ترجماتسياسة

واشنطن بوست: محمد بن سلمان يستخدم “العلاج بالصدمة” في السعودية

ديفيد إغناتيوس يتحدث عن “تخمر ثقافي” في السعودية

ترجمة: ماري مراد

المصدر: واشنطن بوست

روى الكاتب الأمريكي ديفيد إغناتيوس تفاصيل وكواليس اللقاء الذي عقده مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والذي تحدث فيه الأخير عن علاج السعودية بالصدمة وأهميته لتحديث الحياة الثقافية والسياسية بالمملكة.

في مقالته المنشورة بصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، ذكر إغناتيوس إنه خلال زيارته المقتضبة إلى السعودية، كان من المستحيل تقييم مدى نجاح إصلاحات ولي العهد السعودي، مؤكدا وجود ما وصفه بـ”التخمر الثقافي”، وحيث أصبحت  النساء يحكين للزائرين عن نوع السيارات التي يخططن لشرائها عندما يسمح لهن بالقيادة في يونيو، وإلى نص المقال:

في مقابلة واسعة النطاق في وقت متأخر في قصره هنا، وصف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان موجة جديدة من الإصلاحات كجزء من علاج بالصدمة لازم لتحديث الحياة الثقافية والسياسية بالمملكة.

بدأ “إم بي إس”، كما يعرف الأمير ولي العهد العنيد البالغ 32 عاما، المقابلة قبل منتصف الليل الإثنين، في نهاية اليوم الذي أصدرت فيه أوامر ملكية هزت الجيش السعودي والحكومة البيروقراطية وتعيين تماضر بن يوسف الرماح نائبا لوزير العمل، ولمدة أكثر من ساعتين، ناقش “إم بي إس” حملاته ضد الفساد والتطرف الإسلامي إضافة إلى استراتيجيته في المنطقة.

ولي العهد قال إنه يحظي بدعم شعبي، ليس فقط من قبل الشباب السعودي القلق، بل أيضا من الأسرة المالكة، ورفض انتقاد سياساته الداخلية والإقليمية التي وصفها البعض بأنها محفوفة بالمخاطر، وقال إن التغييرات ضرورية لتمويل تنمية المملكة ومكافحة أعدائها، مثل إيران، وردا على سؤال حول إمكانية إطلاق سراح ناشطين في مجال حقوق الانسان قبل زيارته للولايات المتحدة في أواخر مارس قال إن المعايير السعودية تختلف عن المعايير الأمريكية “وإن نجحت فلا داعي لإصلاحها”، لكنه أضاف فيما بعد من خلال مساعد أنه يمكن أن يفكر في إجراء إصلاحات في هذا المجال كما هو الحال في مجالات أخرى.

خلال زيارتي المقتضبة إلى السعودية، كان من المستحيل تقييم مدى نجاح إصلاحات “إم بي إس”، بالتأكيد، هناك تخمر ثقافي: تخبر النساء الزائرين عن نوع السيارات التي يخططن لشرائها عندما يسمح لهن بالقيادة في يونيو، وافتتحت صالات رياضية جديدة للنساء، ورجال الأعمال الإناث تشغل شاحنات الغذاء؛ كما تحضر مشجعات الرياضة ألعاب كرة القدم العامة.

قد تكون المعارضة المتحفظة موجودة تحت الأرض، لكن في سبتمبر 2017 كشف استطلاع رأي خاص أجرته شركة “إبسوس” لجيل  الألفية في السعودية أن 74% منهم متفائلين بالمستقبل، ويأتي على قائمة مخاوفهم ارتفاع الأسعار والبطالة والفساد.

“إم ي إس” تحدث كليا باللغة الإنجليزية: في لقاءين سابقين لي معه كان يستقبل الأسئلة باللغة الإنجليزية ويجيب بالعربية، هو رفض مخاوف بعض الداعمين في الولايات المتحدة من أنه يحارب على جبهات كثيرة ويأخذ الكثير من الفرص، بحجة أن سرعة واتساع وتيرة التغيير ضروريان لتحقيق النجاح.

قال ولي العهد إن الإعلان الصادم الذي أصدره والده الشيخ الملك سلمان ليلة الإثنين كان مجهودا يهدف إلى تعيين أشخاص لديهم “طاقة عالية” يمكنهم تحقيق أهداف التحديث، مضيفا: “نريد أن نعمل مع مؤمنين”.

وتقضي المراسيم بتعيين أمراء أصغر سنا في مناصب حكومية رئيسية، بينهم الأمير تركي بن طلال نائبا حاكم عسير، ويقترح هذا التعيين وجود اتفاق في العائلة المالكة، منذ أن كان شقيقه الأمير الوليد بن طلال بين 381 شخصية اعتقلت بتهم فساد في نوفمبر الماضي (أطلق سراحه فيما بعد).

أقال “إم بي إس” رئيس أركان الجيش السعودي وعين قادة عسكريين جدد، وذكر أن التغييرات خطط لها منذ سنوات للحصول على نتائج أفضل لإنفاق الدفاع السعودي، ولفت إلى أن المملكة، صاحبة أكبر رابع ميزانية دفاع في العالم، يحتل جيشها المرتبة الـ20 أو الـ30 بين أفضل جيوش العالم، كما وصف خططا طموحة لتحريك القبائل اليمنية ضد الحوثيين وداعميهم المؤيدين لإيران في اليمن بالحرب التي استغرقت وقتا أطول مما كان يأمله السعوديون.

وذكر “إم بي إس” أن انقلابه ضد الفساد في نوفمبر كانت مثالا على العلاج بالصدمة الذي تحتاجه المملكة بسبب وباء الفساد، مضيفا: “لديك جسم مصاب بالسرطان في كل مكان، سرطان الفساد. أنت في حاجة إلى كيماوي، صدمة الكيماوي وإلا فسيأكل السرطان الجسد. المملكة لن تحقق أهداف الموازنة دون وقف هذا النهب”.

ولى العهد أوضح أنه يتذكر الفساد شخصيا، حينما حاول أشخاص استخدام اسمه واتصالات بدأت في أواخر سن المراهقة، متابعا: “الأمراء الفاسدون أقلية، لكنهم ممثلين سيئين يحظون بقدر أكبر من الاهتمام، وهذا يضر بقدرة الأسرة المالكة. جميع من قبض عليهم عدا 56 فقط أطلق صراحهم بعد دفع تعويضات: “معظمهم يعرف أنهم فعلوا أخطاء كبيرة، وقد قاموا بالتسوية”.

“إم بي إس” قال إن هناك حاجة إلى “الصدمة” للتحقق من التطرف الإسلامي في المملكة، مشيرا إلى أن إصلاحاته التي منحت حقوقا أكبر للمرأة وأقل للشرطة الدينية، كانت ببساطة جهدا لإعادة تطبيق مبادئ الممارسات التي كانت استخدمت في عصر النبي محمد.

ولي العهد أوضح أنه تعرض لانتقادات غير عادلة بخصوص الضغط على رئيس الوزراء اللبناني سعد الحرير للاستقالة نوفمبر الماضي، و”هو الآن في وضع أفضل” بلبنان مقارنة بميليشيا حزب الله المدعومة من إيران، وسيزور الحرير المملكة قريبا لإجراء مباحثات.

المتحمسون لـ”إم بي إس” أحيانا يشبهون محاولته لتوطيد سلطته بعبد الله بن سعود، مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة، لكن “إن بي إس” رفض هذه المقارنة مضيفا لمسة عصرية: “لا يمكنك تصميم هاتف ذكي جديد. ستيف جوبز بالفعل فعل هذا. ما نحاول جلبه هنا الآن شيء مختلف”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى