ثقافة و فن

“جوجل” يحتفي بإنجي أفلاطون.. فنانة عشقت الحرية وعاشت للمهمشين

تعرف على الفنانة إنجي أفلاطون التي احتفل بها جوجل اليوم

زحمة

في مثل هذا اليوم، في 16 من أبريل عام 1924، ولدت الفنانة التشكيلية المصرية إنجي أفلاطون، التي يحتفي محرك البحث الشهير غوغل بذكرى ميلادها اليوم الثلاثاء.

وزينت رسمة لأفلاطون ورسوم فنية تشكيلية خلفها صدر صفحة البحث غوغل، مع الإشارة إلى مرور 95 عاما على ولادة الفنانة المصرية إنجي حسن أفلاطون، التي ولدت لأسرة أرستقراطية في السادس عشر من أبريل عام 1924.

ويمكن تلخيص حياة الفنانة الراحلة، على مدى سنوات عمرها الخمس والستين، بأنها ولدت أرستقراطية وعاشت اشتراكية وانتقلت من القصر إلى المعتقل.

عاشت إنجي متمردة بفنها التشكيلي الثائر في وجه الإنجليز، ومعبرة بلوحاتها عن حركة الكفاح المسلح ضد الاحتلال البريطاني في لوحاتها مثل (لن ننسى) التي عبرت عن شهداء الفدائيين في معارك قناة السويس، بمعرضها الخاص الأول عام 1951 والذي غلب عليه الطابع الواقعي الاجتماعي في اللوحات.

ولأن شاغلها الشاغل، كان التعبير عن الطبقات المهمشة، لم تقف إنجي عن تأدية هذا الدور عبر الفن وحده، فوسعت الدائرة، لتنضم بعدها لحركة “إسكرا” الشيوعية عام 1944.

خاضت إنجي تجربة السجن، وخرجت منه عام 1963، عاشت بعدها 26 عامًا كاملة للفن والدفاع عن حق الآخرين في الحرية والحياة، إلى جانب إصدارها عدة كتب عن حقوق المرأة، واتجهت للعمل المدني والمجتمعي.

من هي إنجي أفلاطون؟

تعد إنجي واحدة من أبرز رواد الحركة الفنية التشكيلية في مصر والعالم العربي. وتوفيت في الشهر نفسه الذي ولدت فيه، لكن بعد 65 عامًا من الميلاد (أبريل 1924 -1989)، وتم افتتاح متحف باسمها بمركز الفنون المعاصرة عام 2002.

ولدت إنجي حسن أفلاطون في قصر من قصور القاهرة، لأسرة من الطبقة الأرستقراطية، حيث كان جدها الأكبر وزيرا في عهد الخديوي إسماعيل، ويقال إن محمد علي باشا هو من أطلق على جدها لقب “أفلاطون”.

تلقت إنجي تعليمها في مدرسة الليسية الفرنسية حيث حصلت على شهادة البكالوريا. وفي بداية الأربعينيات، كانت من أوائل الطالبات اللاتي التحقن بكلية الفنون الجميلة في جامعة القاهرة.

بدأت إنجي طريق الإبداع الفني قبل أن تدرس فن الرسم دراسة أكاديمية، إذ استقدم لها والدها معلما حين لمس شغفها بالرسم، لكنها رفضت الأسلوب الإملائي في الفن، فعاد والدها وألحقها باستوديو “جاتروس امبير” بالقاهرة، الذي أصبح بمثابة أكاديمية خاصة عام 1941، لكنها تركته بعد شهر واحد، بحثا عن الحرية في التعبير.

التقت إنجي بأحد الفنانين الذين أثروا في الحركة الفنية آنذاك وهو كامل التلمساني، والذي شجعها على ممارسة الفن والقراءة عن تاريخ الفنون وفلسفة الجمال، وعرَّفها بفنون التراث واتجاهات الفن الحديث، من خلال المراجع والصور، وكان ذلك من عام 1942 حتى 1945.

اتخذت إنجي من السريالية منهجا للتعبير عن نفسها فنيا، فصورت كل ما خطر ببالها بطريقة روائية، ويظهر ذلك في لوحات “الوحش الطائر” 1941، و”الحديقة السوداء” 1942، و”انتقام شجرة” 1943، وفي نفس الوقت تقريبا بدأت إنجي مشوارها الفني مع جماعة “الفن والحرية”، التي ضمت بين أعضائها محمود سعيد، وفؤاد كامل، ورمسيس يونان، وغيرهم.

في عام 1951 قدمت معرضها الخاص الأول، الذي غلب عليه الطابع الواقعي الاجتماعي، سواء في اللوحات التي عبرت فيها عن هيمنة الرجل على المرأة، أو اللوحات التي صورت الكفاح المسلح للمصريين ضد قوات الاحتلال البريطاني.

على الرغم من نشأتها الأرستقراطية، إلا أنها تبنت الفكر الماركسي اليساري، والتحقت بإحدى المنظمات الشيوعية وهي في العشرين من عمرها، لكنها سجنت خلال الحقبة الناصرية لأكثر من 4 سنوات.

وقد استلهمت إنجي لوحاتها من واقع الطبقة المصرية الكادحة، مثل الفلاحين والحرفيين والعمال، وركزت على النساء في كفاحهن اليومي. وحملت أدوات الرسم وتجولت بها في قرى ونجوع مصر، تلاحق رغبتها الملحة في الرسم، والتعبير عن رؤيتها لحياة الريف والفلاحين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى