سياسة

أبو الفتوح لـ”تايم”: نحيا “جمهورية خوف”

 

عبد المنعم أبو الفتوح يقول لمجلة”تايم” إن مصر تحيا “جمهورية خوف” وأن الانتخابات المقبلة صورية وأقرب إلى  استفتاء

أبوالفتوح .. الصورة من http://english.ahram.org.eg/
أبوالفتوح .. الصورة من http://english.ahram.org.eg/

جاريد مالسين – تايم

إعداد وترجمة – محمود مصطفى

بالرغم من أن العديد من المصريين يعتبرون الانتخابات الرئاسية التي ستجرى الأسبوع المقبل مسرحية هزلية غير ديمقراطية، فإن قليلون يقفون في طريق تولي قائد الجيش السابق أرفع منصب في البلاد.

قبل عامين، كان عبد المنعم أبو الفتوح، طبيب وإسلامي وسطي، مرشحاً قوياً لرئاسة مصر، لكن الآن ومصر تشق طريقها بخطوات متمايلة نحو سباق رئاسي ثانٍ في عامين وأول بعد إزاحة الجيش للرئيس المنتخب محمد مرسي، رفض أبو الفتوح الترشح مرة أخرى.

وقال أبو الفتوح لـ”تايم” الأسبوع الماضي “هذه ليست انتخابات ديمقراطية” وأضاف “هي تشبه الاستفتاء على اسمين أحدهما هو ممثل مؤسسات الدولة والجيش.

هذا المرشح هو عبد الفتاح السيسي القائد السابق للقوات المسلحة الذي عزل وسجن مرسي وقاد حملة قمع شاملة ضد الإسلاميين تحت مسمى الحرب على الإرهاب ويستعد الآن للإنتصار في الإنتخابات الرئاسية المقبلة.

“لا توجد منافسة حقيقية لأنه يحظى بدعم الإعلام منذ الثالث من يوليو” يقول أبو الفتوح متحدثاً عن قائد الجيش السابق.

مع اعتبار فوز السيسي شبه مؤكد، فالساحة الآن معدة لخيبة أمل انتخابية. منافس السيسي الوحيد هو الناصري حمدين صباحي الذي يخاطب شريحة صغيرة محاولاً التغلب على عبادة الشخصية المحيطة بالسيسي الذي يقدم نفسه كمرشح حفظ النظام العام والرجل الذي أنقذ مصر من الاخوان المسلمين وهي الجماعة التي نفرت منها معظم الشعب وهي في السلطة ويشيطنها الإعلام منذ استحواذ الجيش على السلطة.

وتأتي الانتخابات المقبلة أيضاً في أعقاب فترة من العنف السياسي هي الأكثر دموية، حيث اعتقلت الحكومة، المدعومة من الجيش، بعد عزل مرسي ما يقرب من 21 ألف شخص، من بينهم معارضين وصحفيين، وحظرت جماعة الاخوان المسلمين وقتلت أكثر من ألف شخص خلال اشتباكات مع المتظاهرين إضافة إلى إغلاق المؤسسات الإخبارية الإسلامية وإقرار قانون يحظر التظاهر من دون تصريح حكومي.

ونتيجة لذلك ترفض قوى سياسية مختلفة المشاركة في الانتخابات احتجاجاً على الحملة القمعية. ويقاطعها  الإخوان المسلمون ومؤيدو الرئيس المعزول مرسي، الذين كانوا في وقت من الأوقات أكبر قوة سياسية منظمة في السياسة المصرية، باعتبار أن منصب الرئيس ليس شاغراً.

يخطط العديد من المصريين العاديين لعدم المشاركة في الانتخابات بسبب الإرهاق والتقزز من السياسة بعد ثلاثة أعوام من الإضطرابات وهو تغير ضخم عن المشهد في انتخابات 2012 حين ترشح أبو الفتوح كمستقل.

أبو الفتوح، 62 عاماً، ظل عضواً في جماعة الإخوان المسلمين لفترة طويلة من الزمن ومثّل صوتاً للتعددية السياسية، تم إبعاده عن الجماعة في 2011 على خلفية ترشحه للرئاسة. حملة أبو الفتوح وعدت بالإصلاح وجمعت بين أطياف من النشطاء الإسلاميين والعلمانيين. حل أبو الفتوح رابعاً في الجولة الاولى من الانتخابات ومع ذلك جمع أكثر من 4 ملايين صوت أو 17% من إجمالي الأصوات.

وبالرغم من قضاءه معظم فترة نشاطه السياسي إسلاميا إلا أن أبو الفتوح أدان سياسة مرسي الاستقطابية كرئيس ودعم المظاهرات ضده، لكن المرشح السابق يشعر بالأسف تجاه ما حدث بعد عزل مرسي.

“في هذه الأجواء الأمنية، في جمهورية الخوف هذه، الأمل السياسي والديمقراطي مستحيل” يقول أبو الفتوح ويضيف “هذا القمع يجب أن يتوقف، استخدام الأجهزة الأمنية لقمع الناس يجب أن يتوقف، وإلا سيحدث انفجار ثوري آخر خطر على الدولة.”

عدد من النشطاء، المخضرمين في التظاهر ضد مبارك ومرسي، يعتبرون الانتخابات استعراضا فارغا. علي حسن علي، 51 عام، عضو في مجموعة من النشطاء تدعو لما يسميه المقاطعة الإيجابية والغرض من ذلك هو الذهاب للجان الانتخابية والكتابة على البطاقات الانتخابية ما يعبر عن رفض الانتخابات الحالية.

يقول علي “هدف المقاطعة هو استمرار الثورة” ويضيف “هناك مجموعة كبيرة من الثوار يرفضون هذه العملية الانتخابية لأنها في جوهرها نتيجة لانقلاب عسكري.”

ودعت حركة شباب 6 ابريل، المجموعة التي لعبت دوراً أساسياً في إطلاق التظاهرات ضد مبارك، بدورها إلى مقاطعة الانتخابات بعد أسابيع من حظر أنشطة الحركة وفقاً لحكم قضائي.

“أصبح من الواضح أنها مسرحية وأن صباحي يشارك فيها فقط ليبدو مظهر السيسي جيداً”، يقول رامي السويسي أحد مؤسسي الحركة وعضو مكتبها السياسي الذي قال أيضاً “لا يوجد ما يسمى بانتخابات حرة عقب إنقلاب.”

صباحي لم يدع هذه الشكوك تقلل من حظوظه، حيث باشر جولة حماسية في عدة مدن في الدلتا وباتجاه الأسكندرية منتصف الشهر. ويصر مساعدو صباحي على أن الحملة جدية مشيرين إلى أنه قدم من بعيد ليحل ثالثاً في انتخابات 2012 خلف مرسي ورئيس وزراء مبارك أحمد شفيق.

يقول عماد عاطف أحد أعضاء حملة صباحي “نحن متأكدون من أن صباحي يمكنه الفوز بهذه الإنتخابات،” إلا أن عاطف أيضاً يدرك مشكلة إرهاق الناخبين. فمنذ 2011 صوت المصريون في ثلاث استفتاءات دستورية وثلاث مراحل من الانتخابات البرلمانية إضافة إلى انتخابات رئاسية.

“لقد تعبوا من السياسة” يقول عاطف ويضيف “لم تحدث العملية السياسية أي تغيير حقيقي في السنوات الثلاث الأخيرة.”

ربما هذا ما يجعل الكثير من المصريين، الطامحين في الاستقرار والآملين تعاف اقتصادي واجتماعي، يرحبون بالقيادة الصلبة التي يمثلها السيسي.

الشعور بحتمية الإلتفاف حول السيسي جفف منبع الإثارة في الانتخابات الحالية ونقل النقاش إلى نقطة أخرى وهي كيف سيتعامل السيسي مع الإقتصاد الراكد والبنية التحتية المتهالكة والتمرد المسلح في سيناء وما إذا كان القمع السياسي سيستمر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى