مجتمع

هل يجعلك الصيف أكثر كسلاً؟

هل يجعلك الصيف أكثر كسلاً؟



كوارتز

ترجمة: فاطمة لطفي

الطقس الحار يجعل الجسد مرتخيًا. وكلما ازدادت درجة الحرارة زادت الطاقة التي تحتاجها لتجعل نفسك أكثر حيوية، وهذا يعني أن الأنشطة التي تمارسها يوميا، سواء كانت داخل المنزل أو في الخارج ستستلزم جهدًا أكبر.

لكن الأخبار الجيدة هنا، أنه يمكنك أن تتكيف بسرعة نسبيا، لأن الجسد يتأقلم مع درجة الحرارة، كما أشار سانتياجو لورينزو، عالم النفس: “كلما مارست الأنشطة أكثر شعرت أنك أفضل”.

بعد قضاء يوم واحد في جو حار، يبدأ جسدك في إنتاج المزيد من “البلازما”، الجزء السائل من الدم. تشير بعض الأدلة إلى أن أبداننا تنتج أكثر من 13% من البلازما بمجرد اعتيادها على درجة الحرارة المرتفعة، والذي يعني ضخ معدل أضخم من الدم في أجسادنا. لا يجلب ذلك فقط المزيد من الأكسجين إلى عضلاتنا (والتي تستخدم بعدها في توليد الطاقة)، لكنها تساعد أيضًا في تنظيم درجة حرارة الجسم.

يقول لورينزو: “يمكنك زيادة تدفق الدم للجلد لمساعدتك في تهدئة جسدك”.

إذا بقينا نشطين في الجو الحار من أسبوع إلى عشرة أيام، ستستمر أجسادنا في التأقلم مع درجة الحرارة. تنتقل الغدد العرقية في أبداننا إلى حالة تأهب قصوى لتهدئة الجلد سريعًا، وحتى إن القلب يبدأ في ضخ الدم بفعالية أكبر إلى باقي أجزاء الجسد. كما أننا نحصل على معدل أكسجين أكبر عندما نتنفس بشدة. وبشكل عام، بعد نحو أسبوعين من البقاء في الجو الحار، سواء كنت في خروجة عادية أو لممارسة الرياضة، فإن جسدك سيعتاد أن يتعامل مع الارتفاع في درجة الحرارة.

بالنسبة للرياضيين، التكيّف مع درجة الحرارة يساعدهم على التمرّن، عمل لورينزو مع 12 من ممارسي رياضة ركوب الدراجات الذين زاروا المعمل الخاص به بعد عشرة أيام من ممارسة الرياضة في بيئة ذات درجة حرارة مرتفعة. وعند نهاية العشرة أيام، هؤلاء الرياضيون تمكنوا من إنتاج 8% طاقة أكثر خلال اختبار الأداء لمدة ساعة واحدة مقارنة بمجموعة أخرى مكونة من ثمانية رياضيين.

التكيّف مع درجة الحرارة والتمارين لا يضمنان أداء أفضل، كما أن لهما بعض المخاطر: درجة الحرارة المرتفعة تزيد من الضغط على الجسد، ويمكن أن تتسبب في ضربة شمس إذا لم نتمكن من الحفاظ على درجة حرارة أبداننا في معدل طبيعي من خلال وسائل اعتيادية مثل التعرّق، وشرب المياه الباردة، أو ببساطة الابتعاد عن الشمس لفترة.

في النهاية، التكيّف مع الحرارة ينخفض مع أول موجة برد في الخريف. والمرة القادمة التي ستعود فيها إلى درجة الحرارة مرتفعة ستستغرق وقتًا حتى تعتادها مجددًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى