ثقافة و فن

“الضوء الخالد”.. لقاء الفن المعاصر وآثار الأجداد في المتحف المصري

لوحات لفنانين معاصرين بجوار آثار الفراعنة في المتحف المصري

الفن المعاصر في المتحف المصري.. الصورة بعدسة محمد الشهيد- AFP

كتبت- غادة قدري

قال الفنان التشكيلي محمد عبلة إن المتحف المصري في التحرير  بحاجة إلى دعم، خصوصًا وأنه يجري الآن التحضير لافتتاح المتحف المصري الكبير قبل نهاية 2018 في منطقة أهرامات الجيزة.

وأضاف التشكيلي المصري المعاصر الذي شارك بخمس لوحات تعكس التأثيرات المصرية القديمة، في معرض” الضوء الخالد” الذي  أقيم بالمتحف المصري قبل يومين “إن المعرض كان مبادرة من فنانين للفت النظر والإشارة إلى المتحف المصري”.

وتابع: “أخشى أن ينسى الناس المتحف المصري ويتعرض للإهمال”

وأوضح عبلة في تصريحاته لـ”زحمة“: الفن التشكيلي جذاب وملفت للنظر وميزة كبيرة لكل فنان أن تعرض أعماله وسط التاريخ الفرعوني، وتظهر هذه المبادرة أن الإبداع الفني يمتد منذ آلاف السنين وحتى اليوم.

وعن اختيار الفنانين قال: اختارتهم نيفين عبد الغفار مدير مركز “آرت دى إيجيبت”  هي صاحب الفكرة والمبادرة من الأساس، والمشاركين من أجيال مختلفة، تعكس أعمالهم الواقع والهموم المصرية.

وكانت فعاليات معرض “الضوء الخالد.. شيء قديم وشيء حديث”، الذي ينظمه مركز “آرت دى إيجيبت” قد انطلقت من المتحف المصري بالتحرير، وذلك تحت رعاية وزارة الآثار وتستمر حتى يوم الثلاثاء.

وأوضح الفنان عادل السيوي لـ”زحمة” أن الحدث لم يكن معرضًا كما هو متعارف عليه، ولكنها دعوة شخصيات عامة وسياسيين وجمهور إلى المتحف المصري في سهرة امتدت ثلاث ساعات، وتم نقل اللوحات للعرض في احدى قاعات فندق النيل ريتز كارلتون المقابل للمتحف المصري، ولافتًا إلى أن المعرض سيستمر حتى الثلاثاء، ويهدف إلى  تذكير الناس بالتاريخ، لافتًا إلى الدور الكبير الذي لعبته نيفين عبد الغفار صاحبة الفكرة في تنظيم ودعوة كل الشخصيات الكبيرة والمزج بين الماضي والحاضر.

لوحة من الفن المعاصر عرضت بالمتحف المصري يوم 28 أكتوبر 2017 الصورة بعدسة محمد الشهيد- AFP

وشاركت بالمعرض لوحات فنية لكبار الفنانين المصريين إلى جانب الآثار الفرعونية في معرض يسلط الضوء على التأثيرات القديمة على الفن المعاصر.

حضر المعرض الفنانون والمفكرون والسفراء من جميع أنحاء العالم.

وشملت اللوحات الحديثة صورا مجردة وأعمال أخرى لفنانين مصريين معاصرين بارزين مثل عادل السيوي ومحمد عبلة وغادة عامر وفاروق حسني وهدى لطفي.

كان المتحف المصري الذي يخضع للتجديد بوسط القاهرة من المعالم السياحية الرئيسية قبل اندلاع ثورة  يناير 2011 .

لكن الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وسنوات الاضطراب السياسي التي لحقت بمصر ساهمت في خفض أعداد السائحين.

وخلال ثورة يناير 2011 اقتحم اللصوص المبنى وسرقوا ودمروا العديد من الكنوز القديمة.

ودفع انخفاض أعداد السياح المتحف قبل بضعة أشهر إلى فتح أبوابه ليلًا على أمل جذب زوار جدد.

ومن بين أشهر مقتنيات المعرض قناع توت عنخ آمون الذهبي ومتعلقاته الأخرى وبعض القطع الأثرية من الأسرة الثامنة عشر

وهي من المتعلقات التي ربما سيتم نقلها إلى المتحف المصري الكبير بالقرب من أهرامات الجيزة قبل نهاية 2018.

لوحة من الفن المعاصر عرضت بالمتحف المصري يوم 28 أكتوبر 2017 الصورة بعدسة محمد الشهيد- AFP

وشهد الافتتاح وزير الآثار الدكتور خالد العناني، ووزيرة التضامن الاجتماعي غادة والي، ووزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج نبيلة مكرم، والدكتور زاهي حواس، ونخبة من سفراء الدول الأجنبية والعربية، ولفيف من رجال الأعمال المصريين.

وألقى الدكتور زاهي حواس محاضرة استعرض خلالها أهم اكتشافاته الأثرية الموجودة بالمتحف المصري، مؤكدا أن انطلاق فعاليات هذا المعرض من المتحف المصري بالتحرير، الذي يعد من أهم المتاحف الأثرية على مستوى العالم، أفضل دعاية لمصر التي تؤكد أن مصر بلد الأمن والأمان وأنها بلد الحضارة والفنون منذ فجر التاريخ.

وضم المعرض 16 عملًا فنيًا لفنانين معاصرين رائدين في مصر على خلفية فرعونية أثرية، أبرزهم محمد ناجي، صلاح طاهر، آدم حنين، عفت ناجي، محمود مختار، عادل السيوي، عصمت داوستاشي، فاروق حسني، ومحمد عبلة، حيث يهدف إلى إلقاء الضوء على أعمال هؤلاء الفنانين عن طريق عرضها مع آثار المتحف، والتأكيد على أهمية الحفاظ على التراث الثقافي العتيق ودوره الجوهري في تشكيل مجتمعات الحاضر والمستقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى