حيوانات

فيديو| سر التجاعيد على جلد الأفيال

الإجابة ليست لأنها حيوانات كبيرة حكيمة

المصدر: techly – Ella Imms

ترجمة: ماري مراد

الحكمة ليس من السهل اكتسابها، ولتستحق هذه الكلمة، فهذا يعني أنك تبلغ أكثر من 80 عامًا مع ترسانة كاملة من الخبرات، أو ربما تكون أحد الشباب المحظوظين الذين يعتبرون “روحهم عجوز”، الأمر هو أن الحكمة مساوية للعمر الذي يعني ظهور التجاعيد والعيون الحنونة.

لكن هذه المقالة ليست عن الحكمة أو كبار السن، بل عن الأفيال، وعلى وجه التحديد جلد الأفيال، الذي نعرف جميعًا أنه مُجعد.

دعونا نتفق على أن الأفيال عادة ما تُعرف بـ3 أشياء: الخرطوم، والأذن الكبيرة، والجلد المجعد. وهذه العناصر جنبًا إلى جنب مع خطواتها البطيئة والثابتة، تضع الأفيال في فئة “الحكمة” مع الأجداد.

لكن لماذا بشرتها مُجعدة؟

هل سألت نفسك هذا السؤال من قبل؟ بالتأكيد لن تكون الإجابة لأنها حيوانات كبيرة حكيمة، وهناك مجموعة كاملة من العلماء الذين تحيروا بسبب هذا الأمر لبعض الوقت وخرجوا ببعض الاستنتاجات الرائعة.

بعد عدد من الدراسات باستخدام الميكروسكوب ونماذج الكمبيوتر، توصل العلماء لمعرفة أن الجلد لا يحتوي على مجموعة من التجاعيد العشوائية، لكنه قطعة معقدة من الشقوق التي تسمح للأفيال بالبقاء باردة، وتحميها أيضًا من المحيط والطفيليات.

مايكل ميلينكوفيتش، الأستاذ بجامعة جنيف وقائد الدراسة، تحدث مع “Inverse” عن الاكتشاف، ويقول: “حقًا، جلدها مجعد بالتأكيد هذا واضح للغاية لكن إذا نظر المرء عن قرب، يدرك أن هذا الجلد نُحت بعمق بواسطة شبكة معقدة من الشقوق المتداخلة الصغيرة”.

ويهتم ميلينكوفيتش وزملاؤه أكثر بدراسة الآليات التطورية والتنموية، وكيف خلقت تنوعًا بين الحياة هنا على الأرض، وللتطور علاقة بالجلد المتصدع والمفيد للفيلة الإفريقية، والذي يختلف بشكل كبير عن جلد الأفيال الآسيوية.

يتكون هذا الجلد المتصدع في الواقع من تصدعات في الطبقة القرنية -كلمة خيالية للطبقة الخارجية من الجلد- وهذه التصدعات، جنبا إلى جنب مع الشقوق المتصلة، تسمح لهذه الأفيال بحماية نفسها من حرارة إفريقيا القاسية.

ويتابع قائد الدراسة: “هذا النمط الجميل من الملايين من القنوات يكون متكيفًا، لأنه يمنع إراقة الطين الموضوع ويسمح بالاحتفاظ أكثر بالمياه من 5 إلى 10 مرات على سطح البشرة المباشر، مما يسمح للحيوان بالتحكم بكفاءة في درجة حرارة جسمه مع التبريد التبخيري”.

هذه الأفيال تطورت بفضل جلدها المفيد. في حين أن الأفيال الآسيوية لم تطور هذه الشقوق والنتوء ببساطة لأنها لا تحتاجها، فهي تعيش في بيئة أكثر رطوبة وبرودة، ما يجعلها قادرة على تنظيم درجة حرارتها دون استخدام البشرة المجعدة.

ومن المثير للاهتمام أن ميلينكوفيتش وجد أوجه تشابه بين مورفولوجية جلد الفيل واضطراب وراثي بشري يسمى “مرض السماك الشائع” أو “Ichythyosis vulgaris”، الذي يتسبب في ظهور قشور سميكة وجافة على الجلد. ويأمل ميلينكوفيتش أن تكون هذه الدراسات بداية لإيجاد رابط بين الاثنين.

في النهاية، يقول قائد الدراسة: “إنه مثال جديد وجميل عن كيفية مشاركة العمليات الفيزيائية في تطوير أشكال وهيئة الحيوانات”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى