سياسةمجتمع

“البث المباشر”.. هل يستطيع فيسبوك حمايتك من مشاهد العنف؟  

“البث المباشر”.. هل يستطيع فيسبوك حمايتك من مشاهد العنف؟  

آبي أوليزر – واشنطن بوست

أطلق فيسبوك على مدى الأشهر القليلة الماضية، حملة إعلانية تعمل على إزالة الغموض عن الخاصية الكبيرة والأحدث له، وهي القدرة على بث فيديو مباشرًا على فيسبوك.  وبناءًا على الحملة، نعرف أن فيسبوك يريد من مستخدميه أن ينقلوا بثًا حيًا على حسابتهم الشخصية عندما يكون لديك شيئًا لتقوله، وتحتاج أن تقوله بصوت عالٍ، أو عندما يكون لديك موهبة خفية وتريد كشفها لأصدقائك وللآخرين.

لكن أحيانًا ما نجد أنفسنا أمام تناقضات ناشزة عن الرؤية التفاؤلية لخدمة “فيسبوك لايف” التي نشاركها مع أصدقاءنا، وذلك عندما يقرر شخص ما أن يبث فيديو يحوي مشاهد عنيفة، مثلما حدث في شيكاجو هذا الأسبوع عندما استخدم أربعة أشخاص (شابين وفتاتين) معظمهم من المراهقين، لخدمة فيسبوك للبث الحي، ليعرضوا أنفسهم يعذبون ويعنفون شابًا أبيض، يعاني من إعاقة عقلية وهم يسبون البيض والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب. يواجه الأربعة اتهامات بارتكاب جريمة كراهية.

ورغم أن هذا الفيديو أصبح قصة لها سياق سياسي، لكن العنف على الشبكات الإجتماعية أصبح شائعًا في هذه الأيام. الأسبوع الماضي، توفيت امرأة أثناء بثها فيدو مباشر على فيسبوك. وعلى تطبيق تويتر للبث الحي، أذاع مراهق مشهد إغتصاب لصديقة في وقت مبكر من هذا العام وواجه اتهامات بفعل ذلك للفت الإنتباه. وفي يونيه العام الماضي، بدأ رجلًا بثًا مباشرًا لما يبدو أنه إذاعه لجريمة يقوم بها. بينما أذاعت امرأة فرنسية انتحارها على تطبيق  بيروسكوب.

لفيسبوك، مثلها مثل تطبيقات “البث المباشر” الأخرى، قواعده حول المسموح وغير المسموح به على منصاته. لكن يكاد يكون مستحيلًا التخفيف من حدة مقاطع تبث في الوقت الحقيقي. ولذلك، لا يهم ما تأمل فيسبوك في تطبيقه، بينما توجد إحتمالية أن يفتح شخصًا ما حسابه على فيسبوك ويبدأ “بثًا مباشرًا” لتعذيبه شخصًا آخر.

يقول بنيامين بوروز، أستاذ مساعد في وسائل الإعلام الناشئة بجامعة نيفادا في لاس فيجاس:” بمجرد أن أصبحت خدمة “البث المباشر” أمرًا محتملًا، استخدمت في استخدامات إيجابية مثل بث معلومات مثل “الكوارث، العلاقات العامة، صحافة الهاتف المحمول” أو بثًا عن احتجاجات وعنف الشرطة، كجزء مما أسميه “بث مدني”. وبينما يستخدم الكثير من الناس خدمة البث الحي على فيسبوك للبقاء على تواصل مع شبكاتهم الإجتماعية بالطريقة التي أرادتها فيسبوك، إلا أن :”البعض يستخدم أيضًا منصات البث المباشر لأجل إذاعة اشتباكات أو جرائم”.

خلال الصيف، أذاعت دايموند رينولدز عبر فيسبوك لحظات موت صديقها فيلاندو كاستيل، بعد ما أطلقت عليه الشرطة الرصاص خلال إيقافه. أزال فيسبوك في البداية الفيديو، قبل أن يعيد نشره مرة أخرى مع تحذير حول محتوى الفيديو. أعلن بعدها أن الشركة قد تتخذ قرارات بشأن الإبقاء أو إزالة الفيديوهات التي تحوي مشاهد عنيفة، المذاعة أو المنشورة على منصاتها بناءًا على سياقها، حيث هل يدين الفيديو أو” يرفع الوعي” بشأن الواقعة؟  أم يحتفي بها؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى