مجتمع

“الجارديان”: شرطة شيكاغو أخفت 7 آلاف شخص في مكان سري

 أحد المحامين وصف المكان بأنه جزء من أفلام جيمس بوند

الجارديان – سبينسر أكرمان – إعداد وترجمة: محمد الصباغ

قامت شرطة شيكاغو بإخفاء أكثر من 7 آلاف شخص في مكان استجواب غير رسمي. بداية من أغسطس 2014 إلى يونيو 2015، حوالي 6 آلاف ممن احتجزوا في تلك المنشأة كانوا من السود، الذين يمثلون 68% من سكان المدينة. لكن 68 شخصا فقط منهم سمح لمحاميهم أو بشكل عام بمعرفة أماكنهم، وفقاً لسجلات الشرطة.

ما تم التوصل إليه حتى الآن هو نتيجة لتحقيقات ودعوى قضائية أقامتها “الجارديان” تطالب بالكشف عن التفاصيل الأكبر عن حقيقة ميدان هومان المكان السري الذي وصفته شرطة شيكاغو بأنه ليس أكثر من مخفر لجرائم المخدرات، وقال عمدة شيكاغو إن “الشرطة هناك تتبع القوانين والقواعد”.

ويتعارض تماماً ما تصوره الشرطة مع ما يقوله المحتجزون ومحاموهم عن “هومان سكوير”. فهم يصرّون على ”أنه لو حدث ذلك لفرد ما، فيمكن أن يحدث لأي شخص“ على سبيل المثال، كان جوزيه، 30 سنة، أحد المحتجزين القلائل الذي حضر محاميه عندما تم استجوابه من قبل الشرطة. وقال إن ضباط الشرطة في المبنى استجوبوه حتى بعدما قال لهم المحامي بشكل واضح أنه لن يتكلم، ويضيف جوزيه إن رجال الشرطة في فيمور وهومان لا يتبعون القانون.

ووفقاً لأرقام حصلت عليها “الجارديان” في سبتمبر الماضي، سمحت الشرطة للمحامين بالتواصل مع المحتجزين في هومان سكوير بنسبة 0.94% من حوالي 7185 مقبوض عليهم خلال 11 عاماً. وتتماشى تلك النسبة مع ممارسات شرطة شيكاغو التي تسمح بالحد الأدنى من التواصل مع المحامين خلال المرحلة الأساسية الأولى من الاستجوابات، في حين أن الحقوق الدستورية للمقبوض عليهم ضد الاعتراف على النفس هي أكثر عرضة لخطر الانتهاك.

يقول ديفيد جايجر، أحد المحامين الذي قبض على موكله بتهمة الماريجوانا عام 2011: ”هذا المكان كان ومازال مرعباً. مكان مرعب. لا يوجد به ما يشير إلى أنه قسم شرطة. إنه جاء من أحد أفلام جيمس بوند أو ما شابه ذلك“. فيما يقول كريج فاترمان، مدرس الحقوق بجامعة شيكاغو: ”حقيقة لا أحد يعرف أي شىء عمن يدخل إلى هومان سكوير، يختفون عند هذه النقطة“.

لم يجب المتحدث باسم شرطة شيكاغو عن لائحة من الأسئلة حول هذا الموضوع، منها لماذا ضاعف القسم أرقام كشوف الاعتقال دون أي تبرير للتأخير. وزعمت الشرطة في بيان فبراير الماضي أنه ”لو كان للمحامين محتجزاً في هومان سكوير، مثل أي منشأة أخرى، فسيسمح لهم بالتحدث معهم وزيارتهم“.

وذكر 22 شخصا أن شرطة شيكاغو أبقتهم بهومان سكوير لساعات وأحياناً لأيام، وكشفوا عن ضغط الضباط عليهم من أجل أن يعملوا كمخبرين لهم، وقال جميعهم –عدا اثنين من البيض- إن الشرطة منعت عنهم المكالمات الهاتفية، ولم يستطيعوا إخبار عائلاتهم أو محاميهم بمكان احتجازهم.

بعض الأرقام:

– 82.2% من المحتجزين بهومان سكوير كانوا من ذوي البشرة السمراء المقدر نسبتهم ب32.9% من عدد سكان شيكاغو.

11.8% من المحتجزين من أصول لاتينية، ونسبة تلك المجموعة 28.9% من سكان شيكاغو.

5.5% من المحتجزين من أصحاب البشرة البيضاء، الذين يمثلون 31.7% من السكان.

86 شخصا زعمت الشرطة أنهم اتصلوا بمحامين في هومان سكوير، ونسبة أصحاب البشرة السمراء منهم 45%، و26% للاتينيين، و26% آخرين من ذوي البشرة البيضاء.

ووفقاً للوثائق التي تم الكشف عنها كانت نسبة زيارة المحامين لهومان سكوير 0.09% خلال حوالي 11 عاماً.

ورغم الأرقام إلا أن القصة الكاملة لهومان سكوير لم يكشف عنها بعد. وشرطة شيكاغو لم تكشف عن أي شئ حول الأشخاص الذي احتجزوا بالمنشأة ولم يوجه لهم أي اتهام. كما لم يتم الكشف عن أي معلومات حول الاعتقالات والاحتجازات قبل عام 2004، بزعم أن إخراج تلك المعلومات يمثل عبءً ثقيلا لأنها ليست رقمية. (اشترت شيكاغو هومان سكوير عام 1995).

ويضيف فاترمان: ”من الصعب تصديق أن 7185 متهماً هو العدد الدقيق للمحتجزين في هومان سكوير. وحتى لو كان صحيحاً أنه سمح لـ 1% فقط من محتجزي هومان سكوير بالوصول إلى استشارات قانونية، فهذا شئ مقيت في حد ذاته“.

ويقول محامون في شيكاغو إن هذا المكان ليس كأي مركز شرطة أو مخفر آخر. وهو فريد من نوعه حيث لا ينشئ سجلات عامة حول احتجاز شخص ما هناك، كما يسمح للشرطة بإخفاء المحتجزين عن محاميهم.

يقول جايجر: ”حاول أن تجد رقم هاتف لهومان سكوير لتسأل عن وجود شخص ما هناك.. لن تجد أي شىء. لو عملت على افتراض أن موكلك في هومان فأنت كمحامي لا تمتلك الكثير لتفعله. أنت محروم من الدخول حيث يتم حراسته كمؤسسة عسكرية“.

وفي قضية جوزيه الذي تم احتجازه بهومان سكوير، تقول أوراق القضية إن شخصاً مجهولاً أخبرهم أن شخص دعى (تشي) قد باعه ماريجوانا من عنوان يسكن فيه جوزيه.  جاءت الشرطة إلى منزله ولم يكن هناك سوى زوجته وابنته، 10 سنوات، وصديقة ابنته. ثم عثرت الشرطة على كمية من الماريجوانا و أموالا قال جوزيه إنها 10 آلاف دولار، وفي تقرير القبض عليه تم تسجيل قيمة النقود بـ 4.670 دولار. ويضيف جوزيه أنه لم يحصل أبداً على المبلغ المتبقي.

ويقول جوزيه: ”يضغطون على الناس، ثم يذهبون ويحضرون شخصاً آخر. هذا ما يفعلونه“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى