منوعات

الرجال يجمّدون النساء “حرفيا” في أماكن العمل

درجة حرارة جسد المرأة أقل بكثير من المعيار المستخدم في درجات حرارة التكييف

كوارتز – جوين جيلفورد – ترجمة: محمد الصباغ

ربما يكون الصيف قاتلا حالياً، لكن قطعة الملابس التي يجب أن تمتلكها النساء ذات الياقات البيضاء (العاملات في المكاتب) ليست ”بلوزة“ مبهجة وبنطلونا يناسب لونها، بل تحتاج إلى بطانية أثناء وجودها في مكان عملها. تستعد النساء العاملات في المكاتب حول العالم للطقس الحار بارتداء طبقات عديدة من الملابس، حتى مع بدء زملائهن الرجال في رفع أكمام قمصانهم.

وهناك سبب بسيط، فدرجة حرارة المكاتب مصممة للرجال. وأكدت دراسة حديثة على أن درجة حرارة جسد المرأة أقل بكثير من المعيار الذي صممت على أساسه درجة حرارة أجهزة التكييف، مما يجعل المرأة أكثر عرضة للشعور للبرد. ونشرت تلك الدراسة في (Nature Climate Change).

اعتمدت الدراسة على عدد بسيط وهو 16 امرأة، لكنها تعيد استنتاج نتائج سابقة. فإحدى الدراسات وجدت أن معيار (معدل التمثيل الغذائي –  المستخدم في تصميم درجة حرارة المكاتب هو أعلى بنسبة 35% من معدل الأيض عند النساء، ومعدل التمثيل الغذائي هو قيمة الحد الأدنى من الطاقة في كل وحدة زمنية.

وأظهرت دراسات أخرى أن النساء يشعرن بالراحة أكثر في الغرف التي يكون معدل درجة الحرارة فيها حوالي 77 درجة فهرنهايت أي 25 درجة سيلزيوس، بينما الرجال يفضلون أن تكون درجة الحرارة 72 درجة فهرنهايت أي 20 درجة سيلزيوس. وتوصي حكومة الولايات المتحدة بأن تكون درجات الحرارة في المكاتب بين 20,5 إلى 22,8 درجة سيلزيوس.

يعود التفاوت إلى فترة الستينيات والسبعينيات، عندما قام بعض العلماء والمنظمين بوضع معايير للمناخ في أماكن العمل المغلقة تعتمد على معدل التمثيل الغذائي لرجل عمره 40 عاماً و وزنه 70 كيلوجرام. ومالت النساء إلى معدلات تمثيل غذائي أقل. يعني ذلك أن النظام الثابت في أجهزة التكييف الذي يبقى الرجل في شعور بالراحة، يجعل المرأة ترتدي ملابس ثقيلة أكثر.

قد يكون لإنهاء المعايير المزدوجة في أجهزة التكييف فوائد أخرى. يتولد من المنازل ومكاتب العمل حوالي 30% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وفقاً لما قاله أصحاب الدراسة الحديثة بوريس كينجما و ووتر فان ماركن من جامعة ماتريخت بهولندا. فإن تعديل معدلات التبريد إلى تلك التي تريح المرأة قد يخفض بشكل كبير من استهلاك الطاقة. (يجدر الإشارة إلى أن الدراسة مولها قائمون على حماية الطاقة المتجددة).

بطريقة أخرى، فإن  إذابة النساء المتجمدات في أماكن العمل قد يحافظ على الكوكب من الاحتباس الحراري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى