مجتمعمنوعات

كيف تتعافى من علاقة مع “سيكوباتي”؟

كيف تتعافى من علاقة مع سيكوباتي

سيكولوجي توداي – سيث ميرس – ترجمة: محمد الصباغ

 

من المعروف أن “السيكوباتيين – المصابون  بالخلل النفسي الذي يعادي الآخرين والمجتمع” ، لا ينجحون في العلاقات. هناك غياب للتواصل العاطفي معهم وهم لا يملكون أي شعور حقيقي بالتعاطف. ببساطة هم ليسوا أهلاً للثقة أو لأن يعتمد شخص آخر عليهم. وعند الحديث معهم وتقييمهم ،كما فعلت، يبدو وكأنك تتحدث مع قطعة من الجليد. وعلى الرغم من دخولهم في العملية الجنسية وكل الأشكال الأخرى للعلاقة، لكن خبرتهم عن الجنس مختلفة تماماً عن أقرانهم من غير المضطربين نفسياً.

لنبدأ بعرض بعض الصفات المزعجة للسيكوباتي: وفقاً لاستبيان حول الشخصيات الانطوائية أو المعادية للمجتمع، يتسم السيكوباتي  بالعدوانية، والثقة بالنفس، والاندفاع والقلق المتفاوت. من الممكن أن يرتكب  جرائم، لكن أيضاً يمكن أن يسبب ضررا بالغ في حياة الآخرين دون أن يرتكب أي جريمة يعاقب عليها قانوناً. صفات السيكوباتي النفسية مزعجة جداً عندما يتم تطبيقها على الجنس والعلاقات.

لا يعتبر المشخص السيكوباتي  الجنس تجربة عاطفية متبادلة

من المفترض أن يكون الجنس تجربة عاطفية وحميمية. استمع إلى أي أغنية شهيرة وستعرف ما أقصده –الأغنيات  تدور حول الحب المثالي والمتكامل، فيه الشريكان يجمع بينهما الثقة والحب، ويمارسون الجنس حتى الفجر لأن بينهما ارتباط عاطفي قوي. بكل بساطة، الشخص السيكوباتي سيكون آخر الأشخاص الذين يمتلكون هذا التواصل الممتد والمستمر. تدور حياتهم حول الوصول إلى احتياجاتهم الضرورية بغض النظر عما سيكلف ذلك الآخرين.

ولأنهم لا يعيشون في علاقات عاطفية تشهد احتراما واستقلالا متبادلا، فلا يمتلكون حياة جنسية صحية أيضاً. السيكوباتيون عادة محترفين في الإغواء وجذب الأشخاص إلى سريرهم، لكن العملية لعبة معقدة أكثر من كونها تجربة عاطفية ثم جنسية.

ما الذي يثير السيكوباتيين؟

يتحفزون جنسياً بالقوة . لو كان إقامة علاقة جنسية مع امرأة سيعني أنها ستثق بهم أكثر أو ستعطيهم أموالاً، سيؤدون في العلاقة الجنسية بشكل رائع. أكد ذلك بعض النساء اللاتي دخلن في علاقات مع سيكوباتيين.

مثل الكثير من سلوكياتهم، يتقن السيكوباتيين فن الأداء. يتقنون التمثيل في الكثير من جوانب حياتهم، أكثر مما نتخيل. يدركون أن الانطباع والصورة الاولى التي يكونها الآخرون عنهم يمكن أن تجذبهم إليهم. ويفعلون نفس الشئ عندما يتعلق الأمر بالجنس.

السلوك المنحل والعلاقات القصيرة المتعددة

يشترك السيكوباتيون في سلوك جنسي منحل أو الكثير من العلاقات التي تستمر لفترة قصيرة. وجدت دراسات أنهم بشكل أساسي يميلون إلى العلاقات غير المشروعة وليس العلاقات التي تقوم على الالتزام والتعهد.

لا يميلون إلى العلاقات المنحلة لأنهم يحبون الجنس كثيراً، الموضوع  متعلق أكثر بإرضاء غرورهم حين يتم رفضهم، أو الشعور بالقوة، وأيضاً لإبعاد الملل الذي ينتابهم كثيراً. كما ان الجنس مع الغرباء عادة يجعلهم يتواصلون بشكل كبير مع شخص  آخر في اقصى درجات الحميمية والضعف. السيكوباتيين  لديهم هدف دائماً، أن يكون أمامهم شخص في موضع ضعف ويسمح ذلك لهم بالاستفادة من الأمر. لو كان شخص ما وحيداً، ربما يكون سريع التأثر بالمميزات الجنسية للسيكوباتيين –حتى لو شعروا بأن هذا الشخص الجديد يبدو غريباً، يقنعون أنفسهم بأن هذا الشخص يبدو جيدا جداً ولن يكون شعورهم حقيقياً.

السيكوباتيين في الحانات أو المطاعم أو أي مكان اجتماعي آخر

الحانات والمطاعم التي تمتلأ بساعات السعادة تعتبر أماكن شهيرة يبحث فيها السيكوباتيين عن التواصل. ومع الكحول، يكون الرجال والنساء ضحية سهلة لهؤلاء المرضى وحساباتهم الدقيقة. يمكن رصد السيكوباتيين من  خلال عدة علامات: التهور، والتودد بالقوة، أو البحث عن التعاطف، ويوجه أسئلة شديدة الخصوصية مبكراً جداً من أجل تحديد نقاط الضعف العاطفية في الشخص الذي يستهدفه.ويدون ضحاياهم عندما يكونوا في حالة وحدة أو يأس أو فقدان عاطفي.

التخلص من الشركاء العاطفيين أو الجنسيين كما لو كانوا أشياء غير مهمة

عادة يظل الأشخاص في علاقة مع السيكوباتيين فترة أطول مما قد يعترفون به لأن السيكوباتي قد غسل أدمغتهم عبرسلسلة خطوات من قتل النفس (فقد عزلهم عن العائلة والأصدقاء، بانتقادهم في مرات لا تحصى). ومن المعتاد بعد نهاية العلاقة مع سيكوباتي أن يتعرض الشخص الآخر إلى علاج نفسي، لأنهم مدمرين بسبب الطريقة التي تم هجرهم بها.

من الصعب على الكثيرين تخيل قدرة شخص ما على الانفصال بسرعة وقسوة، لكن للتعافي بعد علاقة مع سيكوباتي، يتطلب الأمر من الضحية أن يدرك الاختلاف الكبير في احتياجات  هؤلاء المضطربين: فاحتيجاتهم العاطفية تكون في سبيل تعظيم صورتهم الذاتية، وليس علاقة مشاركة أو معاملة بالمثل.

والأكثر أهمية هو أن المضطرب نفسياً لن يحترم أبداً مشاعر ضحيته، وخصوصاً عنما يطلب منه تحمل مسؤولية خداعه. وتقول مارتا ستاوت أفضل ما يمكن أن يقال في كتابها ” The Sociopath Next Door- المختل أمام المنزل“، إنه بشكل عام يعتقد الأشخاص بلا وعي أو ضمير أن وجودهم في العالم أسمى من وجودنا.“

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى