سياسة

السيسي للصحف القومية: مياه النيل ستظل “تتدفق”.. وسنعطي تركيا وقتها لتفهم

السيسي للصحف القومية: مياه النيل ستظل “تتدفق”.. وسنعطي تركيا وقتها لتفهم

 

زحمة- الجمهورية– الأهرام

أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي صباح أمس حوارا مع رؤساء تحرير الجرائد القومية المصرية الثلاث، محمد عبدالهادي علام رئيس تحرير الأهرام وياسر رزق رئيس تحرير الأخبار وفهمي عنبة رئيس تحرير الجمهورية، ونشرت الصحف الجزء الأول من الحديث الصحفي في أعداد اليوم الإثنين على أن تنشر الجزء الثاني غدا. وحضر الحوار كل من اللواء عباس كامل مدير مكتب الرئيس والسفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة.

وعرضت الصفحة الرسمية للرئيس السيسي عبارات من الحديث حيث قال “الشعب هو ظهر المقاتل، وحين يشعر المقاتل أن شعبه قد مل منه فإنه لا يعود بمقدوره أن يقاتل إذ إن ذخيرة القتال هي الكبرياء والشرف والعزة، وبدونها جميعًا لا يمكنه أن يكون مقاتلًا ولا أن يستمر في القتال.” كما أكد على أن القرار المصري يتمتع باستقلال مطلق وبلا أي إملاءات، خلال عامي حكمه.

وأضاف أيضا أن مصر لا تتبع أحدا، فالدولة تدير علاقاتها مع بقية دول العالم في إطار الشراكة لا التبعية. كما تطرق إلى القضية الفلسطينية وذكر أن علاقة مصر بالطرفين الفلسطيني والإسرائيلي تتيح “لنا أن نلعب دورا محوريا لإيجاد حل لقضية السلام، وموقفنا ثابت من عملية السلام، ونحن ندعم كل الجهود التي تسعى لحل هذه القضية شديدة التعقيد.” وأضاف أن مصر تدعم أي تحرك دولي إيجابي من الدول القادرة على التأثير سواء الولايات المتحدة أو روسيا، التي أعلن رئيسها فلاديمير بوتين -وفقا لحديث الرئيس- أنه دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس ونظيره الإسرائيلي نتنياهو للاجتماع في موسكو لإجراء محادثات مباشرة.

وقال السيسي في حواره “إن هناك قناعة تتزايد في أوساط الإسرائيليين بأهمية السلام وهو مؤشر إيجابي.”

بدأت جريدة الأهرام الحوار المنشور على موقعها بإشارة إلى أن مدته وصلت إلى سبع ساعات وهو -على حد وصف الجريدة- رقما قياسيا لحوارات الرئيس السيسي مع وسائل الإعلام، وتطرق في الجزء الأول من الحوار إلى السياسات المصرية الخارجية، والجهود المبذولة من الرئاسة “من أجل  الوصول إلى صيغ لحل أزمات إقليمية ونزاعات متفاقمة فى سوريا وليبيا واليمن.”

وأشار الرئيس إلى عدم وجود أي قوات برية مصرية في دول المنطقة، وأكد أن القوات البحرية المصرية الموجودة في اليمن هي من أجل تأمين حرية الملاحة عبر مضيق باب المندب ووصولها بسلام إلى قناة السويس. كما قال إن هناك عناصر من القوات الجوية المصرية “تعمل مع أشقائنا في السعودية”.

وتطرق السيسي للأزمة السورية وحدد أبعادا للموقف المصري من الحرب المستمرة منذ 5 سنوات، وقال “هناك خمسة مبادئ أساسية هي: احترام وحدة الأراضي السورية وإرادة الشعب السوري، وضرورة إيجاد حل سياسي، ونزع أسلحة الميليشيات والجماعات المتطرفة، وإعادة الإعمار، وتفعيل مؤسسات الدولة من جديد.”

كما أكد على أن مصر ترصد تحركات الإرهابيين إلى ليبيا منذ عدة أشهر، وأشار إلى دعم مصر القوي للدولة والجيش الوطني الليبي، وأضاف أننا نسهم كدولة في تدريب عناصر من الجيش الوطني الليبي.

قال السيسي، وفقا للحوار المنشور بالأهرام، إنه لا يمكن اختزال العلاقة مع دول الخليج في الدعم المقدم لمصر فقط، وأكد أن العلاقة “خاصة مع السعودية مستقرة وثابتة” وأن مصر حريصة على توطيدها.

وبخصوص الأزمة والجدل الدائر حول اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والمملكة العربية السعودية، قال الرئيس إن الأمر متروك للقضاء الذي يحترمه الجميع، وأن البرلمان أمامه فرصة كبيرة لدراسة الاتفاقية. وقضت الاتقاقية بخروج جزيرتي تيران وصنافير من الحدود المصرية وانتقالها إلى السيطرة السعودية، وهو ما نجم عنه العديد من المظاهرات التي نادرا ما شهدتها فترة حكم السيسي. كما قضت محكمة القضاء الإداري في يونيو الماضي ببطلان توقيع الحكومة على الاتفاقية، قبل أن تطعن الدولة أمام لمحكمة الإدارية العليا على الحكم السابق.

تحدث السيسي عن العلاقات المصرية الإفريقية ومفاوضات سد النهضة الإثيوبي، وأشار إلى أنها تسير بشكل “مطمئن للجميع”، وأكد أن مياه النيل “ستظل تتدفق إلى مصر.”  وأضاف الرئيس أن مصر بدأت عهدا جديدا في إفريقيا خاصة تطوير العلاقات مع دول حوض النيل. كما أشار إلى زيارة يقوم بها الرئيس السوداني عمر البشير إلى مصر في أكتوبر المقبل.

قال السيسي أيضا إن العلاقات بين مصر وروسيا راسخة وذات طبيعة خاصة ولها بعدها التاريخي، وتابع “أما بالنسبة لحادث الطائرة فلم يترك أثرا سلبيا علي هذه العلاقة.” وأكد أنه على ثقة بعودة السياحة الروسية قريبا.

كمار كرر الرئيس السيسي حديثه في ما يتعلق بقضية الطالب الإيطالي الذي قتل وعذب في القاهرة في يناير الماضي، وقال إن تناولنا للقضية في بعض وسائل الإعلام المصرية “أدى إلى تعقيد القضية.” وأشار إلى تعاطفه مع أسرة ريجيني، وأكد على استمرار التعاون الأمني بين البلدين في القضية، وأشاد بتصريحات رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي “الإيجابية”.

أما عند سؤاله عن التصريحات المتضاربة من المسؤولين الأتراك حول العلاقات مع مصر، فأكد على إعطائهم الوقت “لتصحيح مواقفهم وتصريحاتهم لكن لا جديد على مستوى العلاقات، ونحن نرد بموضوعية إذا احتاج الأمر إلى رد، فليس كل ما يقال يستحق الرد.. وبالنسبة لي فإنني أحرص أن أعكس أصالة وثقافة وحضارة مصر في التعامل مع الآخر (تركيا).. المصريون أصبحوا متفهمين لذلك.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى