سياسةمجتمع

الدانمارك تمنع اللاجئين من الرقص

دايلي بيست: يتعين على من يدخلون الملاهي الليلية التحدث بأي من اللغات الانجليزية أو الدانماركية أو الألمانية

دايلي بيست – باربي لاتزا نادو – ترجمة: محمد الصباغ

بسبب التهديدات الأمنية التي أحدثها مجموعة من المهاجرين الجدد، أغلبهم من اللاجئين السوريين، تريد الملاهي الليلية في الدانمارك منع أي شخص لا يتحدث لغتها من الدخول.

في البداية، قالت الدانمارك إنها ستصادر المقتنيات الثمينة من اللاجئين والمهاجرين، والآن لا تريد السماح لهم بالرقص إلا عند تحدثهم باللغة الدانماركية.

المحاولة الأخيرة للتضييق على حركة المهاجرين من سوريا والدول الأخرى بالشرق الأوسط وإفريقيا، تأتي بعدما قال المسؤولون في ثلاثة مدن دانماركية إنهم قد تلقوا شكاوى من الملاهي الليلية والحانات بسبب الذكور من المهاجرين واللاجئين الذين يتحرشون بالزبائن من الإناث. في حانة بادي هولي للرقص بمدينة سوندربورج توجد لافتة تحذير تشير إلى أن أي رجل سيدخل إلى المكان يجب أن يتحدث الدنماركية أو الألمانية أو الإنجليزية، وفقاً لتقارير صحفية محلية. فحراس المكان يريدون التيقن من أن الرجال من المهاجرين سيدركون أن كلمة ”nej“ تعني لا.

وفي مدينة هادرسليف، قال المسؤولون بالمدينة إنهم تلقوا شكاوى تفيد بأن الرجال في مركز اللجوء 365 ، والذي يضم مهاجرين ولاجئين، لا يستطيعون التصرف عند رؤيتهم لسيدات دانماركيات بملابس يرتدين ملابس مفتوحة.

وقال جلين هولندرن مالك أحد النوادي الليلية، لتلفزيونSyd  الدانماركي:” يجب أن نقول إن عدد كبير من الضيوف الذكور الذين يأتون من مركز اللاجئين لديهم صعوبة شديدة في احترام الجنس الآخر. من وجهة نطري، عندما يواصل رجل او أكثر لمس جسد فتاة شابة بعد أن تطلب منهم التوقف، فهذا تحرش.“

كما التقت القناة التلفزيونية مع أحد السوريين ويدعى رافي إبراهيم، يعيش بالدانمارك منذ ستة أعوام. واتفق على أن الفروق الثقافية تسبب مشكلة وأن الشباب يشعرون بالملل في مراكز طلب اللجوء. ويقول: ”لكنهم لا يعرفون قواعد التعامل مع المرأة الدانماركية.“

تأتي التحركات الدانماركية عقب التوترات في أوروبا مع استمرار تدفق اللاجئين على الرغم من برودة الطقس وإغلاق الحدود. وفي ليلة رأس السنة بمدينة كولن، بألمانيا، قالم حوالي ألف رجل بعملية تحرش جماعي لمئات النساء. وأعلنت الشرطة في كولن أن هناك أكثر من 500 سيدة قد أبلغن بتعرضهن للتحرش الجنسي. وألقي القبض على رجل واحد فقط –جزائري عمره 26 عاماً- بتهمة التحرش الجنسي، بالرغم من احتجاز 8 آخرين بتهم السرقة والاتجار بالبضائع المسروقة، في وقائع مرتبطة بأحداث ليلة رأس السنة.

لو نجحت الدانمارك في إغلاق نواديها والأعمال الخاصة الاخرى في وجه المهاجرين وطالبي اللجوء، يشعر البعض بالقلق من أن يتكرر الأمر في باقي أوروبا. ويرى البعض أن هذا النوع من التصنيف العنصري سيتم استخدامه في التحكم في من يدخل ومن لا يسمح له.

هذا النهج في الدانمارك يظهر جلياً عدم قدرة أوروبا على التعامل مع عملية الاندماج في أزمة اللاجئين. وصل أكثر من مليون مهاجر ولاجئ إلى أوروبا، أغلبهم عبر اليونان وإيطاليا، في عام 2015. وإلى الآن يستمر تدفق مئات المهاجرين يومياً. يقدر الاتحاد الأوروبي عدد اللاجئين الذين سيصلوا عام 2016 إلى 2 مليون، وفي عام 2017 سيعادل الرقم 3 مليون.

لو لم تستطع أوروبا التعامل مع التدفق، سواء باستراتيجية دمج واضحة أو بتعليم القادمين الجدد العادات الاجتماعية، سيغلب الخوف على العقل، ولا يبشر ذلك بخير قريب لكل من يتداخلون بالأمر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى