري مراد

حذّر العلماء من أن الأطفال الذين لا يتجاوزون العامين قد تتطور لديهم مشكلات الصحة العقلية، باستخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية. ويُمكن لقضاء ساعة واحدة في اليوم أمام الشاشة (الهاتف أو التابلت) أن يكون كافيًا لجعل الأطفال أكثر عرضة للتوتر أو الاكتئاب، وهو ما يجعلهم أقل فضولًا، وأقل قدرة على إنهاء المهام، علاوة على خفض الاستقرار العاطفي، والتحكم في النفس.

ورغم أن المراهقين أكثر عرضة للخطر من الأجهزة المُدمرة فإن الأطفال تحت سن الـ10 سنوات ولا يزال عقلهم في طور النمو يتأثرون أيضًا. ويقول الباحثون من جامعة ولاية سان دييغو وجامعة جورجيا، إن الوقت الذي تتم تقضيته على الهواتف الذكية هو سبب خطير لمشاكل الصحة العقلية، لكن يمكن تجنبه.

وذكرت البروفيسور جان توينج وكيث كامبل أن “نصف مشكلات الصحة العقلية تتطور في فترة المراهقة. وهناك حاجة لتعريف العوامل المرتبطة بمشاكل الصحة العقلية (التي يمكن تغييرها) في هذا المجتمع، إذ يكون من الصعب أو المستحيل التأثير على معظمها، فمن السهل تغيير كيف يقضي الأطفال والمراهقون وقت الفراغ”.

Children as young as two are suffering anxiety and depression because of how much time they spend on smartphones, researchers from the US have warned, and parents and teachers should do more to curb how long they're online

وبحسب “Daily Mail”، يجب على الآباء والمعلمين تقليل الوقت الذي يقضيه الأطفال على الإنترنت أو مشاهدة التليفزيون، بينما يدرسون ويكوّنون صداقات ويتناولون الطعام أو حتى يمارسوا الرياضة.

وقالت البروفيسور توينج إن دراستها تدعم الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال التي حددت الزمن المناسب للجلوس أمام الشاشة: ساعة واحدة في اليوم للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وخمسة، كما تشير إلى أنه يجب تطبيق حد مشابه -ربما لساعتين- على المراهقين والأطفال في سن المدرسة.

وحلل الباحثون البيانات التي قدمها الآباء لأكثر من 40 ألف طفل أمريكي، تتراوح أعمارهم بين عامين و17 عامًا لإجراء مسح صحي وطني في عام 2016. واستفسر الاستبيان عن الرعاية الصحية للأطفال، وعن أي مشاكل عاطفية أو تطورية أو سلوكية والوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشة يوميا.

واتضح أن المراهقين الذين يقضون أكثر من سبع ساعات يوميًا على الشاشات هم أكثر عرضة مرتين للإصابة بالقلق أو الاكتئاب مقارنة بالذين قضوا ساعة. ووجدت الدراسة أن الروابط بين وقت الجلوس أمام الشاشة والرفاه (مصطلح عام لحالة فرد أو جماعة، من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والروحية أو الطبية) هي أقوى بين المراهقين أكثر من الأطفال الصغار.

وقالت البروفيسور توينج: “في البداية، فوجئت بأن الارتباطات كانت أكبر بالنسبة إلى المراهقين. ومع ذلك، يقضي المراهقون مزيدًا من الوقت على هواتفهم وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، ونحن نعلم من أبحاث أخرى أن هذه الأنشطة ترتبط ارتباطًا وثيقًا برفاه متدنية مقارنة بمشاهدة التليفزيون ومقاطع الفيديو”.

وحتى الاستخدام المعتدل لأربع ساعات مرتبط برفاه نفسية أقل من الاستخدام لمدة ساعة واحدة في اليوم، كما أن الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة، أو الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، أكثر عرضة مرتين في كثير من الأحيان لفقدان أعصابهم، وهم أكثر عرضة بنسبة 46% لعدم القدرة على التهدئة عند الانفعال.

وبين سن 14 إلى 17 عامًا، فإن نحو 4 من كل 10 من هؤلاء (42,2%) في الدراسة، الذين أمضوا أكثر من 7 ساعات يوميًا على الشاشات، لم ينهوا المهام. ونحو واحد من كل 11 شخصًا (9%) من سن 11 إلى 13 عامًا من الذين أمضوا ساعة يوميا مع الشاشات، لم يكونوا فضوليين أو مهتمين بتعلم أشياء جديد.

وكتب الأساتذة في “Preventative Medicine Reports” أنهم مهتمّون بشكل خاص بالصلات بين الوقت الذي تتم تمضيته أمام الشاشة وتشخيص القلق والاكتئاب لدى الصغار، وهو ما لم يُدرس بعد بتفصيل كبير. وقالوا: “كان البحث السابق عن الروابط بين وقت الجلوس أمام الشاشة (الهواتف أو الأجهزة اللوحية) والرفاه النفسية بين الأطفال والمراهقين متضاربًا، مما دفع بعض الباحثين إلى التشكيك في حدود مدة استخدام الشاشة التي اقترحتها منظمات طبية”.

ويقدر المعهد الوطني الأمريكي للصحة أن الأطفال والمراهقين يقضون عادة ما يتراوح بين 5 إلى 7 ساعات على الشاشات في أوقات الفراغ.

وقررت منظمة الصحة العالمية هذا العام إدراج اضطراب الألعاب في المراجعة الـ11 للتصنيف الدولي للأمراض. ويحذّر الخبراء من أن الأطفال “المدمنين” معرّضون لخطر الأرق والبدانة والسقوط ضحية للبلطجة، بينما يفقدون مهارات اجتماعية قيّمة من خلال عدم الاتصال المباشر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى