سياسة

صحف عبرية: الرئيس المصري “رضخ” للضغوط الإسرائيلية

صحف إسرائيلية بعد تأجيل مشروع “الاستيطان”: السيسي “رضخ”.. و “المعركة لم تنته بعد”

جورزاليم بوست
رافائيل آهرن- تايمز أوف إسرائيل

إعداد وترجمة: فاطمة لطفي

ذكرت صحيفة جورزاليم بوست، أن مصدر دبلوماسي غربي صرح لها أن مصر “رضخت” للضغوط الإسرائيلية بشأن تأجيل التصويت على مشروع القرار المتعلق بالوقف الفوري والتام لإنشاء مستوطنات إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة. 

وقالت الصحيفة أن مصر تقدمت، يوم الأربعاء، بمشروع قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للتصويت عليه، المشروع الذي يدين إنشاء مستوطنات إسرائيلية على أراضٍ فلسطينية، وكان من المقرر التصويت عليه أمس الخميس، لكن الرئيس عبدالفتاح السيسي، “رضخ” للضغوط الإسرائيلية.

وكان من المقرر أن يطالب مشروع القرار إسرئيل بالتوقف الفوري لجميع الأنشطة الإستيطانية في الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك القدس الشرقية.

قبل أن يتم تأجيل التصويت، حث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو الرئيس باراك أوباما لاستخدام حق الفيتو  لنقض  القرار.
وحسب مسئول أمريكي، كانت إدارة أوباما تدرس الإمتناع عن التصويت، الأمر الذي كان سيسمح بتمرير القرار.

اقرأ أيضًا: مصدر رسمي: “الرؤية العميقة” وراء طلب مصر إرجاء التصويت على إدانة الاستيطان

وعلق أيضًا، رافائيل آهرن، في صحيفة تايمز أوف إسرائيل وكتب واصفًا موقف مصر “بالغريب”، ومعقبًا على تقديمها لمشروع القرار وتراجعها عنه بعدها بوقت قصير، وقال: 

بعث نتنياهو باحتجاج ضد مشروع القرار. وتذمر مسئولون إسرائيليون كبار من أن الإدارة الأمريكية سمحت بتمرير المشروع، عبر عدم نقضه باستخدام الفيتو، الأمر الذي يمكن أن يشكل إخلالًا لوعود الولايات المتحدة لإسرائيل. ونشر نتنياهو تغريدة قال فيها أن الولايات المتحدة يجب أن تستخدم “الفيتو” في النقض على مشروع القرار.

الأمر الذي زاد من ذُعر إسرائيل أيضًا، أن وزير الخارجية الأمريكي، كان على وشك إلقاء كلمة، الذي حسب التخمينات، كان سيوضح فيها لماذا كانت الولايات المتحدة ستسمح بتمرير مشروع القرار.

اجتمع نتنياهو بحكومته، ثم نشر بيانًا أشاد فيه باستعداد الولايات المتحدة لإسرائيل على مدى سنوات للوقوف في الأمم المتحدة واستخدام”الفيتو” لنقض المشروعات المعادية لإسرائيل، ودعا إدارة أوباما إلى عدم “التخلي” عن هذه السياسة.

بعدها بدقائق، طالبت مصر بتأجيل التصويت على القرار الذي تقدمت به. وزعمت تقارير غير مؤكدة، أنه ربما لن يكون هناك تصويت أبدًا.

لم يكن واضحًا ما الذي حدث خلف الكواليس، والمحادثات التي شملت إسرائيل والقاهرة وواشنطن. أصر مسئولون إسرائيليون في لقاءات مع صحفيون إسرائيليون، طلبوا عدم ذكر أسماءهم، أنهم وراء تأجيل مصر لمشروع القرار.

ولازال هناك تساؤل حول لماذا تقدمت مصر بمشروع قرار ثم أجلت التصويت عليه بعدها بأقل من يوم واحد؟

تشير إحدى النظريات أن نتنياهو تواصل مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي يحظى بعلاقة شخصية جيدة معه. وذكرت رويترز أن القاهرة أرجأت التصويت نزولًا عند رغبة إسرائيل، بعد محادثات “رفيعة المستوى” بين الحكومتين. إذا صح ذلك، سيكون برهان هام على التحالف الناشئ بين مصر وإسرائيل، والذي يعد إلى حد ما إنجازًا دبلوماسيًا.

لكن يبدو الأمر غير قابل للتصديق إلى حد ما، إذا كان بالفعل نتنياهو جعل السيسي يتراجع عن القرار، لماذا لايزال رئيس الوزراء يطالب الولايات المتحدة باستخدام الفيتو حتى وقت متأخر من ظهر يوم الخميس؟

ربما إذاً هو بيان ترامب هو من دفع القاهرة لتغير موقفها. التقى الرجلين، السيسي وترامب في سبتمر وكان السيسي أول الزعماء الدوليين المهنئين لترامب على فوزه في الانتخابات الأمريكية. وربما ارتأى السيسي، الذي تعتمد بلاده على مساعدات مالية من واشنطن، أنه من الأفضل عدم إغضاب الإدارة المستقبلية من خلال تمرير مشروع قرار تعارضه أميركا.

شاع أيضًا أن بعض الجماعات اليهودية التي التقت بالسيسي مؤخرًا هي التي حاولت إقناعه بسحب المشروع. أو ربما هاتف نتنياهو ترامب وطلب منه الضغط على القاهرة لتسحب المشروع.

ستكون سابقة مذهلة، أن يتمكن أعضاء بارزين من الإدارة الأمريكية القادمة من إقناع رئيس دولة أجنبية بإلغاء قرار حسب ما ورد، أن الإدارة الحالية تدعمه.

لكن الأمر لم ينتهي بعد. ربما يعود مشروع القرار المصري. وإذا لم يحدث ذلك، ربما تقدم نيوزيلندا، الدولة التي تنتهي عضويتها في مجلس الأمن الأسبوع المقبل، نسختها من المشروع.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى