مجتمع

بشر ..لا يحبّون الجنس

لا يقرأون الروايات الرومانسية ولا تجذبهم الأفلام الإباحية.. إنهم بلا رغبات جنسية

أوزي – شون براسويل –  ترجمة: محمد الصباغ

هل يقرأ من ليس لديهم رغبات جنسية الروايات الرومانسية؟ هل يشاهدون الأفلام الإباحية؟ هل يقرأون الأخبار التي تحمل إيحاءات جنسية؟ تلك أنواع من الأشياء الغامضة التي حتى المعجب الكبير بأفلام شيرلوك هولمز الباردة جنسياً سوف يحب أن يتحقق منها. ومع بحث جديد قد لا نحتاج لشيرلوك هولمز كي نصل إلى إجابات.

في مقال جديد وفي كتابه ”فهم عدم الرغبة الجنسية – Understanding Asexuality“ يعرض أنطوني بوجيرت، مدرس علم النفس بجامعة بروك، بعض الأفكار الرئيسية لعلماء حول الموضوع، ويشمل ذلك لماذا تعد عدم الرغبة الجنسية أمرا مهما جداً لفهم المجال الأوسع للسلوك الجنسي البشري. يعرّف بوجيرت كلمة ”Asexuality“ بأنها بكل بساطة ”فقدان الانجذاب الجنسي“ أو ”النزعات الشهوانية“ نحو الآخرين، ويعتقد أن هؤلاء  يمثلون 1% من السكان بشكل عام، في حين أن حوالي 1.6% من الأمريكيين معروفون بأنهم مثليون.

في مملكة الحيوان، بالكاد يكون الإنسان وحيدا فيما يتعلق بموضوع التنوع الجنسية على سبيل المثال، عادة يصنف الباحثون القوارض إلى ”studs“ أي نشيطة جنسيا أو ”Duds“ غير ناجحة وفقاً لدرجة اهتمامهم الجنسي.

عندما يتعلق الأمر بفقدان الرغبة الجنسية، فإن تعبير ”Duds“ يعد مغلوطاً بشكل خطير. فأعضائهم تعمل مثل أي شخص آخر. ورغم ذلك يظهرون معدلات أقل من الرغبة الجنسية. ويقول بوجيرت ”كما يتوقع البعض، يمتلك الأشخاص ذو الرغبة الجنسية القليلة قدرة على التخيل أقل من معدلاتها عند الأشخاص ذي الميول الجنسية. في الواقع، نسبة كبيرة منهم لم يتخيلوا أبداً“.

وتعتبر عملية الاستمناء نشاطا مهما لإدراك اختلاف من لا يمتلكون رغبات جنسية، فعدد كبير منهم يقومون بتلك العملية. ويقول بوجيرت إن الأمر يبدو كما لو أنه ”في بعض الأحيان يفقدون الاتصال بينهم وبين الناس في مخيلاتهم“. ويقوم بعض ممن لا يمتلكون الرغبة الجنسية بالاستمناء فقط لأنهم منجذبون لأنفسهم بما يعرف ب” automonosexualism“. ويتطلب الأمر أبحاث أكثر على  هؤلاء الأشخاص وتحديداً من يقومون بعملية الاستمناء منهم. إنها أرواح مسكينة.

وبخصوص الأرواح المسكينة: فبينما يتم الإشادة بترك الزواج (أي التبتل) كفضيلة في الكثير من الأديان والعادات الثقافية، فيتم وصم فاقدي الرغبة الجنسية هذه الأيام بأنهم مضطربون. الحقيقة وفقاً لستة أبحاث كالتي قام بها بوجيرت، هي على العكس من ذلك: لا يظهر هؤلاء عجزا أو استغاثة بخصوص وضعهم هذا. في بعض الأحيان، يجعلهم الأمر  جيدون  في التحكم في الضغوط، والسلوكيات الخطيرة، والجنون المؤقت، أي الأشياء التي قد تصيبنا نحن المجموعة الأخرى: أي الغالبية ذات الميول الجنسية.

وفي استنتاج آخر غير متوقع أظهر أن هؤلاء الذين يفتقدون الرغبة الجنسية في حاجة إلى علاقات رومانسية. ويقول لوري بروتو، المتخصص بالنساء والتوليد بجامعة كولومبيا البريطانية: ”يريدون الكثير من الجوانب غير الجنسية للعلاقة. والتي تشمل عادة أنشطة جسدية مثل العناق والحميمية، لكن دون الارتباط بأي طريقة ما بالرغبة في الجنس“. في الواقع بجانب الكوميديا الرومانسية، حاولت الأبحاث حول فقدان الرغبة الجنسية كثيرا لفك الارتباط بين الرومانسية والجنس، والتي يقترح بعض علماء الأعصاب الآن أنهما منتج لعمليات مختلفة في المخ. وفي مجال العلوم يتم التركيز بشكل كبير على الارتباط، والانفصال هنا هو من جعل البحث حول عدم الرغبة الجنسية شديد الأهمية.

في قصة ”ذو الغرة الفضية“ فكّ شيرلوك هولمز لغز اختفاء فرس الرهان الشهير من خلال مراقبة كلب لم ينبح. والآن يأمل العلم بنفس الطريقة أنه يمكن استخلاص أسئلة غامضة حول الميول الجنسية البشرية عبر التركيز أكثر على كلب لم يقم بعلاقة جنسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى